شرعية الثورة, شرعية المنتصر, شرعية المنفذ للأجندات الخارجية, جعلت فئة من الشعب يحكمون السيطرة على مقدرات البلد, لم يتركوا شيئا لم يفعلوه, قاموا بتهجير الاف "المواطنين", لحقوا بهم في اماكنهم "الجديدة" التي اعتقدوا انها امنة, زجوا ببعضهم في السجون السرية, التي تفتقر الى ادنى معايير العيش البشري, خطف على الهوية لأجل المال او الفدية خاصة بعد نضوب الموارد التي عملوا جهدهم لاستنزافها في مدة وجيزة وكأنهم كانوا في سباق مع الزمن, ربما كانوا يدركون ان الامور لن تستقيم لهم طويلا وبالتالي فان جرائمهم كانت من البشاعة بحيث تتبرأ منهم كافة مخلوقات الارض بما فيهم الكائنات المتوحشة التي تقتل لتقتات.

انقلبوا على الشرعية بفعل ما استحوذوا عليه من مال وسلاح, دمروا كل شيء طالته اياديهم انطلاقا من مبدا "ما ليس لي فما لغيري مطمعُ" ,لم يردعهم دين او عرف او جيرة, أو ترك القتال في الاشهر الحرم, بل عمدوا الى احراق مقدرات الدولة والاملاك الخاصة في شهر رمضان, فتح طرابلس اشبه لديهم بفتح مكة ,فالمليشيات الاجرامية تنظر الى سكان المدينة المتحضرين المبغضين للعنف الداعون الى اقامة مؤسسات الدولة المدنية على انهم اعداء لهم, مستندين الى عديد الفتاوى من رجالات الدين الذين يفتون حسب الاهواء والمصالح, من لم يوافق هؤلاء "المتدينين" الراي فهو لديهم اخس واقل من الكلب, متناسين بان الرب كرّم ابن ادم وجعله ظله في الارض, مؤتمرهم المنتهي الصلاحية والذي اصبح فاسدا مفسدا, وحكومتهم التي ولدت ميتة من رحم محكمة يفتقر أصحابها الى الاستقلالية, لم تنل اعتراف دول العالم باستثناء بعض الدول التي اوجدت هذه التنظيمات ودعمتها وسلّحتها وحاولت جاهدة مؤازرتها, ضيق الخناق على الشعب فاصبح التعبير عن رايه يعد جرما لا يغتفر ازدادت معاناة الشعب الليبي واصبحت المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات اشبه بسجن كبير, فيتم التحكم في كميات الوقود وقطع مياه الشفة والتيار الكهربائي لحجج واهية  لم تعد تنطلي على احد .

في الآونة الاخيرة اخذ الجيش الليبي يضيق الخناق على هؤلاء المجرمين, يفقدون المنتسبين اليهم من شباب الوطن الذين اغروهم بالمال ليكونوا وقودا للمعارك بدلا من تامين مستقبل زاهر لهم والمساهمة في تحريك عجلة الاقتصاد لينعم الجميع بالرفاهية. وأمام الضربات الموجعة التي منيت بها الميليشيات المجرمة التي اضحت منهارة, أعلنت بعض فصائلها قبولها للحوار ووقف القتال. استطاع هؤلاء المجرمين ان يستميلوا اليهم بعض من يدعون انهم مشايخ واعيان المناطق التي تغذي الارهاب ,ويحاول هؤلاء الظهور بانهم يريدون الاصلاح ووقف اراقة الدماء وكأنهم يمنون على الشعب بذلك, بل نجدهم يسعون الى فرض رؤاهم على الاخرين من منطلق المنتصر, للإفلات من العقاب وليكون لهم مكان في مستقبل الحياة السياسية في ليبيا.    

 ليعلم قادة الميليشيات ومن يسير في فلكهم من "المشايخ والاعيان ورجال الدين" الذين في احسن الاحوال لم يتجرؤوا على قول الحقيقة وواد الفتنة, فأصبحوا شهود زور على ما يحاك بالبلد, فالحوارات التي ينشدها هؤلاء نتيجة انهيارهم لن تفضي الى ما يطيل عمرهم, وأن الجيش مستمر في تطهير البلاد واعادة الشرعية الى كافة ربوع الدولة, فالجيش وحده دون سواه كفيل بالإبقاء على ليبيا موحدة, وأن لا مستقبل لكل من اجرم في حق الوطن, وعلى راي الرئيس اليمني على عبدالله صالح نقول لهؤلاء :فاتكم القطار, قطار البناء والتشييد, لأنكم دعستم بقطاركم على كل الشعب فدمرتم مقدراته واصبحتم رهن قطاركم المحطم. ولتقول العدالة كلمتها ولترد المظالم الى اصحابها.

كاتب ليبي 

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة