يبدو أن الرقم 4 يشكل خطرا محدقا لبعض المجتمعات,فعلى سبيل المثال هناك عصابة صينية من أربعة أشخاص على رأسهم زوجة الزعيم الراحل ماوتسي تونغ,سيطروا على أجهزة الدولة في المراحل الأخيرة من الثورة الثقافية واتهموا بارتكاب سلسلة من جرائم الخيانة بمناهضتهم للثورة وبعد موت ماو ضعفت قوة العصابة وحكومت بتهم متعددة وبالتالي تم القضاء على اخطر عصابة .
الإخوان المسلمون في مصر اتخذوا من ميدان رابعة مقرا لاحتجاجاتهم فأغلقوا الطرقات وتحرشوا بالمارة  ولم يستجيبوا لنداء السلطات بفض الاعتصام فكان لزاما على السلطات فض الاعتصام وسقوط بعض الضحايا,إلا انه وللأسف وتحت بند حرية التظاهر يقومون منذ سقوط حكم الإخوان يشل الحركة الاقتصادية كما أنهم يعتمدون العنف في محاولة لإظهار غضبهم على إزاحة الرئيس المعزول بسبب سعيهم السريع لأخونه مؤسسات الدولة,وبدءوا يرفعون أربعة أصابع دلالة على مواصلتهم لإسقاط الحكم الذي ارتضاه المصريين والحلم بالعودة إلى السلطة فصار الشعار مثار سخرية من قبل غالبية أبناء الشعب المصري الذي انتفض ورمى بزعامات الإخوان بالسجون لنيل جزاءهم المطلوب.
في ليبيا شكّل مجلس النواب لجنة للتحاور مع الخصوم السياسيين من أربعة أعضاء!,وهؤلاء الأربعة وللأسف يتصرفون وكأن الأمر يهمهم وحدهم دون سواهم,لم يلتزموا بالخطوط الحمر التي وضعها مجلس النواب,بل وصل الأمر بهم إلى عدم تقديم تقارير عن ما دار بتلك الحوارات,بل أن بعضهم لم يعد إلى البرلمان واطلاع الأعضاء واعتبروا القرار الذي اتخذه مجلس النواب بتعليق الحوار لأسباب إنسانية,بأنه ليس في محله مهولين من خطورة ذلك, وعندما أراد المجلس إسناد اللجنة ببعض الأشخاص(مستشارين) من ذوي الكفاءة في مجالات التحاور والقانون,عدّوا ذلك انتقاصا من قيمتهم وتشكيكا في وطنيتهم,فلم يقوموا بتسهيل الإجراءات للمستشارين لحضور جلسات الحوار,إنهم بحق عصابة الأربعة..الليبية. 
عصابة الأربعة تقوم بتقديم خدمات جليلة للخصوم المجرمين في حق الشعب من حيث القبول بما يطرحه هؤلاء من بنود,في محاولة لإحداث أجسام جديدة تعيد هؤلاء المجرمين إلى سدة الحكم,ومراكز اتخاذ القرار وتنتقص من صلاحيات مجلس النواب وتضرب عرض الحائط بخيارات الشعب الليبي الذي قال كلمته في الإخوان من خلال صناديق الانتخاب.
 يبقى القول بأن عصابة الأربعة الليبية تعتبر أكثر خطورة من سابقتها الصينية,فلو ترك لهذه العصابة الحبل على الغارب فسنقول حتما على الديمقراطية في ليبيا السلام وسيلحق من تبقى من المواطنين بإخوانهم خارج الوطن. 
اعتقد انه آن الأوان بأن يقوم  مجلس النواب بحل هذه اللجنة(العصابة) التي أصبحت مدار شك لدى العامة,وتشكيل لجنة أخرى تضم كافة التخصصات المطلوبة للحوار وتضع مصلحة الشعب نصب أعينها,لا شك أن مجلس النواب في موقف لا يحسد عليه,فالغرب يسعى إلى إطالة أمد الأزمة مع ما يتبع ذلك من سقوط المزيد من القتلى والجرحى من المدنيين وتدمير ممتلكاتهم, وإرهاق الجيش الوطني الذي بدأ يتقدم في كل المحاور ويوجه الضربات الموجعة للانقلابيين والتكفيريين,إن الغرب الاستعماري يسعى جاهدا إلى إشراك من احتضنهم لسنوات لتنفيذ أجنداته فإخوان ليبيا هم الورقة الأخيرة في أيدي الغرب وليس من السهولة التخلي عنهم. 
 
كاتب ليبي