ما تبقى من بستان قد شابه الحرق . وما تبقى من السفينة يسحبه الغرق . ومن ينجو مقصده الغرب ، لا الشرق . شتات ضائع في عيشه يتخبط فرق . تحت سلطان ، أهدر وجامل وسرق . 

هم حكام فبراير* ، حكام لا يعرفون الا الإمعان في ثروات ليبيا إهدار . ومقابلهم عصبة من الأشرار .  قامت بتعقيم ما جادت به أرحام الارض الليبية من ثروات بسدها لمصادر الرزق بقفل الموانئ والحقول النفطية ، وبعد ان عقمت أرحام الارض الليبية ، قالوا بأنها أخصبت بفتح الموانئ والحقول الليبية من جديد ، وان هى فتحت حقاً فإنها فتحت بعد ان أفلست ليبيا وتحول خصبها الى قفار . بهؤلاء الأشرار . انتظر حكام فبراير مجاملة لمزاج هذه العصبة الشريرة حتى حل الفقر بليبيا ، هذا المزاج القذر الذي امتد تعنته  حتى ادخل ليبيا الى صف الدول الفقيرة وأصبحت ليبيا من أفقر دول العالم ، وتصدعت معيشة الشعب الليبي وتهاوت انهيار . في جريمة تاريخية مافجعت بها الاخبار . في حق شعب ، جريمة ترتكب من عصبة عقمت أرحام الثروات الليبية ويتفرج عليهم حكام ببالغ البلاهة . والحمق و السفاهة . وتحت حماية قبيلة ليبية لا مقصد عاقل لعقول أفرادها الا حمية الجاهلية الاولى ، قبيلة ارتكبت في حق وطنها مالم ترتكبه قبيلة في حق وطنها ولكن المسؤولية ليست عليهم بل على هؤلاء الحكام اصحاب الحجوم النفسية الضيقة الذين لم يتحركوا غيرة على أرزاق الشعب الليبي ، هؤلاء الحكام الذين كان الأسهل عليهم إهدار وتبذير ثروة شعب باجياله الحالية واللاحقة والأصعب عليهم ان تكون لهم حماسة او هبة وطنية لدفع من سد وعقم أرحام الثروات في ليبيا ولكن العقول تذهب حيث مذاهبها ولا تذهب الى مايعرض لها من مذاهب فكان ذهابها الجهل ،هؤلاء الحكام الذين جعلوا من سنوات فبراير سنوات عجاف . عواقب سنواتها كفاف . وأيامها عجل بها الفقر  طواف . ثلاث سنوات او يزيد هى العجاف أكلت ما سبقتها من سنوات ، سنوات المملكة وسنوات القذافي .

وإنني اعجب ان نظام القذافي ، كان يأكل من ليبيا الأيام ، وعهد فبراير يأكل من ليبيا السنوات ، والخسارة أفدح عندما يكون الأكل من السنوات . 

صرخ الآن مصرف ليبيا المركزي صرخة استغاثة لم تبلغ الأسماع الصماء لحكام فبراير وكأنهم مع جريمة إهدار أموال ليبيا ، أرادوا الإمعان في جريمة لاحقة هى جريمة افقار ليبيا ، ومن الصرخات الوطنية لمصرف ليبيا المركزي :-

1- هناك عجز تاريخي غير مسبوق سيؤدي الى احتمالات مفزعة تطال معيشة المواطنين الليبيين 

اي فقرهم وهى أزمة لايمكن معالجتها في الوقت القريب وبدأ من مراسلات مصرف ليبيا المركزي محاولته لإظهار حجم الخطر الاقتصادي وبدأ لا جدوى من انتباه الأطراف الحكومية لهذا الخطر. 

2- نبه مصرف ليبيا المركزي الى انخفاض حاد في انتاج وتصدير النفط والغاز وهو انخفاض غير مسبوق في تاريخ ليبيا حيث انحدر الى اقل من 200 الف مستوعب (برميل) يوميا وهو اقل من 15% من حجم طاقة الانتاج وأدى الى خسارة شهرية تقدر بحوالي 3.5 مليار دولار شهريا. 

 3- انخفاض الناتج الحلي بنسبة 60% .

4 -عجز الميزانية يصل الى 40 مليار دينار وقد بلغت نسبة عجز الميزانية الى الناتج المحلي  80% وهى اعلى نسبة في العالم . 

5 - تراجع احتياطي النقد الأجنبي الى ما يزيد عن 50 مليار دولار ، ويقابله انخفاض احتياطي الدولة من النقد الأجنبي الى 30% وأدى ذلك الى اتساع الفجوة بين السعر الرسمي للصرف والسعر الموازي .

6- لمزيد التفاصيل اطلع على الوثائق المرفقة .  

هذه الحقائق تعني ان ليبيا أدركها الفقر ودخلت الى زنازين العوز والعسر والشدائد وان قفل الموانئ والحقول النفطية هو من كبائر الجرائم الاقتصادية والإنسانية وقعت في حق شعب باجياله الحالية واللاحقة ، وان مررها حكام فبراير دون حساب .. دون عقاب . فذلك هو كبر المصاب . ولا ينبغي ان يمررها الشعب الليبي دون عقاب او حساب حتى لا تنتهك حرمة المال العام وحتى يحترم الضالون ما تعلق بمعيشة هذا الشعب الذى لم يعرف الا المعاناة والظلم الى هذه اللحظة .

الآن ، يقال اخباريا وإعلاميا ان الموانئ والحقول فتحت ولكن بعد ان غادر القطار المحطة .. وبعد ان غادر الغنى ليبيا ، عجبا لإنجازات فبراير ، بعد الثمن الباهظ في الأرواح والأملاك والأموال .

______________________________________________________________

*- هذا المقال امتداد لمقال سابق عنوانه ( ماادخره القذافي يهدره حكام فبراير ) وفي المقال السابق لم تتكشف حقائق رسمية ، وفي هذا المقال تكشفت حقائق رسمية .

*- مذكرة مصرف ليبيا المركزي التي تحوي الحقائق هى بتصرف ، ومصدرها السيد عصام العول ، مدير المكتب الاعلامي لمصرف ليبيا المركزي .

*-حكام فبراير : المقصود هنا الحكومات المتعاقبة والمؤتمر الوطني .

 

محمد علي المبروك خلف الله

[email protected]