تدهور الوضع الامني في البلد بحيث صار لا يطاق, فلأقل الاسباب تقفل الطرقات وتتمترس مجموعات مسلحة,لا تعرف لمن تتبع, مشهرة سلاحها في وجه المارة تقوم بالسلب والنهب في وضح النهار توجه مستخدمي تلك الطرقات في اتجاهات لا يعلمون اين تقودهم,فتكتظ الطرقات ويحدث الهرج والمرج,ويضلون الطريق, ويلعن هؤلاء الوضع الامني المتردي الذي اوصل حثالة المجتمع الليبي الى التحكم في مقاليد اموره بقوة السلاح.

طوال الفترة السابقة استخدموا كافة وسائل التهديد, سلبوا الناس ممتلكاتهم, قاموا باختطاف من يحلوا لهم لأجل الحصول على فدية مجزية او كسب موقف سياسي لإشعار الاخرين انهم سادة بفعل السلاح. انهم كالشبح يختفون من مكان ليتواجدون في اخر,لا يوجد من يوقفهم عند حدّهم,تارة يخيّل اليك انهم على خلاف مع السلطات الرسمية وفي الغالب انهم متفاهمون معها فالسلطة تغض الطرف عن كل ما يقوم به هؤلاء بحجة عدم اراقة الدماء, اما الدم الذي يسفك كل يوم فلا بأس من ذلك -ما فيش احسانة"حلاقة" بلا دم.

في ظل الوضع الامني الراهن فإن الشركات التي بدأت بتنفيذ مشاريع عملاقة بالبلد لم تعد قادرة على العودة والاستمرار في البناء, حتى العمال العاديون لم يسلموا من عمليات السلب والنهب, فحزموا حقائبهم وقرروا العودة الى بلدانهم وهذا مؤشر خطير على مدى استفحال الجريمة المنظمة,فالبلد يعتمد على العمالة الاجنبية بنسبة كبيرة جدا,وعليه ستتوقف مشاريع القطاع الفردي والتشاركي التي تساهم في توفير بعض حاجيات المواطن.   

وصل الامر الى حد اختطاف رئيس الحكومة وبغض النظر عن الجهة التي قامت بعملية الاختطاف فهي جد مستنكرة رغم الفشل الحكومى في كافة المجالات, فعملية الاطاحة او الاقالة تمر عبر المؤتمر بأغلبية الاصوات,او بالحشد الشعبي المكثف على غرار ما جرى بمصر حيث الديمقراطية الشعبية بالشوارع والميادين والساحات وصارت امرا واقعا في ظل الشلل التام للحكومة ولا يجب الانتظار الى حين انتهاء المدة المقررة, بالتأكيد ان عملية الاختطاف جاءت لتصب في مصلحة رئيس الحكومة وكانت اشبه بعملية تعبئة رصيد لكن الرصيد الجديد لن يدوم طويلا في ظل الاهتراء الداخلي وتصيّد الفريق الآخر لهفوات وزلات الحكومة.

انتصر الثوار لرئيس الحكومة فحرروه من اسره دون اراقة دماء فالمطلوب هو رضاه ونيل عطاياه,لكن هؤلاء الثوار لم يفتحوا الطريق السريع"الدائري الثاني"عند الجزء الشرقي حيث قفلها الصعاليك,كما انهم لم يفتحوا الطريق الساحلي المقفل امام سجن الجديدة في وضح النهار.وما صاحبه من كسر لبعض سيارات المارة.وكلا الطريقين يقعان في النطاق المكاني لأولئك الثوار.

قال رئيس الحكومة بعد تحريره,غدا يوم جديد,في اشارة الى استخدام القوة, اقول ليس المهم استجلاب الناتو فنحن لسنا في حاجة الى طائرات بل البلد في حاجة ماسة الى قوات اممية تدخل كل بيت لجمع السلاح,وتنظم حركة المرور بالشوارع واستتباب الامن بالمناطق,بل نحن في حاجة الى حكومة بأكملها من الغرب فنحن لسنا جديرين بالاستقلال ان لم اقل بالحياة,ولنظل تحت الوصاية الى ان يظهر جيل جديد ونأمل ألا يرث صفات من سبقه ويصدق فينا قول الشاعر لا تشتري العبد إلا والعصا معه ان العبيد لأنجاس مناكيد.

 

ان حكومة غير قادرة على حماية المواطن واستتباب الامن بالعاصمة غير جديرة بالاحترام او البقاء بالسلطة,تبا للحكومة ورئيسها وتبا للبرلمانيين وأسهمهم الهابطة, تبا لأشباه الثوار الذين كل همهم الابقاء على الاوضاع الراهنة المنفلتة.

كم يستصغر الانسان نفسه وتضيق به الدنيا عندما يسلب ماله او تكسر سيارته او تنزع منه عنوة في وضح النهار ولا يجد من يقف الى جانبه ولو بكلمة حق, ضاعت النخوة ونصرة المظلوم, كل مواطن همه نفسه وكأنه يوم الحساب.

ابشروا معشر الصعاليك في جميع انحاء العالم فقد اقام اخوانكم الصعاليك في لبيبا, "دولة ليبيا المتصعلكة"

الاممية والاعتراف الدولي بها سيكون عن قريب فالمسالة مسالة وقت ليس إلا,فهلموا حيث النعيم الارضي.

وكل عام والمتصعلكون بألف خير............  يتبع الجزء الثاني

كاتب ليبي 

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة