أعزي أهلنا في الجنوب جميع الذين فقدوا وفقدناهم بسبب الاشتباكات التي دارت خلال الأيام الماضية، والتي نتحمل جميعاً وبدون استثناء حدوثها، وإن وجود السيد رئيس الحكومة في سبها  كان سيمثل أولوية قصوى والتأكيد على أن الجنوب جزء لا يتجزأ من وطننا الغالي ليبيا، وأن استقرار ليبيا وأمنها من أولويات هذه الحكومة ولكن للأسف بدل أن نجد هذا الموقف من رئيس الحكومة نجده يغادر الى السعودية تاركا المدنين في سبها يواجهون مصيرهم بل أن السيد علي زيدان بكل صفاقة يقول أنا لست وزير الدفاع أو رئيس الأركان لأذهب لسبها!!

هذا هو رئيس الحكومة الليبية التي من المفترض أن تكون حكومته لكل الليبيين دون استثناء، وتعرف أن الجنوب هو جزء أساسي من الوطن  ولابد من الحفاظ على أمنه واستقراره أما أعضاء المؤتمر فإنهم أعلنوا النفير العام وعادوا إلى ريكسوس  ليكملوا صفقاتهم السياسية حول إسقاط الحكومة الميتة لاستباق موعد سقوطهم في 7 فبراير المقبل  بعدم وجود حكومة ووجود مؤتمر ليهددونا بعدم وجود سلطة تشريعية وسلطة تنفيذية لكي لا نقبل بالفراغ الذي يعرفون أننا نعيش فيه فعلا.

سبها تنزف نتيجة لكل حماقات الليبيين فهي خليط من الصراع القبلي والسياسي وعصابات التهريب المشكلة في الجنوب وسبها ليست جديدة فهي قديمة لها خلفية تاريخية وأن كان النظام السابق يستغل هذه المشكلة ويسيء التعامل معها حيث المقبور القذافي لعب على الخلافات القبلية لإضعاف أي معارضة ضده وجعل القبائل تعلن الولاء له وليحضى بعض أبناء هذه القبائل بامتيازات خاصة تجعلهم مخلصين للقذافي وزد عليها غباء أنصار القذافي ودخولهم على الخط ليخلطوا الأوراق وليعطوا الاشتباكات طابع سياسي.

سبها ضحية عقلية ليبية عنصرية لا تعترف بأحد إلا بنفسها وعلى أنها الليبي الوحيد والأصلي والباقي تشاديين أو مصرية أو توانسة سبها ضحية شمال يتصارع على السلطة والمال ولا يكترث الى حال الجنوب الذي يصرخ وجعا فالحقيقة انك تصاب بالذهول والدهشة من أوضاع الليبيين في الجنوب بمكوناتهم المختلفة من تبو وعرب وطوارق حيث سكان حي الطيوري في سبها وحي تلاقين في اوباري ووضعهم البائس وغيرهم من مناطق الجنوب  فرغم أن حال الليبيين من بعضه لكن الجنوب يحتاج الى نظرة خاصة وعناية فائقة حيث يشكل الجنوب مصدرا لثروات الطبيعية وجزء مهم وحيوي لضمان الأمن القومي الليبي وقبل هذا وذاك فان جزءا من الشعب الليبي يعيش حياة صعبة ومرهقة وأكثر ألاما وصعوبة من باقي الليبيين في المناطق الأخرى.

لن تهدأ سبها حتى يعترف أولاد سليمان والزوية وغيرهم من القبائل بان التبو ليبين مثلهم لن تهدأ سبها حتى يعرف سكان سبها من عرب وطوارق وتبو  أن اوباما بن الكيني هو رئيس أمريكا أقوى دولة في العالم وليس رئيس بلدية سبها الغارقة في الفقر والمشاكل والتخلف وهل يجب أن يزور اوباما سبها ليتأكدوا من  ذلك وساعتها سيحظر رئيس الحكومة علي زيدان الى سبها.

لن تنتهي هذه المشاكل حتى تكون خطط التنمية موازية لخطط الأمن التي يجب أن تكون قيادة الأجهزة الأمنية والعسكرية محايدة ولا تنتمي الى أطراف النزاع فالأمن والتنمية هما وجهان لعملة واحد وخاصة ان امن هذه المناطق مرتبط بعلاقتنا بدول الجوار وامن الحدود له الدور الأساسي في هذه العلاقة.

أخيراً أتمنى على  شباب سبها الرائع الذي التقيت بهم وتعرفت عليهم أن لن يقبلوا أن يكونوا بيادق لقبائلهم وأمراء الحرب وزعماء مافيات التهريب على هذا الشباب الرائع  أن يتظاهر وان ينفذ عصيان مدني لوقف القتال وان يشكل دروع بشرية لحماية مساكن التبو ومناطق المدنيين الأبرياء من كل الأطراف عليهم فعل ذلك ولا ينتظروا مؤتمر ضال وحكومة ميتة!!!