فاز المشير عبد الفتاح السيسي بثقة المصريين وأصبح رئيس مصر الجديد وزعيمها الذي تهتف له الحناجر والقلوب ، وفي إنتخابات قد تكون الأولى من حيث نزاهتها وشفافيتها في تاريخ البلاد ، ومن دون قوة حزب حاكم ، وبعيدا عن سكر ورز وفتاوى الإخوان ، إستطاع السيسي أن يتبوأ مكانة إسنثنائية لدى أغلبية أبناء شعبه ، ولدى شرفاء وأحرار أمته العربية ،وأن يصل الى قصر الإتحادية مؤتزرا بحب الملايين و دعواتهم له بالتوفيق والنجاح 

وحب المصريين والعرب للسيسي له ما يبرّره ، فالرجل قاد الجيش ليساند الشعب في ثورة على حكم العصابة الإخوانية وإنحاز لإرادة الملايين في الثلاثين من يونيو ، وقاد مبادرة التصحيح في الثالث من يوليو معلنا الإطاحة بحكم المرشد وبمؤامرات الجماعة المحظورة وبالمخطط الذي كان يستهدف الأمة العربية من محيطها الى خليجها ، ذلك المخطط الذي إجتمعت عليه إرادات التنظيم العلمي للإخوان والمحافظين الجدد في واشنطن وقطر وتركيا والإسرائليين وإيران ، وكان هدفه إعادة تقسيم المنطقة وتخريب مجتمعاتها دينيا مذهبيا وطائفيا وعرقيا وقبليّا ،وتدمير جيوشها ، والسطو على ثرواتها والسيطرة على مقدراتها ، ولنا في النموذجين العراقي والليبي ما يكشف عما كان ستكون عليه الأوضاع في مصر لو نجح المشروع الجهنمي في ضرب النسيج الإجتماعي وتمكين الإرهاب من معاقل للتحرك والقيادة والسيطرة مثلما تم التمهيد لذلك إنطلاقا من سيناء وكرداسة وبعض قرى الصعيد 

وما قام به السيسي  من عملية أنقاذ مصر ، كان حاسما في الإطاحة بتفاصيل مؤامرة دولية تستهدف بقية الدول العربية ومنها دول الخليج الى عملت قوى الإسلام السياسي على إختراقها بتخطيط وتمويل ساهمت دولة قطر في جزء مهم منه إنطلاقا من تحالفاتها المشبوهة مع ايران وإسرائيل ،ومن برامج أكاديمية « التغيير » ومواقف الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يمثل الجناح الشرعي لتنظيم الإخوان ، وكذلك من خلال فتاوى القرضاوي والدعاة المرتزقة المستقطبين،ووسائل الإعلام المنتشرة عربيا وعالميا والتي تموّلها الدوحة ،وتقود تحركاتها في تنسيق مع جمعيات ومنظمات تدعي أنها حقوقية وهي أبعد ما تكون عن النزاهة والصدقية وقيم حقوق الأنسان 

لذلك كان دعم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة الكويت لثورة الشعب المصري  موقفا إستراتيجيا مرتبطا بوعي تلك الدول بالخطر الذي كان يتهدد المنطقة ككل وبالمؤامرات التي كانت تحاك في الظلام ، كما كان إنتصارا لمصالح الأمة في مواجهة الهاملين على تفكيك المفكك وتشتيت المشتت ، ولأن الفضل يردّ لإصحابه ، فإن ثورة المصريين ما كانت لتنجح لولا حسم الجيش بقيادة السيسي للمواجهة وإنحيازه التام وغير المشروع للشعب 

وكانت تلك الحركة الكافية لتجعل المصريين يكتشفون زعيمهم وقائدهم الجديد ، وليدفعوا به الى مقدمة السباق ، وليعلنوه رمزا وعنوانا للمرحلة والمستقبل ، ثم ليختاروه ليكون رئيسهم 

وقد إختاروه لأنه صادق ، ولأنه جادّ ، ولأنه يؤمن بسيادة الدولة وقوة الشعب ،ولأنه تقي ويخاف الله ،ولأنه قادر على المواجهة وعلى الدفاع عن إستقلال القرار الوطني ،ولأنه مؤمن بأمته العربية ، ولأنه صاحب كاريزما ، ومتواضع ، ولأنه ينجاز للجماهير وللفقراء والمحتاجين 

وكذلك لأنه ينتمي للمؤسسة العسكرية المحترمة ذات الرصيد الكبير  في وجدان المصريين 

ولكن نجاح السيسي ، لا يجب أن يحول دون توجيه التحية الصادقة للمناضل حمدين صباحي الذي خاض منافسة إنتخابية شريفة مع السيسي وهو يعلم أن البون فارق بين شعبيتيهما ،ويدرك أن الشعب إختار السيسي منذ الثالث من يوليو الماضي 

وقد كانت مشاركة صباحي في السباق الإنتخابي إيجابية حيث أعطت الإنتخابات مصداقية كانت في حاجة إليها في ظل عمليات التشكيك والتشويه والتزوير الإعلامي المتعمد للحقائق من قبل « الجزيرة » وشقيقاتها 

فهنيئا للسيسي وشكرا لصباحي ،وكل التقدير للرئيس الطيب عدلي منصور الذي قاد المرحلة الإنتقالية بكثير من الكفاءة ، وكل الإحترام لشعب مصر العظيم ولقدرته الفائقة على رفع التحدي وصنع الفرح وتحديد معالم غده نحو الإجمل والأفضل والأكمل