بعض البلاد العربية شهدت تقدما ملحوظا في المجال العلمي وبالأخص التقني المتمثل في الصناعات الهندسية والعسكرية وجميعها لغرض الدفاع عن النفس وليست هجومية، وكذلك المجال النووي للأغراض السلمية بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عين أمريكا وأوروبا على دول العالم الثالث ومنعها من استخدامها في المجالات العسكرية في حين ان هناك دولا استطاعت تصنيع قنابل ذرية ومنها الكيان الصهيوني والهند وباكستان.

مفاعل تموز بالعراق للأبحاث النووية تم استهدافه من قبل الكيان الصهيوني والحجة في ذلك أنه قد يستخدم في إنتاج سلاح نووي، ومع مرور الوقت اتهموه بأنه يملك أسلحة دمار شامل، وقامت مؤسسات الغرب الإعلامية بتأليب الرأي العام الدولي على العراق، فتم غزوه العام 2003 (البداية الحقيقية لمسلسل الربيع العربي) واسقط النظام، أرسلوا فرق التفتيش والبحث والتحقيق ولم يعثروا على تلك الأسلحة، والنتيجة أنهم تسببوا في تدمير البلد وافتقاده إلى البنى التحتية وتهجير علمائه إلى بلدانهم ومن لم يفلحوا في إغرائه قاموا بتصفيته، حلوا الجيش الذي هو عماد كل دولة للدفاع عنها، وأحدثوا نظاما سياسيا طائفيا فاسدا، على مدى عقدين من الزمن لم تتحرك عجلات الإنتاج والبناء قيد أنملة، بينما تم إهدار بلايين الدولارات فيما لا يعني، والشعب العراقي يتضور جوعا ويفتقر إلى أبسط سبل العيش.

النظام الليبي حاول أن يلج عالم الذرة، فانشأ مفاعلا للأغراض السلمية بإشراف الوكالة الذرية وبعيد سقوط النظام العراقي، عمدوا إلى مصادرة الأجهزة التي لها علاقة بالبرنامج النووي، تم استهداف النظام وإسقاطه، وعلى مدى عقدين من الزمن تتناحر الأطراف الممولة خارجيا على السلطة، فالأسلحة المختلفة المتطورة تتدفق على البلاد رغم وجود قرار أممي بحظر بيع الأسلحة إلى ليبيا وعلى مرأى ومسمع من (إيريني) التي شكلت لمراقبة تدفق الأسلحة وأنها عثرت على شحنة تنتهك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا، أنهم لا يريدون لليبيا الأمن والسلام والتقدم والازدهار كما يدعون، بل دولة فاشلة فاسدة تهدر الأموال وغالبية الشعب الليبي يعيش تحت مستوى خط الفقر.

حاولوا إسقاط النظام السوري لكنهم لم يفلحوا بسبب الفيتو الروسي الصيني المزدوج، ولكنهم وللأسف أفلحوا في قتل وتهجير الشعب السوري وتدمير البنى التحتية، وسرقة الأعمال الأثرية (منحوتات وتماثيل) وطمس المعالم التاريخية التي تدل على التقدم في المجال الزراعي والإسكاني في مختلف العصور بينما كان الغرب يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.

الذين يصفون أنفسهم بانهم متحضرون، هم الذين يدمرون بلداننا، ويقمعون شعوبنا عن طريق عملائهم الذين نصبوهم علينا، لقد أوغلوا في طغيانهم فأصبحت شعوبنا تترحم على سنوات ما قبل التغيير المزعوم نحو الأفضل، واتضح جليا لنا أن كل ما يهم الغرب هو تحقيق مصالحه، والظفر بثروات شعوبنا عبر تهريب أموالنا من قبل ساستنا الجدد إلى بلدانهم واستثمارها هناك، إضافة إلى تجميد الأموال الموجودة لديهم، وأن استلزم  الأمر مصادرتها. إنهم لا يريدون لنا الخير بل أن نظل كقطعان من الماشية يوجهونها حيث يشاؤون يلقون إليها بالفتات لأن تظل حيّة ليس إلا.