لم يكن الشعب السوداني راضيا عن انفصال الجنوب وتمزيق دولة السودان الي دولتين‏..‏ ولم يكن احد في مصر راضيا عن انشطار السودان وتقسيمه كان هناك رفض شعبي كامل في مصر والسودان لفكرة انفصال الجنوب وإقامة دولتين‏..‏

 

إلا ان الشيء الغريب ان الزعامات السياسية في مصر والسودان كانت راضية عن مشروع التقسيم وشاركت في احتفالات اقامة دولة الجنوب.. إذا كان هناك من يتحمل مسئولية تقسيم السودان فهما النظام الحاكم في الدولتين في ذلك الوقت.. لا ينبغي ان يتباكي احد الآن علي تقسيم السودان وما يجري الآن من معارك في الجنوب وحروب اهلية مسئولية يتحملها النظام الحالي في السودان والعهد البائد في مصر.. ان الغريب الآن في الأمر ان هناك من يسعي الي زيادة الخلافات بين مصر والسودان رغم ان كلاهما احوج ما يكون الي الآخر.. هناك قضايا مشتركة لا بد ان يحسمها التعاون بين البلدين خاصة ازمة سد النهضة امام اثيوبيا.. ان الحكومة السودانية تسعي الي ابرام صفقة منفصلة مع اثيوبيا وتنسي ان مخاطر السد تهدد الخرطوم قبل القاهرة وان الدماء التي تسري بين الشعب المصري والشعب السوداني لا يمكن ان تغيرها دماء بديلة وان كل الأزمات التي يمكن ان تواجهها مصر سوف تعبر اولا علي السودان ولا شيء غيره.. ان الاصوات التي تعلو الأن وتحاول إشعال الفتن بين القاهرة والخرطوم لا تدرك خطورة اللحظة.. ان السودان مهدد من اثيوبيا رغم كل ما يبدو من علامات الرضا لأن سد النهضة قضية خطيرة تهدد امن السودان.. واشتعال الحرب الأهلية في جنوب السودان تهديد مباشر للأمن القومي السوداني وهو لا تنقصه الأزمات فلديه منها في دارفور وكردفان والانقسامات الداخلية التي تهدد امن السودان واستقراره..ان مصر حريصة علي السودان شعبا ووطنا وامانا والسودان حريص علي مصر في كل الظروف والأحوال والشعبان المصري والسوداني يدركان عن وعي مصالحهما المشتركة ومصيرهما الواحد.. كانت الأزمة الحقيقية دائما في اصحاب القرار في البلدين حين غابت الرؤي واخطات الحسابات. 

الاهرام