لماذا نسينا قيس بن الملـوح وكثير عزة ونزار قباني كثيراً ..!؟؟
أمزجتنا وأهواءنا أدمنت مسامرة " الزير / مهلهل ربيعة " والتفجع بصحبته على ترانيم بكائيات ومراثي وحسرات عديدة .. واشتعلت بنا وفينا ذكريات الحرب والثأر والهجاء والتفاخر وأشياء ذات نكهة جاهلية كثيرة ...!!
عُــدنا إلي زمن المضارب .. لنحيي الذكريات ونبعثها فقط بموديلات جديدة وعصرية وبنظام " ديجيتال " فظيع ..!!
 تعلمون  .. الزير رجل مدلل ومسرف في كل شيئ .. الخمر والنساء والحب والشعر والبكاء والعويل والتعجرف وكذلك الصمم والغرور والخيلاء .. خسر أخاه " الديكتاتور/ وائل ربيعة  " في جولة عنطزة " تافهة " مع صهره الغرير " جساس مُـرة " , الذي كان مراهقاً وساذجاً وحسوداً ومشابه لـــ " الــزير " في دلاله وخيلائه " الفارغة " .. !.
قـُـتل ملك بناقة .. يا لها من تفاهة .. والنتيجة  ...!!!.
حرب لـــ" 40 " سنة .. وقطع أرحام وعناءات نساء وأطفال وأرث سخيف لمنجم " أفيون فكري " لم ينفق بل يتزايد ويطاردنا .. يأسرنا داخل " باستيله " الفريد داخل متاهة الشعر .. أليس " مهلهل ربيعه "  أول من هلهل الشعر " نظمه " .. وأني أشك بهذا وأرفضه ..!!.
مَــنْ يُـنكر .. أن المفجوعين رواد الشعر وآباطرته .. مهلهل بن ربيعة مفجوع بأخاه الملك .. عنترة بن شداد مفجوع بنسبه .. أُمروء القيس مفجوع بأباه وعرشه .. عمرو بن كلثوم مفجوع بملكه وميراثه .. طرفة بن العبد مفجوع بملكه .. وزهير بن أبي سلمي المفجوع بوحدته والناقم على الحياة .. وقافلة المفجوعين نزلاء التاريخ المعتقـين تطول وتتضخم مع كل استدارة للحياة وتبدل للوقائع ومع كل ظهور جديدة لفاجعة ..!!
المفجوعون خلدتهم بذاكرتنا " ذاكرة الأمة " كلمات ليست كالكلمات , وحالة إغواء فاخرة ..!
ضاع كليب وغسان والنعمان ومعدي يكرب وزيد وحِـجر.. وممالك الأمة " الطامحة للتمدن " وملوكها وبقى المفوجوعون يتوسدون أدمغتنا ويراودوننا عن أنفسنا .. ولما جاء" أسلافنا " ـهم " نبي " ظنوه شاعر وطردوه من جوار البيت  ..  وفي المدينة " دار الهجرة " عكف بعض أهلها " وبين ظهرانيهم الرسول " على " قيس بن الأسلت " يتسمعون لشعره ويسامرونه حتى عام الخندق..!!!.
لم ننجو من المفجوعين بعد .. وظهر " أزيرة / جمع الزير " كثر ومعلقات جديدة .. وكلما مات لنا " كليب " أو قُــتل جالت " بسوس " في شوارع مدائننا وشوارع أدمغتنا واستعرت حروب .. وأعدنا نسخ ذات " السيناريو"  القديم وتزعمنا " زير " وفارقنا العطور والماء ونفشنا شعر رؤوسنا وكذا لحانا " ذقوننا " وأعْـزبنا نساؤنا وتهنا عن مقاصدنا وولجنا الجاهلية " دون إذن..! " ..!!!.
أجاهر بكرهي وإزدرائي لـــ " الزير " .. وأعلم أنه الكاركتر الأكثر نفوذًا وسطوته ولا يطاق شتمه .. ولا اعتقد أن " أنطوني كوين العرب / سلوم حداد " فعل خيراً بإعادته إلي الواجهة وسكبه بالأذهان بروعة ومجانية آسرة  .. بعدما كان تعاطيه حكراً على مدمني الشعر ومتعاطي كتب التاريخ .. وأتعجب عن عزوف أباطرة " الانيميشن والجرافيك " عن دخول فضاءات المفجوعين والوقوع تحت طائلتهم ...!!.
فايروس " الزير " وفئته من المفجوعين مختص بـالأدمغة العربية .. ولا يمكن مكافحته " جذوره عميقة ومدعوم براوخ السلطة ..!!" وخطره يكمن في الإرتهان للماضي وتقديسه وتكراره والمقام فيه ومناهضة سواه..!!.
الفاجعة الكبرى .. أصبح " الزير " أمة .. والسعادة التي يوفرها الــ "تزير / التحول إلي زير  " لا تضاهيها سعادة بالنسبة للمفجوعين .. وليس بالإمكان توفير أصابع وأيادي لعد "مُــتزيري " عصرنا .. فماذا نفعل ..!!؟؟؟!..

صحفي ليبي