مدنية الدولة شعار مرره المتأسلمين وكانت بدايته بالدروع والمليشيات المؤدلجة ومجالس الشورى ومنظمات المجتمع المدني، رافقهم المؤتمر الوطني الارهابي حيث استصدر قانون العزل والتقاعد المبكر للقيادات العسكرية ثم شرعوا في تصفية الضباط جسديا في بنغازي فقد كانوا ومازالوا يرفعون شعار لا لحكم العسكر وضرورة بناء الدولة المدنية رغم ان الشعار غير صحيح، فليست هناك دولة مدنية واخرى عسكرية بل هناك نظام حكم يتخد شكلا واسلوبا معينا يختلف من دولة لأخرى فالدولة دولة لامدنية ولاعسكرية 

فكرة تحمل في طياتها تدمير حماية مؤسسات الدولة وتقويض بنيانها وبنائها، والدولة المدنية من وجهة رافعيها تدمير المؤسسة العسكرية والأمنية نهائيا وتحويلها الى غابة يحكمها قطيع لا يفقه مفهوم السيادة وتتجاوز أفكاره حدود الدولة الوطنية متصلاً بمنظمات ومنظومات عابرة للحدود مجهولة الهوية ... ويعني تدمير مؤسسة الجيش والأمن  يعني ضعف الدولة وهشاشة نظامها وعدم قدرتها على استخدام العنف ضد الارهاب والمجاميع المسلحة ... إنهم يحللون ويحرمون المواقف ويبررون لانفسهم مايجافي العقل والمنطق وحقائق الاشياء 

منطق اعوج وغير مفهوم ومتماهي ومنسجم مع خطاب ممقوت ومكروه ... ان ما يفعله فايز السراج اليوم لا يختلف كثيرا عن الصادق الغرياني وان اختلفت خطاباتهم وكلماتهم فكلاهما ضد الجيش حتى يثبت السراج عكس هذه الحقيقة عليه الاعتراف بأنه لا دولة بدون مؤسسة عسكرية .

صحفي ومحلل إعلامي ليبي


الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة