فى البدا يجب التوضيح بان شبكة النهر الصناعى . تتغدى على مخّزون حوض فزان المائى . عبر منظومة ابار تغطى منطقة (البرّطمة) . التى تعتبر مفردة من  مفردات جغرافية  وادى الشاطى . وهذا المُسمّى الاخير . وجميع الاسماء والاماكن التى ذُكرة قبله . هى فى مجّموعها من مكونات جغرافية اقليم فزان . وهذا الحيز الجغرافى الليبيى المسمى باقليم فزان يُغدى ويرّوى من خزانه المائى . جميع التجمعات السكانية والاستيطانية التى تقع ما بعد منطقة الشويرف شمالا . . 

   فى حين لم يسّتفد الاقليم . بل وبقول اكثر دقة . قد حُرم اقليم فزان . من توظيف ولو جزأ يسير من مياه الاقليم داخل ارضه . وعندما حاول البعض من ابنائه . اعتراض مجّرى النهر . فى مرحلة التنقيد والحفر . وسعوا الى جعل فِعّل الاعتراض . مَنَصّة ليعلنوا من فوقها مطالبهم . التى حصروها  فى توسيع شبكة المنظومة لتغطى قدر من رُقعة اقليم فزان . وتمده باحتياجاته من الماء . لم تُلاقى المطالبة من المسولين اذن صاغية . بل اُوقف مُتصدّر المجموعة وسجن وضُيّق عليه . اعتقد ان اسمى المعنى هنا . كان الدكّام . 

    وللمحافظة على تدفق المياه الى شمال غرب البلاد دونما انقطاع . . تم ربط منظومة النهر بشبكة كهرباء خاصة . لتغّذيه بالطاقة على مدار اليوم . ومن هنا نتبيّن بان نظام طرح الاحمال المُعتمد . لا يطال منظومة النهر . ولا تتأثر بذلك عملية تدفق المياه الى شمال غرب البلاد . وستستمر بدون توقف . حتى اتنا مراحل طرح الاحمال وبغياب الكهرباء عن شمال غرب البلاد . 

    فى حين اقليم فزان الذى يمد ويُغدى بمياهه منطقة ما بعد الشويرف شمالا . عند تعرضه لإجراء طرح الاحمال . لا يغيب عنه التيار الكهربائي فقط . بل وتنقطع المياه عنه ايضا . ويضل بذلك الاقليم حبيس الاظّلام والعطش  . فى ذات الحين تضل المياه التى تسحب من تحت اقدامه . لا تتوقف البتة عن الاندفاع . مُتدفّقه لتغدى شمال غرب البلاد . سوى كان هذا الشمال الغربى يرزح تحت وطئة طرح الاحمال او فى حِلْ منها . 

   ومن هنا يجب ان نعرف ونفهم . بان فِعّل انقطاع المياه عن طرابلس . هى محاولة من الاقليم . ليجّعل من هذا الفِعّل لسان حال له . ليقول من خلاله  . بان القبول بإبقاء اقليم فزان  حبيس الاظّلام والعطش . اتنا مروره بفترة طرح الاحمال . هو فعل ليس فيه شيئي من العدل .  خاصتا عندما نعلم . بان المياه التى تجرى فى اعماق ارضه . تُجرْ من تحت قدميّة . فى تدفق دائم على مدار الساعة . لتُطّفى بها عطش الاخرين ودوابهم . وتُغّسل بها ادرانهم ايضا . سوى كانوا هؤلاء تحت مرحلة طرح الاحمال او فى حِلْ منها 

     ولكن دعون انبه الى امر هام . قد يكون متخفى فى ثنايا فعل انقطاع المياه عن طرابلس . وغاب عن الظهور امام الكثيرين . فحضور فعل انقطاع المياه . لم يأتى فى ضل عدم امكانية او استحالت حلحلته . بل جاء فى ضل غياب الرغبة فى ذلك . ولأبيّن ذلك اقول . اذا كان الحل يكمن فى توفير الطاقة اللازمة لأبار تغدية الاقليم بالمياه . فهذا فى المتناول . وعلى بُعد خطوة واحدة فقط . فى اتجاه اعادة تشّغيل محطة كهرباء أوباري وربطها بالشبكة العامة . او بإعفاء اقليم فزان وابعاده الى حين . عن دورة طرح الاحمال المفّتعل . حتى توفير بديل طاقوى لتغذية اباره التى تمده بالماء . 

