لم تعلن الأمم المتحدة والفرقاء الليبيون بسبب الأوضاع الأمنية التي تشهدها البلاد عن موعد ومكان انعقاد الجولة الثانية من المباحثات على ارض الوطن نزولا عند رغبة ساسة الميليشيات التي دمرت مقدرات الشعب,إلا أن الأنظار كانت تتجه مجددا نحو غدامس حيث تسيطر عليها ميليشيات الفجر الإرهابية وان كانت ظاهريا تعتبر مدينة محايدة حيث أن العضو المنتخب عن المدينة لم يذهب إلى طبرق ونعلم جميعنا أن رئيس الوزراء من هذه المدينة,فكانت غدامس2.

بين غدامس الأولى والثانية وما سيليها,كانت حلقات جنيف الهزلية بمشاهدها الساخرة في أجواء الصقيع,التي ضمت أطرافا متنازعة سياسيا,مستندة إلى أجنحتها العسكرية في الميدان حيث يتساقط يوميا القتلى والجرحى أبناء الطبقة الكادحة الذين وعدهم من استولوا على السلطة عقب سقوط النظام,بأنهم سيعيشون نعيما دائما وسيجعلون من ليبيا جنة, صدّق البسطاء ما سمعوه,فكانوا يحلمون بربيع مزهر,سالت دماء أبنائهم ولا تزال ولم تنبت الأرض أزهارا,بل أصبحت جرداء أكثر من ذي قبل.

المجتمع الدولي اجبر أطراف النزاع,الشرعية وغير الشرعية (مسفها إرادة الشعب الليبي في اختيار  نوابه)على التفاوض تحت سقف واحد وان لم يتقابلوا وجها لوجه,مجلس النواب يستمد الشرعية من خلال ما أفرزته صناديق الاقتراع,أما الانقلابيون فقد وجدوا فيما ذهبت إليه المحكمة العليا قارب نجاة لهم,فأعادوا الروح إلى مؤتمرهم الميت سريريا,ولنكون أكثر وضوحا فإن قوة هؤلاء العسكرية هي التي يستمدون منها الشرعية ويقاتلون من اجل الاحتفاظ بالسلطة وتحقيق مصالحهم مهما تكن التضحيات.

يعلم الانقلابيون أن لا شرعية لهم,وأنهم يحاولون جهدهم للحصول على بعض المكاسب التي يتمتعون بها منذ إطباقهم على السلطة,تساندهم في ذلك أمريكا التي ترى في إخوان ليبيا ورقتها الأخيرة بعد سقوط الإخوان في مصر الذين تربعوا على عرش مصر لعام كامل بتآمرها مع المجلس العسكري المنحل,لأجل المساومة في الحصول على تنفيذ بعض المشاريع المرتقبة والتي ستكلف الشعب الليبي مليارات الدولارات في ظل الوضع الاقتصادي المتأزم.

المجتمع الليبي ينتظر من الدول التي تدعي الديمقراطية والحرص على حقوق الإنسان في التعبير عن رأيه بحرية,أن تقوم بتجريم أعمال العصابات المسلحة الذين استخدموا كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ضد الآمنين العزّل وعبثت بمقدراتهم,ما جعل أعداد المهاجرين إلى دول الجوار والنازحين بالداخل في تزايد,ما يساهم في تفاقم وضعهم المعيشي,ومن ثم اقتياد المجرمين إلى العدالة لينالوا جزاء ما ارتكبوه من جرائم يندى لها الجبين.

ندرك أن العالم الغربي تهمه مصالحه بالدرجة الأولى وان مصطلحات الديمقراطية وحرية التعبير ماهي إلا شعارت استخدمت لدغدغة مشاعر الجماهير لتساهم في إسقاط أنظمة,الجماهير الليبية كانت تتأمل الخير من وراء ذلك,ولكنها أدركت أخيرا أن ما يجري هو صنيعة غربية بامتياز وبتنفيذ المرتزقة المأجورين.

سيستمر مسلسل القتل والتشريد والتدمير وبخطى ثابتة وبرعاية المجرمين أنفسهم,عاد مسلسل انقطاع التيار الكهربائي إلى الواجهة مرة أخرى رغم تصريح مؤسسة الكهرباء أن الطاقة المنتجة تكفي حاجة الاستهلاك المحلي وان طرح الأحمال(الفاقد) ما هي إلا عملية مدبرة من قبل العصابات التي تسيطر على البلد إمعانا في احتقار الليبيين,كذلك هناك أنباء عن تجميد حسابات القطاع العام بالمصارف ما يعني وقف الرواتب والحجة انخفاض موارد النفط,في حين ينفق هؤلاء الأموال الطائلة بشان تحقيق مصالحهم الشخصية ,لقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى .الغرب وأذنابهم يئدون أحلام الجماهير فما عسى الجماهير أن تفعل؟سؤال الإجابة عليه برسم القوى الحية من أبناء الوطن.                

 

كاتب ليبي