مؤتمر القبائل والمدن الليبية هو جسمٌ اجتماعي سياسي، تأسس بشكله الحالي كامتداد لمؤتمر القبائل والمدن الليبية الذي عقد في فندق غابة النصر بطرابلس في 5 مايو2011م،
ورغم العراقيل والصعاب التي واجهت القائمين عليه، فقد حافظ هذا الجسم على تماسكه بل ووجوده، لكن النتائج لم تكن بحجم الطموحات والآمال التي عقدت عليه .
إن مما يؤخذ على هذا المؤتمر اعتماده على  التقسيم الثلاثي لمناطق البلاد  "طرابلس، برقة، فزان"، ذلك التقسيم الذي كان سائدا إبان فترة الاستعمار ، ويرتبط وجوده بتلك الحقبة البغيضة، علاوة على كونه يمثل شبح التقسيم الذي يتربص بوحدة التراب الليبي. ونحن لا نعلم السبب الذي دعا إلى اعتماد هذا التقسيم داخل مؤتمر القبائل! ولماذا لا يكون المؤتمر وحدة واحدة، أو مجموعة مناطق تتجاوز الثلاث، لتلافي تكريس هذا التقسيم الاستعماري؟!
في بداية العام الجاري شرعت رئاسة المؤتمر في البحث عن سبل عقد المؤتمر، واقترح ان تكون مدينة رأس لانوف مقرا للانعقاد، ولأسباب غير معلومة استبعد هذا الاقتراح، وتحولت الأنظار إلى مدينة سرت الجريحة، وقامت رئاسة المؤتمر بزيارة للمدينة التقت خلالها بالعديد من المكونات الاجتماعية  في أجواء سادها الترحاب والود والوئام، وتقرر عقد المؤتمر بمدينة سرت.
لقد كان من المقرر عقد المؤتمر في النصف الأول من شهر فبراير الماضي، وبُذلت جهودٌ مضنية من أهل سرت على الصعيد الرسمي والشعبي لاحتضان هذا المحفل، لكن الأمور لم تسر بالشكل المتوقع، فقد ظهرت بوادر فتور على رئاسة المؤتمر وعلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، الأمر الذي أطلق العنان للشائعات التي ذهبت مذاهب شتى. وعلى إثر ذلك تحرك أهالي منطقة سرت، وقاموا بعديد الاتصالات والزيارات شملت بعض قبائل ومدن البلاد لغرض الدفع نحو عقد المؤتمر ، والوقوف على أسباب بطء الإجراءات وتعسرها. 
إنه وبصرف النظر عن المآخذ حول المؤتمر ، فإن مجرد انعقاده واجتماع جزء كبير من الليبيين على أرضٍ ليبية دون وصاية أو رعاية مشبوهة،  وتدارسهم لأحوال البلاد، هو خطوة جيدة على طريق إيجاد حل للمشكل الليبي الذي يقف على أعتاب عقد من الزمن ذاق خلاله المواطن البؤس والشقاء، وشهدت فيه البلاد ضياع الهيبة، وتفشي الفوضى .
إن أهالي سرت ليحذوهم الأمل في احتضان مدينتهم لهذا المؤتمر، لعلهم بهذا يجددون العهد بماض قريبٍ كانت فيه سرت مكانًا للمحافل والاحتفالات والفاعليات على المستويين الدولي والمحلي،  ولعلّهم كذلك يلفتون الأنظار نحو إعمار ما دمرته الحرب، وقد طال الانتظار دون بارقة أمل ولو من بعيد.

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة