خمدت ألهاب الحرب وسكنت حممها المستعرة ، بعد ان قتلت وأرعبت وهجرت العائلات الليبية في طرابلس ، وقتلت وجرحت وبترت اعضاء من شباب حديث السن من طرفي القتال ، حربا ظالمة لا اخلاق ولا خلاق فيها .  ليبي يقتل ليبي .. ومسلم يقتل مسلم .. اخ يقتل أخاه .. مع قتل اوبتر اعضاء  لعائلات او أفرادا من هذه العائلات ، كان من حظهم ان يكونوا في مرمى أوغير مرمى الطرفين  فرميهم ( رمي عشواء . رميا تدفقت به الدماء . دماء الأبرياء .الذين رجت صرخاتهم قبل قتلهم الاجواء .  رجالا وأطفالا وفتيات ونساء . حقهم عند رب السماء . وعنده لا تذهب الحقوق هباء . ) انقضى حدث الحرب بانتصار طرف ولكن الطرفين كسبا ، حيث كسبا اثقال  كبيرة من الذنوب لن يعلم كلا منهما وطأة هذه الأثقال .. هذه الأحمال من الذنوب العظيمة . الذنوب الجسيمة . الا حينما يتوفى الموت احدهم وذلك بما اقترفا  من قتل لبعضهم البعض والسكان المدنيين ، لقد خسر الطرفان دنياهم واخرتهم ،القتل أمرا عظيم و ليس بالهين ولا بالبين هو في الدين كبيرة الكبائر وفي الأخلاق الانسانية جريمة الجرائم  ولا يوجد تبرير ديني لقتل الأبرياء او ان يقتل الأخ أخاه وكل فتوى مبررة للقتل هى فتوى ساقطة منحرفة لا علاقة  لدين الاسلام بها .  

هذه الحرب التى احتدمت فيها مجموعة مسلحة من مدينة مصراتة مع حلفاء من تنظيم الاخوان المسلمين والسلفية الجهادية وشباب غرر به ومجموعة مسلحة من مدينة الزنتان مع حلفاء من مدن ليبية اخرى وشباب غرر به هى حرب لم تعتمد على قتال الخصم بل اعتمدت أيضاً على قتل للسكان المدنيين وتدمير لمساكنهم اضافة الى اضرار بالغة بالمال العام والمنجزات الوطنية 

وتحقيقا للعدالة الدينية والإنسانية ، وضربا نحو سداد العقل ورشاده لابد من معاقبة الفئتين  معا  لاستهانتهم بالحياة البشرية وأملاك الشعب الليبي ، نعم لابد من معاقبتهم معا الا اذا كان من اخلاق وطبائع  الليبيين قتل الاطفال والفتيات والنساء الأبرياء الأمنيين في بيوتهم وتدمير المنجزات الوطنية ولابد من تغريمهم وتحميلهم بدفع الأضرار التى أصابت الأملاك العامة والخاصة الا اذا كان من اخلاق وطبائع الليبيين التخريب والتدمير  ، وكفى بليبيا والليبيين اسفاف كفى بهما استخفاف ياحكام ليبيا  بتحميل التعويض عن الأضرار من الخزانة العامة ، الجرم يتحمله المجرم ومن السفاهة ان يدفع الشعب الليبي من أمواله على جرائم المجرم كما حدث سابقا ، كما هى سفاهة وحماقة حكومة الثني بدفعها أموالا للعصابة التي قفلت الموانئ النفطية رغم ان هذه العصابة كبدت الشعب الليبي خسائر فادحة من أمواله ،( لاحول ولا قوة الا بالله أينما وجهت تفكيري في اعمال هذه الحكومات اجد منغصا ووجعا بسبب حماقات هذه الحكومات ) . 

لم يكتف الطرفان بقتلهم لبعضهم البعض وقتلهم لعائلات ليبية وتدمير أملاك الليبيين ، بل ان المجموعة المسلحة التى تنتمي الى مدينة مصراتة والمجموعات المتحالفة معها والتي سمت حربها عملية فجر ليبيا او قسورة ترتكب جريمة في حق ليبيا بعد انتصارها على الطرف الاخر ، فجماعات عملية فجر ليبيا يرفعون شعار تصحيح مسار ثورة فبراير ويحيون من كان موته رحمة لليبيا فأحيوا المؤتمر الوطني العام الذي انتهت مدته والمؤتمر الوطني العام هو من نكس وحرف ودحرج ودفن ثورة فبراير فكيف تستقيم مقاصد عملية فجر ليبيا ؟ ترفع شعار تصحيح ثورة فبراير وتعيد الى الساحة الليبية من كان نكسة لثورة فبراير وهو المؤتمر الوطني العام البائس وهى بذلك ترتكب حماقة وطنية وجريمة في حق ليبيا عندما يكون هناك مجلس نواب وحكومة في الشرق الليبي وتقوم هذه الجماعات بأعادة المؤتمر الوطني العام في الغرب الليبي وتكلفه بتشكيل حكومة ، اي حكومة في الشرق الليبي وحكومة في الغرب الليبي وانظروا ماذا يعني ذلك ؟ ، يعني تقسيم ليبيا الى دولتين دولة في الشرق الليبي ودولة في الغرب الليبي . 

هذه الجماعات اي جماعات فجر ليبيا لا تسعى فقط الى تقسيم ليبيا الى ليبيا الشرق وليبيا الغرب فقط بل يسعون عن جهل او عن قصد او عن غفلة الى تقسيم ليبيا نفسانيا اي تقسيمها في نفس المواطن الليبي  الى مناطق مما يخلق الارتباط بالمنطقة  ويزيل الارتباط بليبيا كوطن فلا يمر ليبي من بوابة من بوابات عملية فجر ليبيا في طرابلس الا ويسألونه من اي منطقة انت ، قل ليبي ولن يعترفون بك  ، هويتك هى منطقتك وهى تجعلك منهم تمر او اليهم تجر . 

هذا كله من نتائج المؤتمر الوطني العام والحكومات المتعاقبة التى جاملت هذه العصابات المسلحة  

ولم تتخذ ماهو سداد ورشاد لليبيا بنزع سلاحها وتذويبها في المجتمع مثلها مثل باقي الليبيين بل رسمتها ودعمتها بمال الشعب الليبي هذا المال السائب الذي عبث به حكام سفهاء وهاهو مال الشعب الليبي يقتل ويدمر الشعب الليبي ، المال يكون ملعونا ولعنة على أصحابه عندما يودع في أيادي السفهاء . 

 

 

[email protected]