لاتوجد ثورة تقوم لتستقطب في البلاد التي قامت فيها كل مآسي وكوارث الكون ، هى ليست ثورة بل لعنة وطنية ،  الحقيقة ، ان ثورة فبراير قامت بتاريخ 15-2-2011 م وانتهت بتاريخ 19-3-2011 م وهو يوم نكستها او  يوم موتها ، ومن يوم  19-3-2011 م والى وقتنا الحالي هى لعنة وطنية وليست ثورة وطنية .

ومن أفرازات هذه اللعنة على الشعب الليبي وعلى ليبيا و التى يسميها البعض عهد فبراير او ثورة فبراير  ، اختطاف الفتيات تحت سطوع الشمس ومن بين آبائهن وتحت تهديد السلاح ، فتيات يصرخن ويستنجدن والكل يتفرج ويسمع ولا يقترب غيورا، يذهبون بهن وينزعون عفافهن باغتصاب جماعي ثم يرمونهن امام المشافي او حذو الطرقات او يقتلونهن ويستمر ذات الامر حتى اعتاد عليه الليبيين ولاحول ولا قوة الا بالله ،

وتفشي القتل بالسلاح الذي يحصد الأبرياء أينما وجهه القتلة المسلحين ، فيصيب بقصد او عشواء ، شباب ، اطفال ، نساء ، شيوخ ، وآباء او أمهات امام أعين أطفالهم ، أطفالا يحملون ثقل المأساة المضني في قلوبهم الرطبة الضعيفة وهم يرون الام او الأب صريع . في مشهد شنيع . مشهد هادم  لمكوناتهم النفسية وذلك يحدث دائماً في زمن مطلع الشمس او زمن غيابها .

و المفاجآت المرعبة التى تتعرض لها العائلة الليبية عندما تخرج  لشأن على متن سيارتهم ،فان المخاطر التى قد تفاجأهم ، قطاع طرق . سكارى لا يعلمون غرب من شرق . ينزعون منهم سيارتهم وأموالهم تحت تهديد السلاح ويرعبون أطفالهم وهذا امر متعدد متجدد في مناطق من ليبيا او قد يفاجأهم   ( شباب  دفنتهم المخدرات . احياء ولكنهم كالاموات . بعضهم يندفعون كالمجانين بالسيارات . ايقظوا الموت النائم في الطرقات . فقضوا بجنونهم على أطفال وعائلات . طرقات . الداخل اليها مرعوب . والخارج منها موهوب .)* .

وعندما ينتظر الشعب الليبي على حرارة الجمر . ليقطف تمر . بعد حرب وطنية في فبراير طمع بعدها أنصاف . وليس استخفاف . ينتظر ان يعيش في سخاء . في رخاء . وكان في عهد القذافي جوعان . ظمآن . فإذا به يسمع ان ما انتظره قد سرقه واهدره  حكام فبراير ، مليارات . عقب مليارات . وحولت في أخص الحسابات .  

وسيطرة سفهاء المسلمين ، اصحاب العقائد المنحرفة على الحياة الاجتماعية . بفرضهم لانحرافاتهم على الرعية . ،وتحول ليبيا الى بديل فاعل لبلاد الأفغان وان تصبح مقصد وقبلة للسفاحين والجزارين وان يكون حكام ليبيا الفعليّين هم منظمات ارهابية كالإخوان المسلمين والقاعدة والسلفية الجهادية و مع الفوضى والهزال . والإهمال . ووفرة المال . تتحول ليبيا الى ارض خصبة ، تهاجر اليها العصابات الإجرامية الدولية ، للنشاط او الاختفاء من الملاحقات الأمنية .

 ودفع ليبيا يوميا للإفلاس . بإهدار او اختلاس . وقفل لمصادر الرزق . من عصابات العربدة والنزق . وشعب يقاد الى أعوام الجوع . المحتمة عليه دون رجوع .

 و احتدام الاشتباكات بين الحين والآخر بين أبناء ليبيا والحصيلة أبرياء أموات . وتكتفي ان تتفرج عليهم في عهد فبراير السلطات . 

و تعرض ليبيا الى اضطراب سكاني صادم للنسيج الاجتماعي الليبي بتهجير شعوب كاملة الى ليبيا ومنح أبناء هذه الشعوب بطاقات هوية وجوازات سفر ليبية ويقودون سيارت ليبية وتهجير عائلات ليبية أصيلة خارج ليبيا ، من احداث حرب فبراير والى الآن وان يهجر بؤس فبراير شباب ليبيين ليحتشدوا كغيرهم من الأفارقة في الفلك والقوارب المتهالكة القاصدة الى البلاد الإيطالية التى تمخر بهم العباب مخرا مجهدا في اضطراب تتلاطمهم الأمواج وهم بانتظار الموت . او الفوت .

عندما يحدث ذلك وغير ذلك  من إفرازات  لعنة عهد فبراير ، أقولها بكل ثقة وعلى قاعدة وطنية ، بئس ما سمي ثورة فبراير  من بعد تاريخ  19-3-2011 م ولتذهب الى الجحيم فهى ليست ثورة ، بل لعنة على ليبيا ، تبرءوا منها قبل ان يتبرأ منكم الوطن ومن أراد ان يتعلق بحدث زمني وهو حدث فبراير فليتعلق ماشاء ، ان العقلاء ..ان الحكماء .. لا يتعلقون الا بأوطانهم ،  هل هناك ثورة تقوم على السيئ لتحقق الأسوأ ؟ ،هل هناك ثورة تقوم والليبيين يسيرون على صفيح ساخن لتجعل الليبيين يسيرون على صفيح ملتهب ؟ ، هى لعنة وطنية أشد من لعنة عهد القذافي على ليبيا ،لقد قامت ثورة فبراير بتاريخ 15-2-2011 م والى عند تاريخ  19-3-2011 م وبين التاريخين هى ثورة حقيقية نقية قامت من أبناء الشعب الليبي الذين لا ينتمون الا لليبيا ومن شباب ورجال ونساء عاديين بسطاء . نفوسهم تنضح حماسا وبهاء . وبتاريخ 19-3-2011 م انتكست وانتهت وهو التاريخ الذي قفزت فيه الجماعات الدينية والسياسية على عنق الثورة وكانوا لعنة على ثورة فبراير التى انتهت ولعنة على ليبيا الى اليوم ، ألعنوها قبل ان تلعنكم الأجيال اللاحقة . 

الحمقى من النخب . الذين ضجوا أسماعنا صخب . والذين نفخوا في المشهد اللهب ، هؤلاء الحمقى الذين نصحوا زيفا وبهتانا للناس ان ينتظروا أهداف فبراير والتى ستتحقق زعما مع الصبر ، عليهم اولا ان يبحثوا ، اخراج ليبيا من لعنتها التى غايتها تهلكة ، والذين علقوا مأساة ليبيا على تركة القذافي عليهم ان يرفعوا عن ليبيا تركة فبراير التى هى لعنة ستلاحق الأجيال من أحقاد وعداوة وفقر بسبب استنزاف الثروة الوطنية ، والذي منهم يدعو الى الصبر وليبيا تحتضر والمسعف والطبيب نائم  . نوما دائم ، عليه ، عندما يحتضر او يصيبه داء عضال ، الا يطلب طبيبا او مسعفا بل ليصبر على مرضه لعل السماء تمطر له دواء . او تهب عليه ريحا فيها شفاء . 

____________________________________________________________________

* المقال واضح القصد ، لعنة عهد فبراير مابعد تاريخ 19-3-2011 م ، وقد أسموها ثورة فبراير حتى بعد هذا التاريخ ، في حين هى انتهت في هذا التاريخ .

* مابين القوسين ، عبارات من نص ادبي سابق رأيت فيهم اتفاقا مع المعنى أعلاه ، من كتاباتي عنوانه ( خوضاً من بحر الظلام الى بحور الظلمات ) .  

 

[email protected]