لست بحاجة " ابراهيم الكوني " المحشو بالصمت والمتوشح بصحرائه وسط جليد أوروبا , كما أنا بحاجة بعث " نزار قباني "  ليصرخ في وجوهنا " جميعاً " بجرأة صرصار أورستقراطي مصاب بوباء الانتماء ومستبد بعروبيته ولئيم بضعفه وقوته وأصالته.. وملتهب ببراءته حتى النخاع ..!

لا تنكروا .. فزماننا يحن إلي صهيل " قباني " التقاسيم .. ويتشوق الي تصابيه وعنف كبريائه وشراسة انكفائه وسعير صدقه وزيدونيته الطازجة ..!

اليوم نفتقده " نزار قباني حصراً " .. في غزة .. في لبنان .. في سوريا ,, في عراق الاسى ,, وفي ليبيا المآسي ..!!

كلنا بحاجته ... بحاجة لولادة مستعجلة لألف " قباني " قزحي " نسبة لقوس قزح " المزاج لنصفع كل "صباح + مساء " بشعر أو بنثر يجدد فينا تباكي " أبوعبدالله الصغير " ويدس غرناطة في قهوتنا وفي أبر السكر وحبوب الضغط وحبوب منع الحمل وفي لعنات الزوجات .. وفي كذب الساسة وجشع التجار وبقايا الدفء باثواب امهاتنا .. صفعات تهز عروبتنا وتهيل علينا رماد الوطن المبشور الي أوطان و " بيبي " أوطان و" ميني " أوطان و" ميكرو " أوطان  وأخيراً " نانو " أوطان  .. !!

يقولون .. طموح العربي أن يمتلك موطأ قدميه ليعلنه وطن ويسيجه ويكتب فيه قصيدة ثم يصيح  " تعرفون " ..!

جبنت .. ولم اقترف البكاء .. وأنا أرقب وطني يحترق والأجراس والساعات أسرجت الضجيج واستنفرت لتقتنص زمن النهاية وتكسر صمت الضمير بصرخة .. بدقة . . بأي زفير أخير يحيلك ضمناً لمعنى الـــ " نهاية " ..!

البكاء .. والنحيب .. والعواء .. تخصص " حسب المكان والزمان " .. فــــ " الزمن والآفات " لها نكهات جديدة لكل ورقة وكأس ..!

تخصصي ليبيا .. حورية و أمازونة الامس .. أو " شاورما " اليوم .. أو " بلقيس " الافتراضية التي سأغنيها قتلوك يا بلقيس ..  او الوطن الذي ظل خاوياً مذ كان .. الوطن الذي اهدى الابرار وأولى العلى واحتفظ بالمتهدلين بالاطماع والمسترزقين .. ليبيا " الأبد " عذوبة شعر " كاليماتشوس السيريني "  القوريني   , وليبيا عنفوان " سبارتاكوس " زعيم الرفض والثورة لطغيان روما , وليبيا تغيير " سبتيموس سفيروس " مقرر العدالة والديمقراطية الامبراطور , وليبيا نضال " مرقس " صاحب الانجـيل " وسمعان القيرواني " حامل صليب  المسيح  ورفيق درب الجلجلة  .. .!

ليبيا المشرذين اليوم  .. التي لم تستطع إيواء ابنائها بسلامها وعفوها , وشرذتهم في شتى المدائن والقرى  يتضورون فيها اغتراباً وأسى .. ويرقبون ديارهم من اعالي الحزن والاهات .. ويشتمون حرائق الوطن بداخلهم تستعر وتقتات شغافهم .. حيارى تنهش الفضائيات عقولهم وتخز ضمائرهم وتقهر فيهم الامال دون وجل وتنحرهم على احجار اللوعة ..!

أرقب وطن .. رجال كلهم زعماء .. يكسوهم البطش وتستقر فيهم اعتق جينات الـــ " شيشنق" ـية  .. ويدفعهم الجوع المنوع .. للسلطة .. للمال .. للتعالي .. أو للامن .. وشوق معانقة الوسادة دون اختراق ازيز الرصاص لستر السكون .. يدفعهم " كل هذا " لخوض غمار تجربة اختيار رئيس .. تصوروا للمرة الاولى بتاريخ هذا الوطن المضرج بالدماء والقهر والعناء سيتم اختيار الحاكم .. فكيف سيكون ..!!؟؟؟

سيختارون .. من .. كيف .. على أي اساس .. وبأي وعي ...!!؟؟

تراه ..  الوعي بالحاجة للحرية .. أم للامان .. أم للبناء .. أم للعدل .. أم للسلام .. أم للامس .. أم للخلافة .. أم للمدنية ... أم ... أم .. أأأأمممم ..!!

حتى اشعار آخر  .. سنستبدل لفظ " الحيرة " بـــ " ليبيا "  ...

وسأسبق الجميع برأيي  .. وأدعو الليبيين  لانتخاب " العارف النايض " رئيساً لليبيا ...!!

كاتب ليبي