   لقد كنت احاول ان اصل بالقول من خلال ما تناولته فى السطور السابقة . الى انه فى الامكان انتهاج سبيل اخر . نستطيع من خلاله التعاطي مع مشكلتي انقطاع المياه والكهرباء بالبلاد . على نحو قد يفضى بنا . ليس فقط الى حلحلة تلك المعضلة . بل قد نتمكن به وعبره من خلق وتفّعيل آلية . قد نصل بها ومن خلالها الى تضيق رقعة الخلاف والتقليص فى مساحة الصراع . وذلك وعلى نحو مباشر . اقول . يتم ذلك بالذهاب نحو ابعاد وتحّيد المؤسسة العامة للكهرباء وتوابعها وكذلك منظومة النهر وكل ما يتعلق بشبكات المياه فى البلاد عن دائرة الصراع والتدافع . كما ثم ذلك تماما مع المؤسسة الوطنية للنفط . فى ابعادها واخراجها عن دائرة الصراع . واعتقد جازما . بان الاداة التى تم من خلالها ابعاد مؤسسة النفط عن دائرة الصراع . لا تعجز البتة عن ابعاد المياه والكهرباء واخراجهما بعيدا عن دائرة الصراع والتدافع . ان ارادة .  

   اما اذا تمنّعت هذه الاداة عن فعل ذلك . باى حجج كانت . يجب ان نستنتج ونعرف . بانه يُراد ومن خلال هذا العبث الذى يعصف بالبلاد . تدمير ليبيا والليبيين من خلال التفكيك الذاتي البطى . وعندها . هل يكون على الليبين الذهاب نحو الدفع بمؤسسة النفط الى اتون دائرة الصراع ؟ . للدفع به الى نهايته . ام انه ثمت بدائل اخرى اكثر جدوة ؟ . 

      وقبل  قفل هذا التناول المركّب . اقول لأهل اقليم فزان . لا يجب القبول بان نكون . كالدين شبههم الشاعر فى قوله .  

                                                                  كالعير فى الصحراء يقتلها الضماء  * * * والماء فوق ظهورها محمول 

ولا اقول ايضا بالذهاب الى نقيضه فى حدّه الاقصى . الذى يتمثل رواده واصحابه بالقول . ( فان مت ضمّآن فلا نزل القطّرُ  ) . ولكن دعونا نتفكّر فى قول هذا الشاعر الشعبى . وهو يُناجى نفسه او ابنه او اخيه او صاحبه . وهو يقول :- 

                                                                      * ودّكْ عارف 

                                                                      اُودكْ امْسمّا كيف بيىّ اُوُ جارف

                                                                    اُوُدكْ الْيَا صار التّمَدْ بالغارف 

                                                                    تشّربْ اُوُ تجّمّل على من فُوقه 

فالتّمدْ الذى تحدث عنه الشاعر . فى حالتنا هذه . باقيا وبوجه من وجوهه . حتى اللحظة بين ايادىّ الاقليم . وداخل جغرافيته وارضة . فعلى الاقليم . ان يتعلم كيف يشرب . وأولا . حتى الارتواء  . تم يأتي من بعده الاخرين . وليس العكس . او فليذهب الاقليم الى قاعدة ( الماء للجميع على مدار الساعة . وليس لغير الجميع) . ويقف مدافعا عنها وداعيا  لها .      


*تقرا الابيات المختارة من القصيد الشعبية . بلهّجة اهل الجنوب والوسط .      

الآراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة