بعد المجهود الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أطال الله فى عمره لتوحيد الصف العربى و نزع فتيل الازمات بين الحكومات العربية بعضها البعض، و بعد محاولات كثيرة للوصول الى نطقة تفاهم و حوار جيد بين القاهرة الدوحة مع التمهيد لاجراء مصالحة بين جمهورية مصر العربية و دولة قطر بأستضافة الرئيس عبدالفتاح السيسي و الامير تميم برياض فى الفترة القريبة القادمة لانهاء المشاكل التى لا حصر لها بين البلدين و بدء تغيير سياسة الخارجية القطرية المتمثلة فى قناة الجزيرة و لهجتها العدائية التى انتهجتها دائما تجاه مصر على مدار الاعوام السابقة، يبدو أن قطر تريد فتح صفحة جديدة من النزاعات و الصدام و لكن فى تلك المرة ليست مع مصر ولا  حتى ليبيا و لا الجزائر و لا أحد جيرانها من الخليج و لكن فى تلك المرة ضد دولة المغرب العربى

 

بعد أن أفتعل بعض المسؤلين من العائلة الحاكمة القطرية و مسئول بارز بالجيش القطرى مشاكل كثيرة بسبب منطقة الصيد المتواجد بمدينة وجدة المغربية فبعد سفر تسعة أمراء من الاسرة الحاكمة القطرية برفقة اصدقائهم و معاونيهم الى دولة المغرب من أجل ممارسة صيد الصقور، و بعد موافقة السلطات المغربية الرسمية، بدخول صقور الصيد لمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، تم الانتقال إلى منطقة الصيد التي تبعد عن المطار 78 كيلومترًا، حيث اتضح أن تلك الأرض طالب بها المسؤول البارز بالجيش القطرى، قبل أن يؤكد الأمراء التسعة  تعرّضهم لمضايقات في منطقة الصيد أتهم فيها ذلك المسؤول بالجيش، ومن ثم حاول الوفد الاتصال بالسلطات المغربية، حيث أوضحت أن الأرض متنازع عليها أمنيًا، لينتقل بعدها الوفد إلى مراكش والاتصال بمجلس البرلمان المغربي، فتم التوجيه شفويًا بما يلزم في المنطقة الجنوبية بالسماح له بالصيد بالتنسيق مع المندوبية السامية بعد دفع مبلغ يتجاوز المليون دولار . و هو الامر الذى جعل الأمراء بمعاونيهم و مرافقيهم يتوجهو إلى محافظة العيون و تم استقبالهم رسميًا وضيافتهم في نادي القوات المسلحة، غير أنهم تعرّضوا مجددًا لمضايقات في اليوم الثاني لوصولهم المنطقة الجنوبية التي تعرف بانتشار الألغام الأرضية فيها، و هو الامر الذى تطور و بات البعض يصطاد فى الماء العكر لكى يحرض الصحافة ضد الدولة و ليس ضد المسئول القطرى نفسه الذى كان سبب تلك المشاكل على حسب تصريحاتهم .

 

و السؤال الذى يطرح نفسه و بقوة الان هو هل أصبحت قطر تبحث عن دائرة جديدة لافتعال الازمات بها، و هل بات من الصعب أن يعيش النظام القطرى فى محيط أقليمي هادئ دون أفتعال المشاكل، ففى عام 2003م لاعبت قناة الجزيرة القطرية الذراع السياسى الخارجى للنظام القطرى دور منفذ سياسة الولايات المتحدة الاعلامية لها فى الشرق الاوسط كبديل لـ cnn  و القسم العربى لاذاعة bbc التى أغلقت عام 1996م بعد أن قامت قناة الجزيرة بنقل مشهد سقوط تمثال صدام حسين أثناء المؤتمر الصحفى لقائد الجيش العراقى لكى تعطى أنطباع للعالم كله أن العراق قد سقط و أنتهى و هو نفس الامر الذى أتبع فى واقعة باب العزيزية بالشقيقة الليبية و كذلك بسوريا، بعد أن أصبحت قنوات الجزيرة الراعى الرسمى لاذاعة أحداث الربيع العبري على غرار مباريات الدورى الاسبانى، كما لا ننسى دور قناة الجزيرة فى تقليب الرأى العام ضد النظام البحرينى و الاماراتى، و ما قامت به ضد المملكة العربية السعودية بعد أنتاج فيلم سوداء اليمامة و تبنى المعارضين السعوديين سعد الفقيه و مسعيري الدوسرى لكى يتطاولو ليلا نهارا على النظام السعودي من خلال شاشات قنوات الجزيرة، و أخيرا و ليس أخرا سنوات الحروب الشرسة ضد الجيش المصرى و التى لم تنتهى بعد، فأين ستتجاه بوصلة الدوحة الفترة القادمة، هل ستكتب صفحة جديدة من الود مع مختلف الجيران أم تعيد كتاب الصفحات القديمة بنفس القلم ذو الحبر السام  .

 

 

 

الكاتب و المحلل السياسى بمركز التيار الحر للدراسات الاستراتيجية و السياسية

[email protected]