لاشك ان ليبيا بوضعها الراهن ,امام طرق متعددة تحدد مستقبل مصير ابنائها,معظمها للاسف لايبشر بالخير, وانا اضع هنا امامكم افضلها وسوائها. 

ارى ان السيناريو الاول هوا الوحيد لبناء ليبيا الجديدة "مهما طال النضال"دولة مدنية عربية مسلمة ديمقراطية, لامركزية, تحتضن كل ابنائها وتضمن العدالة والمساواة بين كل مواطنيها ومدنها واقاليمها وقبائلها دون تمييز,دولة تعمل على تسخير كل الامكانيات والثروات لبناء الانسان وتحقيق الامن والرخاء والتقدم لشعبها ,وتفرض احترام سيادتها واستقلالها ووحدة اراضيها,بين شعوب ودول العالم.

السينايو الاول:
وهذا السيتاريو,يقوم على الاسس التى ذكرتها,ويتطلب موقفا شعبيا وطنيا جادا فعالا(لامتفرجا اومنتظرا),الى جانب مجلس النواب السلطة الشرعية الوحيده,ودعم اعادة بناء الجيش الوطنى والشرطة الوطنية ومدهما بالافراد والعتاد وكل التقنيات والاسلحة الحديثة ,لحماية الشرعية والدفاع عن الوطن وثرواته , وتوفير الامن والامان للمواطنين.وتنفيذ قرارات مجلس النواب,بوقف الاقتتال وحل المليشيات المسلحة وجمع السلاح ومكافحة الارهاب.

وعلى اعضاء مجلس النواب,ان يكونوا امناء على مطالب الشعب,فقد اعطى معظم اصواته لهم على اساس انهم"التيار الوطنى المدنى"وكان الخيار امامه مفتوحا بل ومغريا لاعطاء اصواته لتيارات اخرى مختلفة ,وتحمل مسؤلية ذلك بكل شجاعة,وليس من المحتمل ان يكون النواب اقل شجاعة فى تحمل المسؤلية ممن اختارهم ,واذا ما كان هناك مبررات قاهره لتقديم تنازلات على حساب هذا التيار الذى اختارهم,فلايحق لهم تقديمها, الابعد قبولها فى"استفتاء شعبى".

وفى هذا الصدد ,اكيد انكم تعلمون ان المندوبين الغربيين,فى معالجتهم لمشكلات دول العالم الثالث,ينظرون اليهاا نظرة دونية, لاتستحق ممارسة العدالة والديمقراطية بالمعنى الذى يطبقونه مع شعوبهم,وينسون ان شعوبهم قبل "عصر التنوير",عاشت ظروفا اسواء من المعاناة, التى تعيشها شعوبنا حاليا,من استبداد الكنيسة والاقطاع والحروب الدينية والعرقية والاهلية ...,وما وصلت شعوبهم الى ما وصلت اليه,من تقدم وازدهار, الا بعد ان فصلت بين المعتقدات الروحية السامية الثابتة وبين سياسات الدول المادية المتحركة.وتمسكت بالديمقراطية ,وقاعدة "دعه يعمل دعه يمر",بحرية فى ظل القانون.

من هنا نجدهم غير صادقين فى معالجتهم لقضايا العالم الثالث ولايعطونها الوقت والفرص الازمة,وكل همهم الحد من المشكلة او تاجيلها او تهدئتها مؤقتا بحيث لاتطول مصالحهم, ولذلك بالمتابعة التاريخية ,لاتجد انهم حلوا مشكلة بدول العالم الثالث حلا كاملا,وحتى تدخلاتهم العسكرية كثيرا ماتفافم المشكلة اكثر من حلها.

وعليه فى هذا السيناريو,علينا توعية شعبنا والاعتماد على ارادتنا,ويمكن قبول المساعدات الدولية مقابل مصالح مالية او تعاون اقتصادي او استثماري,دون تدخل فى شؤون ادارتنا السياسية,وعلينا تطوير التعاون مع اشقائنا العرب,وتكثيف اتصالاتنا الدولية,دون تقييد لحركتنا بدول محدودة,فالنتحرك ايضا نحو روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا...وغيرها.

وعلى مجلس النواب وحكومتة,الشفافية والتقرب من الشعب,والتواصل معه,والاهتمام بالمهجريين فى الداخل والخارج,والمدن المنكوبه والمظلومة بعد الثورة."و خطوات النجاح على هذا المسار ستجذب المناصرين فى الداخل والخارج (فالنجاح والقوة جاذبة... والفشل والضعف طارد) "ولابد من ليبيا وان طال النضال"

السيناريو الثانى:
قبول السلطة الشرعية,لتنازلات باسم حماية وحدة الوطن,وحفظ دماء ابنائه,بتقاسم السلطة ,مع تحالف التيار الذى يدعى حاليا "فجر ليبيا",وهذا سيؤدى بطبيعة هذا التيار وغطرسة القوة عنده الى الاستيلاء على كل مقدرات الوطن والسيطره على مساره, ليعود على ماكان عليه ,فترة المؤتمر الوطنى,قبل الانتخابات الاخيرة.واسواء. واحتمالات مايترتب على هذا السيناريو كثيرة ومتعدد,قد تتطابق مع ماسنذكره فى السيناريو التالي.

السيناريو الثالث
سيطرت التيار المسمى"فجرليبيا"على السلطة بالقوة.
وهذا سيؤدى الى مسارات متعددة فيما بعد,تنطبق على نتائج المسار الثانى ايضا.الخصها فى نقاط:
*تفكك الدولة الليبية.
*انفصال بعض المناطق.
*قتال بين تيارات اسلامية ومصراته.
*ظهور امارات اسلامية متصارعة ومتقاتلة :انصار,مقاتلة داعش,سلفية,اخوان....وغيرها.
*حروب على مناطق الثروة والحدود.
*حرب اهلية.
*تدخل اواحتلال اقليمى اودولى اواممى او معا.

والخلاصة فى مجملها (لاقدر الله)
كابوس قاتل لنا,وكأس علقم مسموم سيتجرعه ابنائنا واحفادنا واحفاد احفادنا... وهم يلعنون قصر نظرنا وطمعنا,وضحالة قدراتنا العقلية فى فهم الدين والدنيا.