لم نسمع عن حالة وفاة (  بفضل الله ) بمعبر راس جدير خلال 48 ساعة الماضية وهي فترة غلق المعبر بسبب توقف المنظومة عن العمل فكلما اشتغلت لساعات توقفت بنفسها او بفعل فاعل لعدد من الأيام ، فمنظومة  لها حالة ثورية خاصة ...
تبقى بعض الحالات المرضية السابقة التي أتاها أجلها بالمعبر هي ناتجة عن الخلل بالعنصر البشري العامل بالمعبر الذي لا يضعف قلبه امام الحالات الانسانية ،ويتجرد من معاني الرحمة ،ويبقي على حالة الطوابير والازدحام لفترات طويلة قد تمتد لأيام ، ولا يحزن لحالة مريضا اشتد مرضه أو عزاء الميت قد انتقل الى رحمة ربه وهو شاهد على اخر  لحظة من القهر والظلم  ....
لا يحزن هذا الموظف ( خدمةً للمواطنين ) فقد انتزعت منه المشاعر وبَقى همه الوحيد تكرار (افرح بيا) يأخذ الرشاوي ان كانت صغيرة أو كبيرة لاجل تمرير سيارة مجرم او شاب يبحث عن المتعة في تونس وتبقى سيارة العارضين عن الرشوة وكبار السن  والمرضى الى  السبيل ...

هذا المشهد المتكرر منذ سنوات لم يعالج وأصبح مرض يتعايش معه الانسان والحيوان وبقت ليبيا الدولة الوحيدة العطوفة على الدول القريبة والبعيدة ويأتي المنحوس والمتعوس لأجل سرقة اموالنا باسم الإخوة وينهال على ليبيا وشعبها بأشد العبارات وأقصى المعاملات...
حتى انتقل هذا الجرب ( عدم المروءة) الى بعض محبي السلطة والمال في بلدي  بان أقاموا الحد على الضعيف وافرشوا السجاد الأحمر أمام المجرم الذي أصبح مسؤولاً..


الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة