تساءلت في نهاية مقالي، الأسبوع الماضي، "لماذا يغض المجتمع الدولي (الشبح)، النظر عن أن أهم مقومات الدولة، هو احتكارها للعنف داخل حدودها، وتملك قوة الإرغام لضمان الالتزام بقوانينها، ومعاقبة المخالفين"؟
حالنا في ليبيا، يستحق الشفقة، فلا زلنا نعيش الأوهام، ونسوق السراب!! 
الحقيقة التي لا نريد أن نراها، أن ليبيا بلد فاقد السيادة، محتل، وهذه المرة احتلال لا يُكلف المحتل أية مسؤولية تجاه البلد الذي يحتله.
لا يستطيع مسؤول أو كما يظن نفسه، اتخاذ قرار دون الرجوع للوصي الدولي، ودون أن يأخذ الإذن من تلك الدولة أو  تلك، مما اصطلح على تسميتها بالمجتمع الدولي.
نردد ببلاهة، إيطاليا لا تريد الانتخابات، فرنسا تريد الانتخابات، فريق منا يشجع إيطاليا وفريق يشجع فرنسا، وكأننا نتابع مباراة في كرة القدم، لكنه تجري على أرضنا.
نتابع تصريحات المسؤولين الطليان والفرنسيس، باهتمام، ونركز على موقف الإدارة الأمريكية، وهل استلمت ملف ليبيا، أم لا!! 
عندما نستغيث نلجأ للمبعوث الأممي، نشكوه الظلم الذي ألحقه بنا، مسؤولينا، وثوارنا، ونتسول إليه أن يقنع (الشبح الدولي) أن يخصص لنا أربع من الأباتشي يأخذن حقنا المسلوب!!
نتعامى ونتغافل أن المجتمع الدولي لا يعنينه من أمرنا شيء!! وهو ليس في حاجة لكل هذه المسرحية كي ينعم بخيراتنا التي يقوم هو باستخراجها لنا، ثم يصنعها، ويبيعها لنا بالسعر الذي يحدده، ونحن له في غاية الامتنان.
أصحاب شعار (الإسلام هو الحل، والشريعة خط أحمر)، يتغافلون عن قول الله تعالى (لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، ومن كفرنا بحجة أننا لا نحكم بما أنزل الله، تراه أول من يهلل ويكبر لكل حكم وتقرير يصدره النصارى واليهود في حق أهله وأخوته وعشيرته.
أما أصحاب شعار (الوطنية والدولة المدنية)، فيضربون بحقائق التاريخ عرض الحائط، وهم يعلمون أن أمريكا لا أصدقاء لها، وأن الغرب ليس جمعية خيرية,
بين هؤلاء وهؤلاء، يصحو وينام الليبي، على أوهام السيادة، وسراب الحياة الكريمة، وأن الانتخابات هي الحل، والدستور هو ترياق الحياة، ونسي وتناسى أنه انتخب مرتين، فلا جديد ستنتجه الانتخابات طالما نفس البيئة قائمة، فالمشكلة في ليبيا هي عدم وجود دولة، وسيطرة المليشيات على كل مقدرات البلاد، والمجتمع الدولي يقوم بإدارة الأزمة ولا يسعى لحلها.


كاتب و صحفي ليبي 

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة  البوابة