هي لم تفعل شيئا سوى أنها حلمت ببلد أفضل، بليبيا يحكمها القانون و يسيطر عليها الجيش و الشرطة لفرض الآمن و الآمان،هي لم تكن تحلم بشئ كبير كانت تريد فقط دولة قانون و مؤسسات،ربما كانت ستناضل من أجل أشياء أخرى لو كانت وضعية بلادها أفضل مما عليه اليوم كالمطالبة بمزيد تحرير المرأة التي مازالت ترزح تحت عقائد و تقاليد بالية أو ربما كانت ستناضل  من أجل الدفاع عن حقوق الطفل ،ربما كانت ستقاوم الأمية .... المهم أنها كانت ستناظل من أجل إعلاء كلمة الحق من أجل إنارة الرأي العام،ربما من أجل هذا قتلها المجرمون أعداء النور و الحرية عبدة الظلام و الرجعية ذات ليلة عندما إختطفوها في أحد شوارع "طرابلس" الآمنة كما يدعي محتلوها. إنتصار الحصائري إحدى مؤسسات حركة "تنوير" قامت في بلادها خطيبة لشعبها تريد صلاحه لكن اعداء الحرية ألبسوا روحها قميص إضطهاد ردوا به جماحها،إنتصار لم تكن الأولى بل سبقها توفيق بن سعود، وسلوى بوقعيقيص، ومفتاح بوزيد، وعبد السلام المسماري، والعديد من النشطاء والصحفيين والشباب الذين يقتلون أو يعتقلون أو يهجرون من أوطانهم لمجرد أنهم قالوا لا في وجه القتلة و المدمرين. هذا هو مصير المخلصين لأوطانهم دائما ، ينتهي بهم المطاف بإخماد أصواتهم بطرق أقل ما يقال عنها إنها جبانة لكن ما يؤسف في ليبيا أن القتل وإستباحة دماء الأحرار صار مسلسلا ينام عليه الليبيون و يستيقظون ولا تتم مواجهته سوى بكثير من الصمت أو ببعض الإدانات و الإستنكارات التي لا تسمن و لا تغني من جوع . من المؤكد أن إنتصار كانت تتوقع مصيرا كهذا خاصة أنها تعلم أنها تعيش في بلد صار أرخص ما فيه دماء الأحرار لكنها كانت مؤمنة بأن دماء العشاق هي التي غالبا ما تكون مباحة فعشقها لوطنها جعلها تقف في وجه الموت غير مبالية.

كاتبة تونسية