الجـزء السـابع

التحولات الدولية تجبرنا علي  العودة الي الأهميات والأولويات، ومن بينها، تلك المرتبطة بالشرق الأوسط الجديد وخرائطه وإستحداثات ما بعد فرصة القرن كما وصفها كوشنر، في الوقت نفسه، فإنه يستوجب  العطف علي الملف التركي، والخليجي (العربي والفارسي)، وملفات الطاقة بالشرق المتوسطي، حيث أن المواقف اليوم باتت لها دور مفصلي في إدارة الملف الأمريكي – الصيني القادم، واكتمال حلقات النواة والفجوات من حولها.  

لم تعد تركيا بالشكل الذى كانت عليه وقت التخلي عن معسكراتها القديمة، ولم يصبح الحلم التركي اليوم هو الدخول  ضمن كتلة الإتحاد الأوروبي ، برغم  المحاولات سابقاً، فلقد أصبحت النظرة التركية أكثر صرامة وقوة، بل تعدت كونها تابع بل رائد،  وتحديداً في ظل فوضي القرار ، وتردي الوضع الإقتصادي للقارة العجوز، كما أضافت العلاقات التركية الكثير من أطراف لها تأثيرات داعمة، في الوقت الذي تراجع الأداء الإقتصادي والسياسي لدول أوروبا تجاه دول كثيرة أوسطية ودول شمال إفريقيا. 

سيشكل المثلث الجديد (السعودية – تركيا – إيران)   الكثير من التنوع في الأداء، وسينعكس سلبا وإيجاباً علي التقاربات الأمريكية الصينية، كما سيدفع موسكو للتفاوضات وسيقيد الكثير من خطوات موسكو، حيث الصين هي من ستدير الحوار  مع الشركاء الجدد. 

ملفات الطاقة، وإعادة ترتيب مناطق النفوذ، تدفع جميعاً للتحالفات المرنة، ولدينا سيناريوهات محددة تحتم  أن نقرأ من خلالها القادم.

الحالة الأولي: "المرتقب والمتفائل"، بالرغم من الدعم الأمريكي لأوروبا في حربها بجانب أوكرانيا، الا أن التقارب (الأمريكي – الصيني)، هو ما سيقدم، تغير موازين القوي ، وإستمرار التردي الأوروبي وإستنزاف ما تبقي من القدرات، كما نستشرف التوافق الدولي المحدود والموافقة علي الملف النووى لــ إيران، ، وعودة العلاقات الأمريكية المصلحية بالسعودية مع الحفاظ علي التوازن العربي الفارسي بالمنطقة،  ومنح خطوة لــ انقره بالتوغل والمنفعة بالطاقات بــ حوض المتوسط. 

الحالة الثانية،" المتشائم"، محاولة العودة للولايات المتحدة الأمريكية للتمسك بالصدارة والحفاظ علي الحكم المركزي، حيث تمثل خطواتها العديد من القرارات وأهمها.

الجانب الصيني الروسي والجانب الخليجي الإيراني، وإعادة تدوير الأزمات الإسرائيلية العربية،  وبهذه الملفات، سيمثل إستمرار واستنزاف المقدرات الصينية وإرهاقها، ودفعها للتصنيع الحربي والتدخل العسكري لصالح روسيا وشركائها، والدفع بالعجلة لدخول العالم والصين علي حد سواء في ركود إقتصادي وإنهيار الأسواق التي لم تعد أمريكا تقود صدارتها، وبهذا، يودي بفشل القدرات والإهتمامات، والأولويات، والإستراتيجيات الصينية في كافة الدول، وبالأخص بالقارة الإفريقية وشمالها ، والشرق الأوسط بصفة عامة.

وبهذه الرؤية المتشائمة، سنشهد الرفض الدولي لإستمرار التصنيع النووى الإيراني، بل بوضع الحمايات الإنسانية والدولية كــ مركزية التفاوض الدولي بالنظر لإيران، بل إحتمالية التدخل العسكري المباشر،  أيضا، سيفتح هذا الخيار ملفات شبيهة لبعض الدول الخليجية ومنها السعودية.

نرتقب بهذا الخيار، تمكين إسرائيل بالتقدم   والسيطرة وفق الوعود والعهود  القديمة، وإعادة تشكيل الخارطة الأوسطية لشرق أوسط جديد. 

سنعود من خلال حديثنا لمعرفة الكثير عن خارطة الشرق الأوسط القادمة، كما سنعرج علي أهمية الإستكشافات الجديدة النفطية الغازية بالبحر الأبيض المتوسط،  وتحكمها بالخارطة القادمة؟ والكثير من التفاصيل في لقاء آخر.  

للاطلاع على الأجزاء السابقة عبر الرابط أدناه: