الجميع يتابع بأهتمام تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق و الشام المعروف بأسم تنظيم داعش و تحركاته بسوريا و الموصل العراقية، فبات ذلك التنظيم فى ساعات قليلة حديث جميع الاوساط السياسية و العسكرية بالعالم اجمع، كما أننا نتأمل أيضا مشاهد تكاثر تلك الجماعات الاصولية الدموية ما بين غرب أفريقيا و الساحل الافريقي غربا و حتى بلاد الرافدين شرقا، و كالعادة بين الحين و الاخر يكون للمغرب العربى حظ سيئ بميلاد جديد لتلك التنظيمات الارهابية فقد حملت منطقة شمال موريتانية و الحدود الجزائرية المغربية العديد من الاسماء صاحبة التاريخ الدموى و التى أصبحت تهديد مباشر لامن و أستقرار تلك الدول و من أبرز تلك الاسماء و على سبيل المثال و ليس الحصر زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى الأمير " عبد المالك درودكال " المدعو بأبى مصعب عبد الودود، و " عمر ولد حماها " و المشهور بصحاب اللحية الحمراء، و القاعدى الطارقى المالى " أياد أغ غالي " زعيم حركة " انصار الدين " التى سيطرت على مدينتي كيدال و تمبكتو باول ابريل 2012م و أبن عمه " حمادة اغ غالى "، و قائد كتيبة الموقعون بالدماء و زعيم تنظيم القاعدة بشمال مالى " مختار بلمختار " المعروف بأسم الاعور ، و " عبد السلام طرمون " أمير حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة الإسلامية .. و غيرها من الاسماء الامعة فى المجال الدموى، و كذلك أيضا أعتادت تلك المنطقة على أسماء تنظيمات أرهابية عديدة جميعها ذات فكر قاعدى كجند الاهوال، و جند الانصار، و جند الاعتصام و غيرها، أما الان نحن أمام حالة جديدة مع ولادة جماعة جند جديدة و لكن فى تلك المرة ظهرت تلك الجماعة الوليدة بالوجه الداعشى مباشرة منذ يوم ميلادها و أعلان  المبايعة لـ" أبو بكر البغدادى " زعيم تنظيم الدول الاسلامية بالعراق و الشام داعش دون تردد أو دون مرور بعض من الوقت أو تنفيذ بعض العمليات بأسم حركى قبل الانتقال الى مرحلة داعش الكبرى أنها جماعة " جند الخلافة بالجزائر " و هى أحدث مجموعة أنشقت عن زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامى الأمير " عبد المالك درودكال " .

 

و جائت تلك الخطوة المباشرة بعد أن أصدر " قورى عبد المالك " المعروف بأسم " ابو سليمان " بيان أفاد فيه مبايعته لـ " أبو بكر البغدادى " ثم وجه رسالة للبغدادى يقول فيها له بإن لكم في مغرب الإسلام رجالا لو أمرتهم لأتمروا ولو ناديتهم للبّوا ولو طلبتهم لخفّوا، كما أن ذلك البيان الذى يحيط بالحدود الجزائرية جاء بالتزامن مع التحرك السياسى الداخلى لتكتل الجزائر الخضراء الذى يقودها ثلاث أحزاب ذو مرجعية أسلامية فى محاولة من تكتل الجزائر لاحراج الحزب الحاكم جبهة التحرير الوطني، بعد أن أتهتم التكتل السلطة بالجزائر أنها تعدت على الدستور و القانون و نصبت نفسها فوق كل ذلك .

 

فمن المؤكد أن تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق و الشام بات قبلة كل بذور المتطرفين، و أستطاع أن يخطف الاضواء و يجذب الانظار من الشيخ العجوز " أيمن الظواهرى " الذى أتهمه البغدادى أكثر من مرة قبل أن يتهمه " الظواهرى " أيضا و يكفره، و هنا يجب أن نرى حقيقة خريطة الارهاب الدولية الجديدة، و التى تقول لنا أن المنطقة الحدودية التى تربط سوريا و العراق تحولت الى أفغانستان جديدة، و لكن ما الذى ستتزوقه واشنطن نهاية المطاف هل ستذوق من كأس الارهاب مجددا، أم سنرى نهاية مختلفة للجميع و ليس لواشنطن فقط، و ماذا تريد تلك التنظيمات الارهابية الوليدة بالجزائر التى دفعت فاتورة باظة الثمن طيلة عشر سنوات، و هى الان تخوض حرب صريحة ضد تلك التنظيمات الشيطانية، فتحركات التنظيمات الارهابية فى السنوات الاخيرة لم تكن بالصدفة و من ينظر لنتيجة تحرك كل جماعة و تنظيم سيتقن جيدا أنها تخوض معارك بالوكالة عن طرف بات يغزل العديد من الدول بخيط واحد و هو خيط الفوضى و أستنزاف مقدرات شعوب تلك الدول .

 

 

 

الكاتب و المحلل السياسى بمركز التيار الحر للدراسات الاستراتيجية و السياسية

[email protected]