السيد  برناردينوليون  ممثل الامين العام للامم المتحدة للدعم بليبيا   الحترم.

بعد التحية,,,

 

هذه رسالة طويلة ,لايمكننى اختصارها اكثر من ذلك 

حتى اتمكن من وضع الصورة امامك بابعادها الواقعية ومن جوانبها المختلفة, قد يكون فيها بعض الفائدة لك وللسيد الامين العام وللسادة اعضاء مجلس الامن المحترمين ,للتعامل مع الازمة الليبية .   

لاشك ان الحوار هوا الطريق الانسب لحل اى ازمة. ولكن لايمكن ان يبنى الحوار,على املاءات ,غير وطنية ولاشرعية ولاديمقراطية ,تفرض على الشعب فالحوار السليم يقوم على ثوابت, لاتفرط فى استقلال وسيادة الدولة وحقوق شعبها الشرعية.

فالشعب  الليبىى, الذى ساتناول ازمته ,قد قام بانتفاضة  سلمية فى15فبراير2011 مطالبا  بتاكيد "الحرية والكرامة" تحولت ,بتشنج النظام الحاكم وسوء تعامله معها انطلاقا من يوفوبيا الجماعات المتطرفة, وباستغلال عناصر محلية متطرفة وخارجية متأهبة,وبتدخل دول"النيتو"الى حرب طاحنة, اسقطت النظام,

ولكن لم تراع القوة الرئيسية فى تلك الحرب وهى "دول النيتو"عن قصد اوغير قصد ,مصيرليبيا بعد سقوط النظام ,وانتشار السلاح بايد مختلفة الثقافة والقناعات وانهت مهمتها وهى على وعى بذلك ,بل وهى تعلم انه اثنا الحرب قد فتحت ابواب ليبيا مشرعة امام تدفق السلاح والارهابين وقياداتهم.بدون

رادع اوقيود. الامرالذى استمر اثناء فترة المجلس الانتقالى ,وبعده 

المؤتمر الوطنى العام .بمعرفة بعض دول النيتو ودعم  ومساعدة  البعض الاخر... واخرين.

وعاش الشعب الليبى سنوات العذاب,تحت الخطف والتشرد واللجوء والسجن والقتل والتعذيب والنهب, وفقد حتى الامن والامان على قبور اجداده.  واصبحت حدود وطنه وثرواته مستباحة,واراضيه مركزا للتجارة السوداء ,من السلاح والمخدرات الى تجارة البشر,وموطنا امنا للارهابين من كل حدب وصوب.

ورغم ان الشعب الليبى قد شارك انتخابات 7/7/2012 لاختيار اعضاء المؤتمر الوطنى العام, بكل حماس وامل ,وكانت انتخابات نزيهة بشهادة المراقبين الدوليين ,الا ان النتائج,اجهضت عن طريق الاخوان وحلفائهم,بدخول كثير من اعضائهم للانتخابات كمستقلين ,وبالترهيب والترغيب لبقية اعضاء المؤتمر,حتى سيطروا ,على المؤتمر الوطنى ومعظم مؤسسات الدولة,كما كانت سيطرتهم على المجلس الانتقالى السابق ,الذى رعى الفساد والارهاب بسذاجة ,بعد الحرب من تحويل الثوار الى مرتزقة باجر,الى تعويض سجناء النظام السابق عن سنوات سجنهم بمبالغ باهضة عن كل سنة سجن ,مع ان معظمهم لم يك سجنه لاسباب وطنية ,الى تحكم الجماعات المسلحة فى القرار الوطنى.من مرحلة الحرب الى المجلس الانتقالى الى المؤتمر الوطنى, دون ظهور علنى,الى ان بدأ التغول المباشر المكشوف مع سنة2013,بفرض القراررقم7 على المؤتمر,لدك مدينة امنة هى (بن وليد)بالمدافع والصواريخ بدعوا وجود "ازلام",وفرض قانون (العزل السياسى) بشروط تعسفية غير عادلة ,تحت التهديد وامام النعوش ,الى قتل عشرات من الشباب ببنغازى وطرابلس,فى احداث "جمعة بنغازى"و"غرغور " لمجرد مطالبتهم باخلاء المدن من المظاهر المسلحة الى خطف رئيس الوزرا من حجرة نومه ثم اقالته دون نصاب,لعدم موافقتة التامة لبعض مطالبهم,الى ,الى منع الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا عن الحكم فى الطعن الخاص "بالعزل السياسى"الى اضطرار المحكمة لاصدار حكم غير واضح,فيما يخص الطعن بمجلس النواب,(كل يفهمه كما يرغب) تجنبا للمخاطر المحيطة بهم واسرهم ومساكنهم.

وكانت ولاية المؤتمر الوطنى تنتهى فى7فبراير 2014 ,الاان جماهير الشعب الليبى سبقت هذا الموعد باسابيع  بالمظاهرات العارمة ,بكل المدن الليبية خاصة طرابلس وبنغازى ,مطالبة برحيل المؤتمر ,وحاول المؤتمر تمديد مدته ففشل,وحاول السيطرة على السلطة التنفيذية قبل الرحيل وفشل. فقررالدعوة العاجلة لاجراء الانتخابات فى فترة اعداد ضيقة لاتتجاوز شهر,دون ان يقرر حل نفسه, على امل ان قانونه الانتخابى "بالصوت غير المتحول" والخبرة التنظيمية للتحالف الاخوانى, وضيق الوقت ,سيمكنهم , من الحصول على مقاعد كافية ,للهيمنة على مجلس النواب بشكل من الاشكال. وفى كل الاحوال ,فالمؤتمر باق لم يحل, لامكانية استغلاله عند الضرورة(رغم ان بعض اعضائه رشحوا انفسهم لانتخابات مجلس النواب الجديد).

وجرت الانتخابات فى 25 يونية الماضى ,ولم يحصل التحالف الاخوانى حتى على ربع مقاعد المجلس ,فجن جنونهم,فتحركوا لاحتلال العاصمة, ودمروا مطارها الدولى والمناطق المجاورة,وشردوا سكانها,وواصلو حربهم ,لتدمير وتشريد سكان اكبر منطقة اهلة بغرب ليبيا وهى"ورشفانة"وحاولوا ولازالوا الوصول الى منطقة الزنتان.هذا بالاضافة الى تشديد هجومهم المتواصل قبل مدة طولية, للسيطرة  على بنغازى.

وكان موعد انعقاد مجلس النواب الجديد,المقرر هوا 4يولية,وبناء على الظروف الامنية السائدة ,بالعاصمة ومدينة مقر المجلس بنغازى ,وبمراجعة النواب للمعاناة  التى واجهها المؤتمرالسابق من ضغوط واقتحامات وخطف وتهديد ومساومات,...قررت ادارة المجلس واعضائه الانعقاد مؤقتا ,بابعد مدينة امنة عن التهديد باقصى شرق ليبيا هى طبرق.لاداء واجباتهم التشريعية بامان لصالح الشعب الليبى الذى انتخبهم.

فكان رد فعل التحالف الاخوانى,احياء المؤتمر الوطنى المنتهية شرعيته (بانتخاب الشعب لمجلس النواب الجديد), والذى فقد نصابه حتى قبل انتهاء ولايته ,بانشقاقات واستقالات وعزل بعض اعضائه ومغادرة بعضهم الاخر للوطن , بالاضافة الى ترشيح بعض اعضائه لمجلس النواب الحالى.ولم بكتف بذلك بل قام بتشكيل حكومة وصفها ب(الانقاذ؟).   

وكان الشعب الليبى,قبل ان يختارسلطتة التشرعية (مجلس النواب)فى 25 يونية ,ويؤمنه بمدينة طبرق, قد ظهر فى مظاهرات عارمة ,بكل المدن خاصة بنغازى وطرابلس ,مناديا ومستنجدا بالجيش والشرطة ,لانقاذه من الوضع المأساوى ,الذى غرق به الوطن ,بعد ان انتظرطويلا النجدة بدون جدوى, من  الامم المتحدة اوالدول التى تسمى ب"المحبة للسلام" لحماية المدنيين,كما وصفت تدخلها ,سنة 2011 .

