فى العام الماضي قام أمريكي يدعى روبن رايت برسم خريطة جديدة لليبيا تتطابق مع ما وقع فى ليبيا من احداث بعد سقوط معمر القذافي وفى هذا الكتاب خروج القذافى يكشف لنا الدبلوماسى الامريكى إثيان شيرون حقيقة ماجرى فى ليبيا او ما يطلق عليه هو التاريخ الخفى للثورة الليبية.

هكذا يتضح ان نظرية المؤامرة ضد العالم العربى لها اسس فكرية واقعية فى التفكير الامريكي والاحاديث اصبحت الان علنية في الصحف الامريكية الكبرى التى تتحدث الان عن ضرورة فك وتركيب خريطة الشرق الاوسط والعالم العربى بما يخدم مصالح امريكا واوربا فى مرحلة الصراع العالمى القادم مع الصين بالتحديد.

ويتساءلون في واشنطن حاليا بوضوح ويقولون هل توجد مصالح لامريكا قوية تحتفظ بخريطة العالم العربي الحالية بلا تغيير وكما هى منذ اتفاقية سايكس بيكو فى 1914والحقيقة ان هذا الكتاب يكشف حقيقة المصالح الامريكية التي استهدفت منذ سنوات بعيدة ضرورة اسقاط القذافى واصطياد ليبيا فقد تعرضت ليبيا لحملة ثلاثية عسكرية امريكية وفرنسية وبريطانية تم خلالها تقديم الدعم لحركة التطرف والإرهاب المسلح في بنغازي شرقي ليبيا من اجل إسقاط القذافى ونظامه الذي رفض دائما الاستسلام للهيمنة الامريكية.

وشهدت ليبيا على مدى 40 عاما من حكم القذافى موجات متتالية من الصعود والهبوط لكن التغيير الحقيقي الذي طرأ على ليبيا وعلى القذافى شخصيا حدث بعد عقد صفقة خطيرة جدا مع الولايات المتحدة الأمريكية فى 2003 أي بعد الغزو والاحتلال الامريكى للعراق.

ما يؤكد المؤامرة هو التمرد والتطرف الذي كانت تقوم به خلايا تنظيم القاعدة الإرهابي المسمي الجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا وهم ذات العناصر التي استعملها الاحتلال الأمريكي ابان غزوه للعراق وأغلب التفجيرات الانتحارية كان يقوم بها عناصر من مدينة بنغازي ودرنة تحديدا.

 ويروي شيرون قصة المخطط الامريكي الجديد تجاه ليبيا حيث يروي في اعترافاته ان مهمته اثناء عمله كملحق تجارى كانت تنحصر في تقديم تقاريرلوكالة الاستخبارات الامريكية عن كل ما يجري في ليبيا وخاصة الاوضاع الاقتصادية والعسكرية وكل ما يجري علي الارض وحقيقة مشروع النهر الصناعي العظيم وضرورة التغلغل وسط القبائل للتعرف علي أوضاعهم المعيشية والعمل علي تسليحهم وزرع بذور الفتنة بين القبائل لخلخلة نظام القذافي تمهيدا لاسقاطه ونجحت امريكا في مسعاها وسقط القذافي وتفتت ليبيا ودارت رحي حرب القبائل التي لايعرف مداها احد ويسدل الستار علي المخطط الامريكي بنجاح.

هكذا ذهب الدبلوماسى الامريكى الى ليبيا الدولة الشمولية التى لا تعرف الديمقراطية التي يعيش فيها الليبيون والاجانب تحت المراقبة مراقبة التليفونات وحتى حجرات النوم والدعاية الثورية فى كل شارع بكل مدينة وكتاب القذافى الاخضر على الارصفة.

واليوم بدأت تنكشف حقيقة المؤامرة الامريكية الكبرى التي استهدفت منذ بداية القرن الجديد تدمير العالم العربى وإعادة رسم خرائط الدول والشعوب العربية بما يخدم المصالح الامريكية والاسرائيلية في هذا العصر.   

 

نقلا عن صحيفة الأهرام المصرية