لاتجد في الارض الليبية الا ماهو منغصا من حكام قل عندهم التدبير . وقصر فيهم التفكير . وما اصدروا قرارا الا وخالف الرشاد . وناقض السداد . ومن هؤلاء الحكام حكومة التربية والتعليم اي وزارة التربية والتعليم وإذا كان هذا حال حكام التعليم فكيف سيكون حال التعليم بهؤلاء الحكام وكأن هذه الوزارة تعيش في عالم افتراضي غير العالم  الحقيقي الذي تعيشه ليبيا ويعيشه الليبيون فيصدرون القرار نفس القرار والإصدار نفس الإصدار في السلم والحرب سواءً فلا يتعاملون مع تبدل حالات البلاد وكأن شيئا لم يحدث ، دون تقدير . اوتدبير . لوضع البلاد . وحالة العباد .  أصدرت وزارة التربية والتعليم تأكيدا ببدء العام الدارسي الجديد بتاريخ 31 - 8 - 2014 م وكأن الشعب الليبي يتنفس رائحة الريحان . ولا يتنفس رائحة الحرب والدخان . وكأنه يتهلل فرحا ولاتنهكه من هذه الحرب الأحزان . وكأنه لايدفع ثمن الحرب بل يقبض ثمن الأمان . وكأن الذي يقع في شرق ليبيا وغربها ليست حربا حقيقية . في مناطق سكنية . لا تهطل عليهم القذائف بل تهطل عليهم قطرات المطر وحبات البرد (التبروري ) وكأن اطفال ليبيا قد أفاقوا من صدمات الفزع والرعب من هذه الحرب الظالمة وهم بين ذويهم ليحشروهم مع استمرار هذه الحرب في المدارس ليذوقوا الفزع والرعب وهم مفصولون بدوام المدارس عن ذويهم بل الأغرب ، كأن هذه الوزارة أرادت حشد اطفال ليبيا في المدارس حتى يكونوا ضحايا للقذائف العشوائية والرصاص المشوش ، فكيف بهذه الوزارة تحشد أطفالا في زمن الحرب في مدارس يتوقع ان تقع عليها قذائف او يخترق جدرانها الرصاص دون ان تتحمل مسؤولية تأجيل موعد الدراسة حتى ولو قليلا،هل هذا جائز إنسانيا ؟ وقد دمرت مدارس وهى فارغة في هذه الحرب الا يتعظ هؤلاء الا يعتبر هؤلاء ، الموعظة والعبرة لمن يأبه لحال العباد وهؤلاء لايأبهون لحال اطفال ليبيا وعائلاتهم .  كان الأفضل تأجيل العام الدراسي حتى ولو شهرا حتى تتضح من هذه الحرب أمورا ومنها توقفها في كل المناطق ،فموعد العام الدراسي لم يكن مناسبا للشعب الليبي ، فهل أهلت وزارة التربية والتعليم لتقوم بما يناسبها ولا يناسب الشعب الليبي وهذه هى حال حكومات فبراير تقوم بما يناسبها ولا تقوم بما يناسب هذا الشعب وما يناسبها هو لذاتها وليس للشعب الليبي اي هم يعملون لذواتهم ولا يعملون للشعب الليبي .

انظروا ياأبناء ليبياربما تكون وزارة التربية والتعليم في حالة غيبوبة من بدء هذه الحرب فلا تعلم عن هذه الحرب او ربما هذه الوزارة خارج الاراضي الليبية في جزيرة معزولة لا تعلم مايجري على الارض الليبية  ومن يعلم مكانها في اي جزيرة معزولة ليخبرني حتى اخبرها عن حالة ليبيا وان في الشرق الليبي والغرب الليبي مناطق عسكرية وميادين قتال وهى خطرة على المدنيين فهل من الحكمة المجازفة بأطفال ليبيا المعذبون ، وكي اخبرها ان ربع الشعب الليبي هو عائلات نازحة ومهجرة  من هذه الحرب في مناطق ليبيا وخارج ليبيا ولم يعودوا لاستمرار الحرب وبدء العام الدراسي الآن يعني حرمان اطفال هذه العائلات من الدراسة ، ولكي اخبرها ان هناك عسرا ماليا للعائلات الليبية بسبب الحرب تمثل في نقص سيولة المال من المصارف وتعطل مرتبات أرباب العائلات بسبب تعطل اغلب الاعمال في منطقتي طرابلس وبنغازي ولن تستطيع هذه العائلات تحمل التكاليف المالية الخاصة بحاجيات العام الدراسي ، ولكي اخبرها ان الكثير من العائلات مساكنهم مدمرة ولن تلحق موعد العام الدراسي لترميم مساكنها والعودة اليها وحتى تتأهل حياة هذه العائلات من جديد بسبب الحرب فان التأهيل سيأخذ وقتا وزمنا لم تقدره وزارة التربية والتعليم بزفها لموعد العام الدراسي في مآتم الليبيين ، من يعلم في  اي ارض حطت وزارة التربية والتعليم ليخبرني حتى اخبر هذه الوزارة الصماء والاصم لايخبر لانه يفعل ما اخبره به عقله وليس ما يخبره به الناس لانه لايسمع ، وما أردت اخبار هذه الوزارة إلا ضربا في أسماع من لايسمع من بعد يأس ، لك الله ياليبيا ، لكم الله يا أبناء وطني  . 

 

كاتب ليبي 

[email protected]