وكان ضباط وافراد الجيش الليبى ينتظرون ,من رئاسة الاركان العامة التابعة للمؤتمر الوطنى,الالتفات لاعادة بناء الجيش,الا ان ذلك لم يك مرغوبا من التحالف الاخوانى,وكان الجيش نفسه قد تضرر كثيرا,رغم مشاركته الحرب من بدايتها وتولى عمليات القيادة والتدريب,فقد خطف وقتل رئيس اركانه اللواء الركن عبد الفتاح يونس,من قبل جماعة متطرفة ,اثناء الحرب ,وقد اغتيل بعد الحرب,اكثر من600 ضابط وجندى,وكان ضباط الجيش والشرطة وافرادهما ,بالاضافة ,الى تعرضهم للاغتيال المتواصل ,يتعرضون للاهمال والاهانة والعزل والتقاعد.

فتحرك عدد من ضباط وافراد الجيش الليبى الوطنيون,  بقيادة اللواء الركن,خليفة حفتر,بتلبية نداء الشعب ومطلبه ,باعادة بناء الجيش الوطنى وانقاذ الوطن,ونال هذا التحرك ,تجاوبا واسعا بين ضباط وافراد الجيش والشرطة,وفرحة غامرة بين ابناء الشعب واستعدادا للتعاون,وتم فى مدة قصيرة قياسية ,بناء نواة الجيش الوطنى الجديد,رغم تواضع الامكانيات.

وفى16 مايو,بدأت عمليا الجيش الوطنى ,التى سميت " بعمليات الكرامة"على الارهاب بمدينة بنغازى.وظهر الشعب الليبى من جديد فى معظم المدن ,مرحبا ومؤيدا لها,وفى 15اكتوبربدأت عملية  الكرامة تحرير بنغازى,وقد تمكنت حتى الان من تحرير اكثر من90%, من مناطقها وقد طالت ضربات نسور جوالكرامة حتى,عددا كبيرا من المواقع الارهابية ومخازن السلاح ,باقصى شرق وغرب ليبيا.

 

وليس هناك اى شك لدى الشعب الليبى وجيشه الوطنى الباسل,فى الانتصار على الارهاب ,رغم انتشاره على ارض الوطن باتساعها, وتمكنه ,بترسانات  من السلاح والمعسكرات والدعم الخارجى .وكل مايحتاجه الجيش الليبى هوا الدعم بالسلاح والذخيرة والتقنية الحديثة.ويكون الشعب الليبى بذلك رغم قلة عدده,وضعف امكانياته ,اول شعب ينتصر على ارهاب بهذا الحجم لوحده,ويؤكد مقولة "من ليبيا ياتى الجديد" .فهوا اول شعب,ضٌرب باول طائرة حربية فى العالم,واول شعب مورس عليه عذاب معسكرات الاعتقال الجماعى فى العصر الحديث, اثناء الاحتلال الفاشيستى الايطالى,وقاوم ذلك لاكثر من عشرين سنة.واسس جيشا خارج الوطن,ودخل به الوطن محررا,مع الحلفاء اثناء الحرب العالمية الثانية.

وهكذا:

*بانطلاق ,"عملية الكرامة".

*واختيار   "مجلس النواب"

عادت الروح واشرق الامل ,عند الشعب الليبى ,  بعد ان ضاع الحلم الجميل ,وفقد الابناء,وانكسرت الفرحة فى عيون الاطفال ,وهد الحزن قلوب الامهات,وجثم القهر على صدور الشبان والفتيات, واقعد المبتورين, وراى  البعض ان هذا قدرنا لا فكاك منه ,لنعيش التخلف والعازة والخوف الى الموت باشكاله المتعددة.

وعليه: سيادة المبعوث الموقر,

اذا كانت بعثتك هى لخدمة الشعب الليبى,كما هوا محددا بقرارمجلس الامن رقم(2174),فافيدك بانه لامجال لتجاوز ارادة الشعب الليبى,باى مساس ,لشرعية مجلس النواب وعملية الكرامة,ولاتصدق المظاهر الكاذبة حول عدم تاييد الشعب ل(مجلس النواب وعملية الكرامة) بالمنطقة الغربية من ليبيا, فقد شاهدنا مظاهر  مماثلة"سابقا"للظروف المحيطة. واضيف ان اى خروج عن هذه الشرعية بجناحيها, سيكون دعوة لتفاقم الازمة الليبية لاحلها.

مع وافر احترامى,,,,

عمرالدلال10/12/2014

[email protected]