على مرأى ومسمع العالم,بل وبتمويل من بعض دوله,لا تزال أعمال العنف هي السائدة,مخلفة آلاف القتلى والجرحى والمشردين,العالم المتحضر وفي أقصى تضامنه يدين ويشجب ويستنكر,تاركا الشعب الليبي وشانه يعاني ويلات أولئك الذين احتضنهم الغرب لسنوات بحجة أنهم,مضطهدين بسبب أرائهم البناءة,واحترامهم الرأي الآخر,مكثوا هناك لعقود رجعوا لتطبيق ما عايشوه فإذا بهم يستعملون أقصى وأقسى أنواع الترهيب والتعذيب,فالدماء لا تزال تسيل,المهجرون بالداخل والخارج في ازدياد,ذلك لا يعني الأمم المتحدة,كأنما أرادت بان يعيش الليبيون الذين لم يرضوا الذل والهوان في الشتات,بينما يبقى الخانعون الأذلاء,المحبون للحياة,ليتلقوا الصفعات والشتائم ممن يدعمهم الغرب.

يسعى الغرب بكل وسائله الخسيسة إلى الضغط على مجلس النواب للقبول بمشاركة الانقلابيين في السلطة,بل لأن تكون السلطة لهم,ويكون نواب الشعب مجرد شاهدي زور على ما يحدث,وإلا فانه لن يتم الإفراج عن الودائع الليبية بالخارج,بل وصل الأمر إلى التلويح بمنع تصدير النفط,المورد الوحيد لمعيشة الليبيين,وسحب الشرعية من مجلس النواب,فالديمقراطية مجرد شعار تتحطم على صخرة المصالح الغربية ودول الجوار الدائرة في فلك الاستعمار.

لقد استطاع الغرب أن يستدرج مجلس النواب والتحاور مع أناس أجرموا في حق الشعب,بل نراه يحقق مطالبهم(المؤتمر) ويعتبرها أساسا لأي نقاش(جدول أعمال),للأسف هناك من النواب المشاركين في الحوارات لا يجدون غضاضة في إشراك المجرمين في الحكم,من وجهة نظر هؤلاء النواب,الوضع جد خطير,إما القبول بالمجرمين في السلطة وإلا فان البلد مقبل على التقسيم أو الحرب الأهلية وبالتالي فأهون الشرين القبول بهؤلاء بضمانة دولية,ضاربين عرض الحائط باردة الشعب الذي انتخبهم لأجل بناء الدولة واستقرار البلد,فإذا بهؤلاء النواب يسلمون البلد لأرذل أنواع البشر.

اختلق الغرب عدة مسارات للحوار,لأجل إطالة أمد الأزمة والقبول بشروط الانقلابيين.الأحزاب السياسية,الخطيئة الكبرى للمجلس الانتقالي سيء الصيت فهؤلاء (زعماء الأحزاب)هم من ساهموا في جلب الاستعمار الحديث وإحداث فتنة بين أبناء الشعب,أما من  يطلقون على أنفسهم "المستقلون" فهؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم,وبالتالي فان مخرجات حوار هؤلاء لا معنى لها,إذ أن ليس كل الشعب مسجلا بالأحزاب.أما المجالس البلدية التي يسيطر على اغلبها الإخوان,فإنها انتخبت لأجل تقديم الخدمات للمواطنين لا الخوض في أمور الحكم من حيث التشريع وإصدار اللوائح التنفيذية,ومراقبة سير الحكومة.أما حوارات المشايخ والأعيان,فإن هؤلاء لم يعد لهم مكان ولو كانوا كذلك لبادروا منذ سقوط النظام على راب الصدع,إن كانت لهم كلمة بقبائلهم لسعوا إلى تجنيب البلد الفتن التي أودت بحياة الكثير من أبناء الوطن,منتسبي الميليشيات التي تقتل الليبيين وتدمر ممتلكاتهم,هم أبناء القبائل وليسوا مستوردين من الخارج,شخصيا اعتبرهم لا يمثلون إلا أنفسهم وهم يسعون إلى السلطة.

لو كان الغرب جادا في إيجاد حل للازمة الليبية لسارع إلى استصدار مذكرات توقيف بحق من ارتكبوا جرائم بحق الليبيين الآمنين,ليكونوا عبرة لغيرهم,لكننا وللأسف نجد هؤلاء المجرمين مرحب بهم من قبل الغرب,فعن أية ديمقراطية يتحدث هؤلاء؟. 

ندرك أننا لا زلنا تحت الفصل السابع,ولكن لم يعد هناك ما نخسره,لقد سئمنا تدخلات الغرب وبيادقهم.يبقى الأمل معقود على الوطنيين من أبناء الوطن,وبالأخص الجيش الوطني الذين يقدمون أنفسهم فداء للوطن, والشرفاء من الساسة الذين يسعون إلى تعرية أعمال المجرمين.

كاتب ليبي