عصابات السرقة ليست هى فقط العصابات المعروفة تقليديا والتى تسرق بمكون عصابي ويرتدي أفرادها الأقنعة على وجوههم ويحملون الأسلحة التى يهددون بها الناس لسلب الأموال وسلب الأملاك والمصارف ويقطعون الطرقات ويداهمون البيوت في الليل بل ان هناك عصابات متطورة حديثة يرتدي أفرادها البدل الممشوقة والأحذية البارقة وربطات العنق الملونة المتدلية و لديهم صفات الوزراء ورؤساء الوزراء او نواب في مجالس نيابية او رؤساء جيوش وأجهزة أمن وغيرها وهى عصابات من اللصوص متخصصة في سرقة اموال الشعوب والبلدان وتخطط هذه العصابات بسبل احتيالية تستغل فيها  الأنظمة السياسية الحديثة التى تتسرب اليها عبر الانتخابات حتى يصبحوا وزراء او رؤساء وزراء او نواب فالأنظمة (الديمقراطية) الحديثة خاصة الناشئة منها تسمح حتى للصوص بالاندفاع فيها وأغتنام المناصب وذلك لانعدام القوانين الضبطية وانعدام الأجهزة الرقابية الصارمة بسبب عملية النشوء (الديمقراطي) والتى لم تتشكل فيها هذه الأجهزة وتصاغ فيها القوانين بعد .

تتركز اعمال هذه العصابات الدولية على البلدان الناشئة سياسيا و الغنية ومن أمثلة الدول الناشئة سياسيا والغنية ، البلاد العراقية والبلاد الليبية . 

- في العراق :- 

شهد العراق .  بلد الإشراق . بعد صدام احتدام ونشاطا لعصابات من اللصوص خططت لترشيح أفرادها حكاماً من وزراء ونواب في هذا البلد الأصيل العليل بأعراقه وإشراقه وأخلاقه وكسبت من حيث لا ينبغي لها ان تكسب حكم العراق وكونت هذه العصابات منظومتها الحكومية التابعة من رئاسة الجيش وأجهزة الأمن وغيرها، سرقت هذه العصابات مليارات الدولارات وأشارت هيئة النزاهة العراقية  ان حجم الأموال المسروقة من العراق يبلغ ( 250 مليار دولار ) وذلك خلال الخمس سنوات التي أعقبت انهيار نظام صدام حسين ويبدو لي ان الأموال المسروقة من الشعب العراقي هى اكبر من ذلك بكثير لان هذه الأموال ضبطت سرقتها عبر المستندات وهناك اموال لا تدون مستنديا ومنها إيرادات مالية لمؤسسات عراقية عامة ،اضافة الى عمليات تهريب النفط العراقي بكميات كبيرة .

- في ليبيا :-

وفي ليبيا البلاد الحسناء الذي يسطع خلقها الأرضي ضياء وبهاء ، بعد حدث فبراير شهدت عصابات اللصوص نشاطا وخططت لتتسلل في المجلس الوطني الانتقالي ثم المكتب التنفيذي وبدأت السرقة من بعض الأموال المجمدة وبعض الأرصدة الخارجية والمحلية التى كانت لجهات تتبع نظام القذافي و التى حولت الى أرصدة هذه العصابات  وأكملت هذه العصابات مشوار سرقتها في عهد حكومة الكيب ثم عهد حكومة زيدان ثم عهد حكومة الثني مع منظومات عصابية اخرى من رؤساء الجيش ورؤساء اجهزة الأمن وغيرهم  فقامت ببيع بعض استثمارات الشعب الموزعة على بعض بلدان العالم ثم انتقلت للسطو على المليارات من الدولارات تحت اسم ميزانيات فحولت مبالغ ضخمة من هذه الميزانيات في عهود هذه الحكومات الى حسابات هذه العصابات وهكذا تبخرت المليارات والدليل الواضح على هذه السرقة هو في عدم وجود وجه موازي من وجوه الإنفاق لهذه الأموال ويبلغ اجمالي الأموال المسروقة من الشعب الليبي في عهد فبراير على  وجه التقدير ( 360 مليار دولار ) هيئتها اموال سائلة واستثمارات وأصول منهوبة . 

سرقة اموال الشعوب من كبائر السرقات وأبلغها ضررا وأعظمها جرما  لانها سرقات تتعدى المليارات وهى اموال شعوب حاضرة وشعوب لاحقة اي اجيال لاحقة ويبدو ان هذه العصابات تتعامل مع عصابات دولية اخرى لها نشاط في تهريب وتحويل الأموال لانها اموال تختفي فجأة وترصد في حسابات دولية ولايعلم أمرها الا بعد ان تختفي في حسابات خارجية وتبقى هذه السرقات واضحة للشعوب لعدم وجود مقابل موازي لصرف كل هذه الأموال .

في العراق وليبيا يجب ان يكون هناك عهد وطني بتجميد اموال الشعبين وذلك حفظا لثروة الشعبين الحاضرين والشعبين اللاحقيين من الاجيال اللاحقة والإبقاء على الصرف الضروري من الأموال وهو ما تعلق بمرتبات ودعم صحة وتعليم فقط وذلك الى حين تكوين أساليب وقواعد متينة توجه صرف الأموال لفائدة الشعبين وليس لفائدة اللصوص .

- للتأكيد ان من حكامنا أفرادا من عصابات  :-

في بعض بلدان أمريكا الجنوبية وبلدان أوروبا الشرقية والدول الافريقية تسللت عصابات المخدرات وعصابات تهريب السلاح الى المجالس النيابية وحكومات بعض هذه البلدان وذلك حتى تحمي هذه العصابات أعمالها الإجرامية وهناك تقارير ومراسلات من مجلس أوروبا  والإدارة الامريكية وبعض المنظمات الدولية حول تشعب هذه العصابات في بعض البلدان وتطال تجارة المخدرات وتجارة الأعضاء البشرية حتى رؤساء حكومات ، لذلك ليس غريبا ان تتسلل عصابات من اللصوص لتحكم ليبيا أوتحكم العراق فحكم المجرمين واللصوص أمرا متداول في العالم ، بماذا تختلف بعض بلدان أمريكا الجنوبية وبعض بلدان اوروبا الشرقية وبعض الدول الافريقية عن ليبيا الآن وعن العراق الآن ؟ الذي يحدث في هذه الدول ومنها اسلامية يحدث في ليبيا والعراق .  

- احدث المبالغ التي سوف تسرق من الشعب الليبي*  :-

احدث السرقات في ليبيا تمت يوم السبت بتاريخ ( 20-12- 2014 م )في اجتماع لحكومة الثني وهو مبلغ ربع مليار دينار ليبي ( 250 مليون دينار ليبي ) حيث أذنت حكومة الثني بمبلغ (150 مليون دينار ليبي) لجيش الكرامة لشراء ذخائر وعتاد وأسلحة و أدنت  حكومة الثني بمبلغ (100 مليون دينار ليبي )لأسر مدينة بنغازي النازحين . 

مبلغ (150 مليون دينار) المأذون لجيش الكرامة سرقته لا تبدو واضحة امام البيان التى سينفق لحسابه وهو ذخائر وعتاد وأسلحة ولا يعرف هل هو سلاح ثقيل او سلاح خفيف ولا ارى شخصيا ان جيش الكرامة بحاجة لهذا المبلغ لقتال اخوانه من ابناء الشعب الليبي لان الأسلحة  والذخائر والعتاد المتوفرة بالمنطقة الشرقية كافية لقتل إخوانهم ..( حسبنا الله فيما نجد فيك ياليبيا ) الا اذا اراد هذا الجيش قتل الشعب الليبي كافة .    

ومبلغ ( 100 مليون دينار) المخصص للأسر النازحة من بنغازي فان سرقته واضحة امام بيان إنفاقه فأسر بنغازي النازحة تكفلت مناطق من ليبيا باقامتها ومصاريفها المعيشية وتكفلت معها بعض الجمعيات الخيرية الليبية والأجنبية وتكفل معهما بعض الشرفاء من الليبيين يضاف ان الكثير من الاسر لا تقع في مناطق سلطة الثني فمنها من نزح الى الغرب الليبي ومن نزح الى مصر مما يرجح ان هذا المبلغ أعد للسرقة كغيره من المبالغ .  

_______________________________________________________________

* حول الخبر الوارد في المقال ، احدث المبالغ التي سوف تسرق من الشعب الليبي ، طالع الموقع الالكتروني للحكومة المؤقتة ( فيس بوك ) . 

 

كاتب ليبي 

[email protected]