"سيزيف كان أحد أكثر الشخصيات مكراً بحسب الميثولوجيا الإغريقية، حيث استطاع أن يخدع إله الموت ثاناتوس مما أغضب كبير الآلهة زيوس، فعاقبه بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا حتى الأبد، فأصبح رمز للعذاب الأبدي..(ويكيبيديا)"

 

اعود هنا لاصف حالة المتحاورين بالصخيرات ,بحالة "سيزيف"فى الميثولوجيا الاغرقية ,كما سبق ان وصفت حالة اخرى ,فى مقال سابق قبل سنة ,

 

فقد لاحظنا "مسودات" الاتفاق المتتالية ,قد وصلت الان الى الخامسة,وكلما تم تعديل الاخيرة,نجد ان تعديلا اخرا قد طراء على ما مرر بسابقتها, ثمنا للتعديل الجديد (حتى يحافظ الحوار على هدفه فى تمكين المشاركة المتساوية ,بين مجلس النواب , والتحالف الذى يمثلة المؤتمرالوطنى المنتهية ولايته) .وتستمر المسودات والعودة الى اول السطر, ويستمر الترهيب والترغيب الى ان يتم القبول (الذى لا اتوقع حدوثه)....والمؤتمر الوطنى المنحل فى كل الاحوال قد استفاد ,وقد يستفيد ايضا.

 

اما المشكلات الرئيسية التى تواجة مجلس النواب فهى كبيرة وكثيرة, منها :

 

1_ ان قبول مجلس النواب بالمشاركة المتساوية ,مع من رفضتهم صناديق الاقتراع,يعنى التنازل عن الشرعية التى منحها له الشعب.بعد معاناته المريرة مع المؤتمر الوطنى.

 

2_(أ)ان طول مدة الحوار,هى استنزاف لوقت مجلس النواب ,واشغال له عن اداء مهامه الاساسية ,فى تحسين احوال المواطنين ,وتطوير الحكومة المؤقته, ودعم الجيش فى حربه على الارهاب وتحرير الارض.بل ان اهمال هذه المهام الاساسية, وما يصاحب الحوار من تداخلات وتخويف واغراءات  قد يسبب تشتت وحدة مجلس النواب وفقدان شعبيته , ليجد المجلس نفسه فجأة ودون اعداد ,مطالبا, بترك السلطة, بادعاء انتهاء صلاحيتة.

 

(ب)ومما يثير الشك فى الحوار ,ان الدول الغربية المهتمة (به) لحل الازمة الليبية الان,لم تتحرك اثناء احتلال العاصمة وتدمير المؤسسات وتهجير المواطنين  والمحاولة الفاشلة للسيطرة على الهلال النفطى ,وقتل الابرياء فى طرابلس وورشفانة وبنغازى,كما ينص بند حماية الوطنيين بقرار مجلس الامن رقم1973 لسنة2011.ولكن هذه الدول نفسها  تحمست لمنع تسليح الجيش الوطنى الليبى,والدعوة للحواروضرورة حل الازمة سياسيا,مع التلويح بالتهديد ,بعد ان تمكن مجلس النواب بقراراته الشجاعة من تاكيد شعبيته,وتمكن الجيش الوطنى , من دحر الارهاب ببنغازى ,ومحاصرتة  بدرنة, وبسط سيطرته على مساحات واسعة غرب العاصمة طرابلس, وبدء التفكك والانقسام بين القوات التابعة لتحالف المؤتمر الوطنى المنحل.

 

3_المشكلة(التى استغرب ان احدا لم يتناولها),ربما لانها تخص ,ماتقدمه سلطات الدولة للشعب وبناء الدولة,ولا تتعلق ,باهتمامات المتحاوريين ,والتى كررناها مرارا حول كل المسودات...(وقد اكدت عليها فى مداخلتى الاخيرة بالامس وهى :

 

(أ)_ان السلطات فى "مسودات" الحوارجميعها,سواء التشريعية او التنفيذية اوالاستشارية ,كلها قاصرة ومعاقة ومشلولة,لايمكنها, اصدار اى قرار اوتنفيذ اى اجراء ,لان ذلك يتطلب الاجماع او موافقة الثلثين, بين اطراف مختلفة ومتصارعة ,والثلث المعطل متوفر لاى منها!!!.(للعلم مجلس النواب اللبنانى لم يتمكن من اختيار رئيس للدولة حتى الان لاكثر من سنة).والجدير بالذكر ان حتى غياب(الثلث المعطل)يبطل اتخاذ اى اجراء او قرار.

(ب)_ حكومة "وفاق"الحوار:
كل التسريبيات وخاصة اخرها, تفيد بانها بدل حل الازمة الليبية وتحقيق الوفاق واعادة بناء الدولة الليبية.هى نفسها(اى الحكومة) ,فى حاجة الى "قوات"فك اشتباك بين اعضائها وبينها وبين الشعب الليبى.

اذن "مكانك سر"مع مزيد من الصدام ومعاناة ومأسات المواطنين.

 

وبعد,

لايظن احدا منكم باننى ضد الحوار او الوفاق او المصالحة الوطنية,بل قد دعوت مبكرا الى ذلك, وحتى الى العفو العام واطلاق سراح السجناء السياسيين وغيرهم من غير المذنبين ,وتكليف القضاء بالمهمة ,وطالبت بعودة المهجرين وتعويض المتضررين.وقد باركت وايدت ,قبائلنا وجيشنا وبلدياتنا فى نشاطهم الوطنى الكريم ,فى المصالحة بين المدن والقبائل وتبادل الاسرى ووقف القتال.

 

ولكننى دائما مع ما اراه يخدم الوطن بصدق وعدل, ومايحمل امكانية الدوام وخدمة الشعب وبناء الوطن الى غد مشرق واعد عزيز,يعوض معانات هذا الشعب المظلوم ويضمد جراحه .وانا لااسعى لاى مصلحة شخصية,ولاكره احد ,وغير مرتبط باى حزب او تنظيم اوجماعة اوشخص ,ولكنى ساستمر اقاوم بقلمى,كل فكر متطرف مستورد,وكل تدخل اجنبى يستغل اخوتى فى الوطن(ليس اعجابا بعيونهم)ولكن لخدمة مصالحه وتطلعات عملائه, وبسط نفوذه على ليبيا وجوارها.

كاتب ليبي 

[email protected]

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة