"اقطع شعب عن تاريخه .. تسيطر عليه"

كنت قد أكدت في مقال سابق بعنوان  " أزمة الأفكار المستوردة " بضرورة تشديد القيود عند مرور الأفكار  إلي السوق الليبي مهما كانت جودتها، و هذا الإجراء لا يخرج عن خطة جامدة أو هي فرض من فروض العزلة أو مجرد محاكم تفتيش جديدة. المشكلة ليست مشكلة الأفكار، فالأفكار إذا ما كانت مناسبة و واقعية فهي تساهم في تقدم و تنمية مجتمعنا. و لكن أهم ما يقلق بشأن الأفكار هو قدرة  الفكرة على التكيف مع البيئة، فالمعطف الروسي بالتأكيد يتناسب مع  أجواء الصقيع في سيبيريا  لكنه أبدا لا يتكيف مع أجواء الصحراء الكبرى هنا في ليبيا.  أيضا الترويج لبعض الأفكار مهما كانت جودتها قد تكون الغاية  من وراءه تمرير أجندات و مخططات دول و مؤسسات استخبارية تهدد الأمن الوطني و السيادة و الاستقلال. و على أي حال فحتى في حالة تطبيق تلك الأفكار على ارض الواقع فأن أزمة غياب الوعي لدى المواطن الليبي لا تعطي تلك الأفكار أي نتيجة مأمولة بالنسبة له، بل تمكن أي أجندة مرسوم لها من الخارج في تحقيق غاياتها وبكل دقة.

و للأسف غياب وعى المواطن الليبي على كافة المستويات التعليمية و الثقافية حقيقة واقعة و ملموسة ، و هو ناتج عن عدة أزمات نفسية مررنا بها و لازلنا نمر بها في ليبيا. احدي تلك الأزمات النفسية هي أزمة "  " Rat-Race  أي "سباق الجرذان " و هي أزمة غالبا ما يصاب بها سكان المدن الكبرى بالعالم المتقدم و يتحول فيها المواطن إلي جرذ لا يتوقف عن الجري داخل حيز مفتوح الطرفين في حركة سريعة و مستمرة  لاهثا وراء المكسب و المنصب و المال، يفقد خلال هذه الحركة وعيه و قدرته على التفكير. و في ليبيا فهذه الأزمة ناتجة بالأساس عن الضغوط و التوتر بسبب التضخم  المصاحب للنشاط العمراني و الاقتصادي غير المخطط له بشكل جيد بالفترة التي سبقت انتفاضة 17 فبراير 2011م.

أيضا، أزمة أخرى ساهمت في غياب الوعي لدى المواطن الليبي خاصة بعد فترة ظهور الفضائيات و ضعف الإعلام الوطني الليبي في التصدي لها وهي أزمة " الاستيلاء " و التي تعني انقياد الشعوب الضعيفة للشعوب القوية ثقافيا حسب فرضية ابن خلدون. أزمة "الاستيلاء" أزمة انقاد فيها المواطن الليبي  _ مع غياب الهوية الوطنية _ في تبعية واضحة لثقافة الدول و الشعوب الغالبة. الأزمة واضحة للعيان دون ان يلاحظ المواطن الليبي أعراضها فهو مغيب كما ذكرنا ذلك سالفا،والشعار المرفوع خلال انتفاضة 17 فبراير " و انتصر الفيسبوك على الخيمة "  يؤكد هذه الحقيقة. فمن يرفع شعار انتصار "الفيسبوك" المنظومة العولمية على الخيمة و هي موروث ليبي عريق هو في حقيقته مواطن غائب عن الوعي. كذلك هنالك عارض أخر مصاحب لحالة "الاستيلاء" المزمنة فشعار الدولة الليبية الحالي " الهلال و النجمة "  هو شعار تركي خالص لا علاقة لنا به يؤكد حقيقة تبعيتنا لثقافة الشعوب الغالبة. هنالك عدة أمثلة أخرى ذكرتها في مقال " أزمة الأفكار المستوردة " تؤكد تفشي الأزمة بين الليبيين و قد ساهمت سياسات الدولة الليبية المتبعة في الماضي نحو الفضاءات الخارجية  دون تأمين الوضع الداخلي الليبي و دون معالجة الأزمات و مكاشفة للحقائق في مضاعفة الأزمة، و في هذا المقام لابد من التنبيه  إلي ان مسئولية هذه الأخطاء لا تقع على عاتق شخص بمفرده أو تخص مجموعة لوحدها و مسؤولية ارتكاب تلك الأخطاء تقع على عاتق جميع الليبيين.

أزمة أخرى يعاني منها المواطن الليبي و هي أزمة الشعور بالغربة  في وطنه، فهو و بعد مئات السنيين من "الهجرة الهلالية " أو كما تسمى بـ " التغريبة الهلالية " لا ينظر إلي ليبيا كأرض ميعاد بل كبلاد غربة. و الشعور بالغربة هذا هو  أزمة أخرى تجعل من المواطن الليبي فاقدا للاتصال بواقعه و بالتالي قاصرا على إيجاد حلول لأزماته المتراكمة، الشعور بالغربة هو ما يدفعه إلي تبني و مساندة قضايا و مشاكل شعوب و دول أخرى دون الالتفاف إلي مشاكله و أزماته المزمنة.

ربما في تشخيص الأزمات المذكورة بالأعلى جزء كبير من الصحة و لكن تقييم الأزمة و الأعراض لوحده ليس دواءا ناجعا، وكاتب المقال مثل الطبيب إذا توقف دوره عند تشخيص الأزمة دون  ان يحدد الدواء فهو لا يخرج عن دور المريض، مع ان المريض كما نعلم هو الشخص الوحيد المدرك لحجم أوجاعه و أزمته، و لكن في حالتنا هذه بالذات فان المريض هو شخص فاقد للوعي. ولكي يستطيع المريض من وصف أزمته فالأمر يحتاج إلي استفاقة.

و لكن كيف تتم الاستفاقة ؟

قد يكون أفضل مدخل للتعرف على الطريقة المثلى للاستفاقة هو استحضار التاريخ و تاريخنا بشكل خاص، و يحضرني في هذا المقام  رؤية الجنرال الايطالي " غرايساني " عن الخطوة الأولى الواجب إتباعها بعد إعدام رمز و قائد المقاومة الليبية " عمر المختار " كما جاء في كتابه " برقة المهدأة " حيث يقول " غرايساني "  في رؤيته هذه التالي:

" ان قبر عمر المختار موجود في تلك المقبرة – يقصد مقبرة سيدي اعبيد – بين الاف القبور العادية سيظل  مجهولا للأبد، ما علينا  إلا ان نهذب النشء الجديد  – يقصد الشباب الليبي - على الطريقة الفاشيستية حتى ينسوا كل شئ  و يصبحوا أبناء روما الخالدة روما العظيمة "

ما قصده غرايساني  بالتهذيب هو بالضبط عملية غسيل مخ للمواطن الليبي  و تغيبيه عن ثقافته و هويته و عن رموزه الوطنية ليصير أداة طيعة في خدمة " روما "  و هذه الرؤية ليس من بنات أفكار " غرايساني " بل هي فرضية من فرضيات  ملهم الفاشية الأول " نيقولا مكيافيللي " عن كيفية السيطرة على الأقاليم و الدول الأجنبية.

ونستنتج من  رؤية " غرايساني " ان التفريط في الهوية و الثقافة  الوطنية يسهل من عملية الانقياد لثقافة الشعوب الأخرى و بالتالي التبعية لسياسات الدول الغالبة و يسهل أيضا عملية غياب الوعي، في المقابل فان التمسك بهويتنا و ثقافتنا الوطنية هو الملجأ لاستفاقة حقيقية تحمينا من أزمات غياب الوعي و من التبعية للغالب و تنجينا من مخططات جهات خارجية مشبوهة.

لسنا الشعب الوحيد الذي يتعرض لمثل هكذا أزمة و لكننا من تلك الشعوب التي تفشل في كيفية التعامل مع الأزمات، فهذا النوع من الأزمات قد يصيب حتى الدول العريقة تاريخيا و ثقافيا. فخلال أحداث تفجيرات  لندن سنة 2005م فوجئ شعب و حكومة المملكة البريطانية بان من قام بعملية تفجيرات لندن هم شباب انجليزي و ينتمي إلي الجيل الثالث بالجالية المسلمة. حالة من الاستغراب و الاستهجان غلبت على الرأي العام البريطاني، صحيفة انجليزية عنونت  على صدر صفحتها الأولى السؤال التالي " من هو أخي؟ ". رئيس الحكومة البريطانية " توني بلير  "خرج عن طوعه و طالب الجالية المسلمة بالاندماج بالمجتمع البريطاني، أيضا الهندي و " الدبل شفره " سلمان رشدي  القصاص المعروف بادر بتقديم النصح للحكومة البريطانية و مؤسسات المجتمع المدني في مقال صحفي حث فيه  بضرورة الانتشار داخل شوارع و أحياء الجالية المسلمة في بريطانيا و إخراجهم من عزلتهم، و كذلك دعا سلمان رشدي إلي تذويب و القضاء على فئة المحافظين على التقاليد و العادات بتلك الجالية. و بالمناسبة، سلمان رشدي لم يتحصل على رتبة " فارس " سنة 2007م لكتاباته المشينة عن الإسلام كما يعتقد السطحيون، بل لخدماته الجليلة لوطنه الجديد فيما يخص طرحه لفكرة إدماج الجالية المسلمة بالمجتمع البريطاني.

أيضا في ما يتعلق بتجربة بريطانيا لتعزيز الهوية البريطانية ظهر للعلن  أواخر نفس العام سنة 2005م ما يسمى  بفحص" اختبار الحياة بالمملكة المتحدة " و هو فحص يتقدم له  طالب الجنسية البريطانية لاختبار معرفته باللغة الانجليزية، و كل ما يتعلق بالحياة والمجتمع و الحكومة البريطانية و يتعرض المتقدم لطلب الحصول على الجنسية البريطانية للرسوب في حالة عدم تمكنه من الإجابة. ومؤخرا صرحت الحكومة البريطانية انها ستضيف أسئلة عن تاريخ بريطانيا لهذا الفحص. واضح ان التجربة البريطانية لازلت في طور التجربة لكنها تبدو تسير على السكة الصحيحة.

صحيح ان التجربة البريطانية في مجال تعزيز الهوية مختلفة نوع ما عن أزمة الهوية في ليبيا و تخص عينة محددة، مع ذلك  فهذه التجربة تؤكد على ان الأزمة حقيقية و قد تصيب أي شعب و إذا استفدنا من الوسائل المتبعة في بريطانيا فقد نصل نحن  أيضا إلى السكة الصحيحة .  و إذا اتفقتم معي على ان استعادة الهوية الوطنية تشكل المفتاح لاستعادة الاستفاقة فلابد من تحديد الوسائل اللازمة و المساعدة  لاستعادة الثقة في هويتنا و ثقافتنا.

وفي هذا الإطار، هنا مبادرة في سبيل تحقيق ذلك و هي مكملة لمبادرة سابقة طرحها " الصادق النيهوم " في الفصل الأخير من كتاب " النقاش " و هذه المبادرة قابلة لكل فرز و تغير و إضافة و نقد و ذلك لإثراء الحوار و للوصول إلي استفاقة حقيقية.

  1. الأدب الشعبي من شعر و أمثال و " غناوي علم " و " مجاريد " تحكي تاريخنا و قيمنا و تكشف عن مشاعرنا و عواطفنا و هي الأكثر تجسيدا لهويتنا من أدب اللغة العربية الفصحى. بات الأدب الشعبي اليوم بعيدا عن فهم و إدراك المواطن الليبي، و التهكم أو التقليل من أهمية الأدب الشعبي يضعف من فكرة المبادرة و يقلص من فرصة استعادة الهوية الوطنية. لذلك لا بد للأدب الشعبي من شغل حيز كبير داخل مناهج التعليم الدراسية " كتاب التربية الوطنية و كتاب النصوص " في جميع مستويات الدراسة.و التلميذ الملتحق بالصف الدراسي مطالب بالتعرف على معاني و شروح الأدب الشعبي و مجبر أيضا على حفظ نصوصه، و هكذا إجراء لا ينقص من أهمية و قدر اللغة العربية ولكنه مهم لحماية هويتنا.
  2. المدن الكبيرة في لبييا جبهة حرب بين الثقافة الوطنية و الثقافة الوافدة من الخارج، وفي المستقبل فان المعالم الحضارية و المباني الحكومية و الإدارية والزوايا و المنازل و الشقق السكنية و الأماكن العامة لابد من ان تخضع لمعايير و تصاميم المعمار الليبي القديم  بشكل خاص و" المعمار المغربي" بشكل عام ليبرز هويتنا ويقضى على تغلل ثقافة المعمار الأجنبي داخل ليبيا .
  3. المسلسلات التلفزيونية و الأفلام السينمائية و كذلك الوثائقية التي تبرز عظمة تاريخنا و تجاربنا مكسب يعزز الثقة في قدرتنا و يساعد على تصدير لهجتنا الليبية إلي خارج و تمرير ثقافتنا و هويتنا كثقافة غالبة، و في نفس الاتجاه يمرر سياساتنا في دبلوماسية ناعمة تخدم مصالحنا في المنطقة.
  4. تمسك المواطن و المسئول في دول الخليج بالزي الوطني اكسبهما مناعة قوية ضد حالات الاستيلاء و غياب الوعي، و الزي الوطني الليبي " الجرد " بات اليوم غريبا و مهمشا لا يكاد يشاهد في المدن و في طريقه للاندثار  بالدواخل، لابد من عودة أخرى للجرد و بالقانون إلي جميع مؤسسات الدولة من دوائر حكومية و إدارية.
  5. عبور قبائل بني سليم و بني هلال نهر النيل نحو الشمال الإفريقي حدث تاريخي عظيم  ساهم في تغير تاريخ المنطقة. تاريخ قبيلة بني سليم في شبه الجزيرة العربية و في ليبيا، كذلك عاداتها و تقاليدها و أشعارها و رموزها لابد ان يكون الركيزة الأساسية في كتاب التاريخ  بجميع مستويات الدراسة المختلفة.
  6.  كما ان الإيمان و الكفر لا يجتمعان في قلب المؤمن كذلك  فان حق الحصول على جنسية  أخرى جنبا إلي جنب مع المواطنة الليبية غير مقبول وطنيا و لا يعبر عن تمسك بالهوية الوطنية.
  7. دار الإفتاء مؤسسة دينية لتحديد الحلال و الحرام فقط، تخضع لمستوى فهم و رغبة المفتي في اغلب الأحيان، أما الزاوية " الجامعة " الليبية الإسلامية فهي أكاديمية متخصصة تبحث في إيجاد الحلول و دراسة البدائل لقضايا و معضلات اجتماعية و اقتصادية معاصرة و متشابهة كقضايا القروض و أقساط الزواج و الحصول على سكن و معضلة الربا.
  8. ما تتعرض له الزوايا و القبور من نبش و هدم هو في الحقيقة مؤامرة واضحة القصد منها تفتيت هويتنا لتسهيل عملية انقيادنا و تحويل الليبيين إلي مجموعة من التبع. لذلك فمن الضروري حماية و صيانة المدن الليبية القديمة و الزوايا و المباني العتيقة و التعريف بها  مما يبرز عراقة تاريخنا و يرفع من مستوى ثقة المواطن الليبي في نفسه.
  9. ما نحن بصدده هو ثورة ثقافية حقيقية و محو لكل الشعارات و الرموز التي لا تنتمي إلي تراثنا بصلة، وهو عمل ضروري لأجل الحفاظ على هويتنا. و هذا ما ينطبق على شعار" الهلال و النجمة " التركي شعار الدولة الليبية الحالي فلابد من حظره و البحث عن شعار وطني بديل كخطوة أولى على طريق استعادة هويتنا .
  10. استعادة الأعراف و التقاليد الليبية الأولى و محاولة تمحيصها و بعثها من جديد قد يساعد في تحديد صيغة من التفاهمات مطلوبة في الجانب السياسي و الاجتماعي.
  11. نظام " العماره " نظام ليبي إداري قديم لتسيير الحياة اليومية في "الزنتان "يدل على قدرتنا في ابتكار النظم و الإطارات دون الحاجة  لاستيراد الحلول من الخارج، فالحزب كمدلول سياسي هو مصطلح مستورد لا يمثل واقع الحياة السياسية في ليبيا. أما الصف كمدلول تاريخي فهو يجسد حقيقة الصراع السياسي في ليبيا و هو مفهوم أكثر تجذر من مصطلح الحزب في تاريخنا،و يحمل قيمة أكثر من مطلوبة في هذه الفترة وهي  مفهوم المؤاخاة أو ما يطلق عليه في اللهجة الليبية بــ" الخوايه "، هذه الميزة ينفرد بها مفهوم الصف ولا تمنحها التجربة الحزبية،وتجربة           " الصف" إذا ما طبقت بشكل مناسب ستزيد من روابط الأخوة و اللحمة بين الليبيين.
  12. نظام البيعة مخزون ليبي ديني و سياسي هام، به يتوحد النظام و يقلل من الاستقطاب لابد من دراسته و تمحيص قدرته على إيجاد آليات لنقل الصراع المسلح في ليبيا نحو صيغة التبادل السلمي للسلطة.
  13. لا أخفيكم سرا ان ليبيا لا تحتاج الي ثورة أو انتفاضة تجرها إلي دوامة الفوضى. ليبيا تحتاج إلي إدخال وسائل التربية الحديثة في كل نواحي الحياة العامة، و التي تهتم بنبذ العنف على مستوى البيت و الشارع و المدرسة، و ترفع مستوى الأخلاق التي صرنا نفتقده على جميع المستويات. أيضا لا أخفيكم سرا ان الاهتمام بالجانب التربوي يقع في بداية سلم الأولويات و المفتاح الأساسي لتطبيق كل النقاط السابق ذكرها. و دون نجاحنا في تمكين نظام تربوي متمكن فالفشل سيكون من نصيب أي مبادرة وطنية تطرح للعلن.

وبعد،،

و أمام هكذا سيل هادر من الأفكار المبطنة  بالأجندات المشبوهة  فليس لنا نحن الليبيون من خيار سوى التمسك بهويتنا و ثقافتنا الوطنية. و ليس لنا من ملجأ سوى رفع شعار الليبيون إخوة لا فرق بين ليبي و ليبي إلا بالكفاءة، و فيما يخص الأفكار المستوردة فلا جدوى من مقاومتها أو تقييدها بالأغلال أو ضبط حركتها أو حتى مصادرتها في صالات الجمارك. و ليس من وسيلة في مواجهة ذلك سوى العمل على غربلتها و تمحيصها و تكييفها مع البيئة الليبية في حالة تأكدنا من جودتها. كذلك لا جدوى من الهتافات و الشعارات و العبارات الفارغة و المكررة الجوفاء مهما كانت منمقة ومهما كانت دلالتها الوطنية واضحة فهي لن تؤدي إلي عودة الوعي.  أيضا استحضار التاريخ و تقييم تجاربنا السابقة هو المدخل لإيجاد الحلول لازمتنا. وعند ذلك فقط تبدأ  الاستفاقة الحقيقية و لا حاجة بعدها لثورات فوضوية مكلفة.

الملايين أفاقت من كراها ما تراها

ملأ الأفق صداها

خرجت تبحث عن تاريخها

بعد ان تاهت على الأرض و تاها

حملت أفؤسها و انحدرت

من روابيها من أغوار قراها

فانظر الإصرار في أعينها و صباح البعث

يجتاح الجباها

 

 

كاتب ليبي