ما انفك الانقلابيون في طرابلس يعلنون أن لا وجود لتنظيم داعش في ليبيا,وان المتواجدين في درنة ما هم إلا أناس متدينون يريدون إقامة شرع الله!,وفجأة ظهر التنظيم في المنطقة الوسطى التي يسيطر عليها تنظيم الفجر بمعنى أن فجر ليبيا كان يضلل الرأي العام المحلي والدولي وبالتأكيد فإن كلا التنظيمين ينهلان من نبع واحد وهو محاربة كل مخالف للرأي بشتى الوسائل من خطف لأجل الفدية مرورا بالاستضافة القسرية للضحايا في سجونهم العامرة بالأبرياء والتي لم تستطع المنظمات الحقوقية من الوصول إليها,وانتهاء بقتلهم,ذبحا أو حرقا والتمثيل بالجثث. تنظيم فجر ليبيا الجناح السياسي لتنظيم البغدادي والذي استطاع بواسطته تثبيت أركان دولته في ليبيا ومن ثم سيسعى للزحف في كل الاتجاهات لإقامة دولة الخلافة بالشمال الإفريقي,من يدري فقد تستطيع الدولة الناشئة العبور إلى أوروبا كما فعل الأسلاف الذين يدعي الحاليون انتماءهم إليهم وأنهم سيواصلون نشر "الرسالة" لتعم كافة أنحاء العالم.

الغريب في الأمر أن دول الجوار لا تزال تتعامل مع تنظيم الفجر على انه كيان سياسي محض وأن ما يقوم به من أعمال لا يرقى إلى مستوى الجرائم بحق الإنسانية! فنرى تلك الدول تسوق له على انه فريق سياسي يسعى إلى السلطة متغاضين عن عدم اعترافه بنتائج الانتخابات واستعمالهم السلاح لتحقيق مآربهم,ولا يخفى على احد أن ضحايا  تنظيم الفجر الإرهابي من الأبرياء يعالجون في مشافي دول الجوار؟؟!!.

خرج علينا مسئولون امنيون وعسكريون يصفون أنفسهم بأنهم (خبراء) بالشقيقة تونس مع علمنا بان تونس لم تخض حروبا منذ استقلالها وأن إمكانياتها المادية لم ولن تسمح لها بمحاربة الإرهاب بمفردها,يقولون بان ما يجري في ليبيا شان داخلي بل يعدونه نتاج طبيعي للحراك في ليبيا,وأنهم في منأى عنه ومستعدون لمواجهة ما قد يحدث,ويتناسون أن أعمال العنف التي لا تزال تشهدها تونس إنما هي بفعل تسلل التكفيريين إليها من ليبيا وان قوى الأمن التونسي اعجز من أن تقوم بمفردها بالذود عن حماها,أصابع الاتهام تشير إلى أن قتلة البراهمي وبلعيد يتبعون تنظيمات   متشددة ممولة من العصابات التي تحكم ليبيا,في حين أن السلطات التونسية لم تستطع حتى الآن الكشف عن المجرمين,تونس لم تنأى بنفسها عن الأحداث في ليبيا لقد سمحت لقطر بإدخال السلاح والتموين عبر أراضيها إلى المناهضين للحكم السابق,كما أن الترويكا أقامت علاقات وطيدة مع حكم الإخوان بليبيا لأنهم من نفس الصنف, الأجدر بتونس اليوم أن تقف إلى جانب الشرعية في ليبيا المتمثلة في البرلمان المنتخب شعبيا والذي يعترف به كل العالم باستثناء الدول الممولة للإرهاب والتي تتلذذ بمآسي شعوبنا العربية ونخص بالذكر منها قطر وتركيا والسودان, وأمريكا وبريطانيا على استحياء.

الجزائريون من جانبهم يحاولون جمع الفرقاء الليبيون على طاولة حوار وهم يدركون مسبقا أن الذين يسيطرون على العاصمة لا يزالون يسعون لإخضاع مناطق أخرى لسلطانهم بقوة السلاح,لأن الجماهير لفظتهم بعد اكتشفت مؤامراتهم ونواياهم في حكم البلد بقوة السلاح وأنهم لا يعترفون بالديمقراطية بل يعدونها محرمة في أدبياتهم,بل لا يؤمنون بحرية التعبير فيتم اختطاف كل من يعارضهم الرأي.تحية لجيش مصر البطل الذي اخذ بثأر الضحايا وأرغم المجرمين على إطلاق سراح بعض المعتقلين بسجونهم,لأنهم أدركوا أنهم ملاحقون لا محالة,فالخنوع أفضل لمن ليس لهم ضمير.     

نقول لمن يتشدق بالقطرية,بأنه لا يوجد اليوم شيء اسمه الحياد,مصير المنطقة إن لم تقرره شعوبها فإن الغرب هم من سيقررون ذلك,بل يريدونها منطقة غير مستقرة حتى يتسنى لهم تحقيق الشرق الأوسط الجديد الذي ينادون به منذ أعوام,والسيطرة على مقدرات دول المنطقة وإذلال سكانها,أ ليس الغرب هم من اوجدوا التنظيمات الجهادية لتحجيم السوفييت وعندما سقط الشرق الملحد أتى الدور على المسلمين,"ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم".

كاتب ليبي