في الثالث والعشرون من اكتوبر العام 2011 اعلن المجلس الانتقالي في حفل بهيج تحرير ليبيا من النظام السابق, دعا رئيسه الى اللحمة الوطنية وعلى ان يكون لليبيا جيش وطني يحمي البلاد,من جهته قال رئيس الاركان انذاك من ان الجيش سيبنى على اسس وسينحاز انحيازا تاما للشعب.

انتهت اذاُ معركة تحرير ليبيا بحسب الزعماء الذين قادوا عملية التحرير منذ ثلاث سنوات فهل تحققت اللحمة الوطنية؟ وهل تم بناء الجيش الوطني الذي سيكون السد المنيع في وجه اي محاولة لغزو البلد؟,وهل تحقق الامن والأمان الذي وعدوا به المواطن؟وهل تم استكمال المشاريع التي بدأ النظام السابق في تنفيذها وتوقفت بفعل الحرب وبعضها تخطت نسبة الانجاز فيها الخمسون بالمائة؟هل تم اعداد الدستور الذي كان احد الاسباب المعلنة لإسقاط النظام؟ لينتهي حكم الفرد ويكون هناك تداول سلمي للسلطة؟ وهناك الكثير من الاسئلة التي تدور في " ذهن" المواطن.الاجابات عن كل تلك الاسئلة من الواقع الميداني تدل على ان اي منها لم يتحقق,بل ازدادت الامور تعقيدا,عدد القتلى والجرحى بعد التحرير اضعاف اولئك الذين سقطوا لأجل التحرير,الاموال التي تم نهبها من خزينة الشعب والأموال الخاصة فاقت كل تصور,تم هدم وإعطاب كل مقدرات الشعب التي لم يطاولها الناتو.

الذين انضموا الى الميليشيات المسلحة بعد التحرير بلغ اعدادا رهيبة,تفوق كل تصور,لم لا وهم يتقاضون رواتب ويمنحون مزايا لم يحلموا بها, ارسل هؤلاء الى كافة اصقاع الارض لأجل التدريب و من ثم الانخراط في الجيش,لم يتم الانخراط,الجيش الوطني العدو اللدود لزعماء الاحزاب وقادة الميليشيات   ,لأنهم لا يريدون دولة عصرية,بل يريدون "دولة هشة" يسرحون فيها ويمرحون وينعمون بخيراتها, ويتحكمون بشعبها, أصبحت الميليشيات هى المسيطرة على مقاليد الامور في البلد, كونت الميليشيات اجنحة سياسية لها "احزاب", فكانت النتيجة ثلاث سنوات عجاف تقل عن السنوات العجاف التي ابتلي بها غيرنا, يبدو ان ميليشياتنا المؤقرة تأبى إلا ان تتم العدة "7 سنوات" وقد يكون هناك حاجة الى وقت مبدد, الميليشيات لا تعترف بالوليد الجديد "مجلس النواب "رغم نيله اعتراف المجتمع الدولي والمنظمات الاقليمية.

حاول التكفيريون وأذنابهم عرقلة جلسات المؤتمر,لم يمتثلوا لوقف اطلاق النار,وأعربوا عن رفضهم للتدخل الخارجي الذي دعا اليه المؤتمر حيث ان آلاف الابرياء من المدنيين تم تهجيرهم عن ديارهم وتدمير منازلهم اضافة الى سقوط العديد بين قتيل وجريح.لا يريدون التدخل الخارجي لأنه سيوقفهم عند حدهم وقزمهم,فما ان ينظموا الى الجيش الوطني بشروط وأما ان يعودوا الى بيتهم,بل تجب محاسبة من ارتكب جرائم بحق الوطن والمواطن.

الغرب لم يتدخل حتى اللحظة,ربما لانشغاله بمواضيع اخرى,ربما اعداد القتلى والجرحى والمشردين الليبيين على ايدي الميليشيات لا تستوجب التدخل بعد,ربما ما تم تدميره من مقدرات الشعب بواسطة الميليشيات لا يكفي بل يجب هدم كل مقدرات الدولة والأملاك الخاصة للمواطنين حتى يتم اعادة اعمار البلاد من جديد "مشاريع استثمارية" وتكون الفاتورة ممتازة في نظر الغرب وتدعم اقتصادهم المتهالك وتوفير مواطن شغل جديدة وعلى مدى عقود للعديد من ابنائهم العاطلين عن العمل. ربما يود الغرب ان تتجمع كافة الفصائل الجهادية في شمال افريقيا في ليبيا ليتم ضربها بسهولة. ربما لا يقضي عليها بالكامل لتكون له مصدر رزق في محاربتها انّى يشاء. يبقى التذكير بان الميليشيات ومهما يكن من امر ومهما كان عدد القتلى والجرحى والمشردين لن يطيب لها المقام ولن تهنأ وستسلم اسلحتها عن يد وهي صاغرة وستلاحقهم وقادتهم المغاوير لعنات الشعب وسيلاحقهم شرفاء الوطن وجيشه الباسل وان كانوا في بروج مشيدة او انفاق تحت الارض.نقول للمجرمين سينتصر الشعب وتولون الدبر,وستبنى البلد بسواعد ابنائها, سيعود المهجرون يوما,وستختفون من المشهد السياسي فانتم مجرد اداة يلقى بها ارضا عند انتهاء صلاحيتها وتداس بالقدم.