الشعب الوحيد الذي لم يهنأ على مدى الثلاث سنوات الماضية رغم انه يتبع مذهب ديني واحد, شعب يحاول أن يمزج بين المدنية والقبلية, وله من الإمكانيات المادية ما يسهل عليه الخروج سريعا من الأزمة وبناء دولته الحديثة, حكومة شرعية ولدت بعد مخاض عسير, أهم وزاراتها “الدفاع” شاغرة, ربما ينوي الوزير الأول الاحتفاظ بها لنفسه, تسيطر على جزء يسير من الوطن في أقصى الشرق, تحاصرها العصابات الإجرامية من كل الاتجاهات لوأدها وتحظى باعتراف العالم, وتسعى جاهدة لاستتباب الأمن والاستقرار وعودة الحياة الطبيعية, وحكومة ناتجة عن جسم ميت نفخ فيه الترك والقطريون من روحهم فولدت حكومة لقيطة, لم يعترف بها العالم, لم تسجل بالأمم المتحدة, تحاول هذه الحكومة أن تفرض نفسها بالقوة, ميليشياتها ترتكب كل يوم الجرائم التي يندى لها الجبين, متبعين سياسة العدو الصهيوني من حيث قضم المزيد من الأراضي, لأنهم يعتقدون أن من يسيطر على الأرض بإمكانه أن يعمّر أكثر.

أعضاء الحكومة اللقيطة, معظمهم إن لم نقل جلهم امضوا جزءا كبيرا من حياتهم العامرة في بلاد الغرب المتحضر, تحصل بعضهم على درجات عليا في مختلف المجالات الحياتية على حساب المجتمع الليبي, كيف لهؤلاء أن يشكلوا حكومة غير شرعية ويفترض بهم أن يكونوا تعلموا معنى الشرعية والديمقراطية؟, أم أن التعلم شيء, وما جبلوا عليه من حب التسلط والتحكم في الآخرين شيء آخر؟ الغرب الذي تربوا في أحضانه لم يعترف بهم, ماذا تراهم سيفعلون؟.

إنهم يدركون جيدا أن الشعب لا يريدهم, لفظهم, تفه عليهم بملأ شدقه, لم يخرج الشعب في مظاهرات بالمدن التي يسيطرون عليها لأنه يعرف أن هؤلاء لا يؤمنون أساسا بوجود الآخر, لم يسلم الإعلاميون والقنوات الفضائية منهم فكيف يسلم الفرد البسيط من جبروتهم؟.نصبوا المشانق النموذجية في كبرى ساحات العاصمة, بحضور مفتي الديار الليبية ولسان حاله يقول: ألا هل بلّغت, ليعتبر من لم يعتبر.

إنهم يقاتلون من اجل البقاء, يقتلون ما تبقّى من الجيش الوطني بحجة أنهم أزلام, طوال ثلاث سنوات لم يبنوا جيشا وطنيا, الأعداد التي تم إيفادها للخارج بالدول الشقيقة والصديقة على أساس أنهم يتبعون جيش الدولة, التحقوا بميليشياتهم بمجرد عودتهم, لقد تعروا من ورق التوت, قد لا يقبل الغرب بعودتهم إليه, فهؤلاء أكثر إجراما من دواعش العراق وسوريا الذين ألبوا العالم عليهم, العالم يراقب وعن كثب ما يرتكبه المجرمون بحق الأبرياء العزل في ليبيا.عدم صدور لائحة بمجرمي الحرب حتى الآن جعلتهم يمعنون في التطاول على حقوق الإنسان وارتكاب المزيد من الجرائم, ومهما يكن من أمر فاللائحة ستصدر, وان التأخير هو لإتاحة الفرصة لضم المزيد.

في هذا المقام لا زلت أتذكر حكاية المرأتان والطفل, كل منهما تدعي أنها أمه, احتدم الصراع بينهما, ذهبتا إلى القاضي, لم يستطع حل الخلاف واثبات أمومة الطفل حيث لم يكن حينها فحص الحمض النووي DNA, اخذ سيفا وأراد أن يشطر الطفل ويعطي شطرا لكل منهما, وقبل البدء قالت إحداهما أن الطفل يخص المرأة الأخرى, فحكم القاضي لها, لأنها لم ترضى أن يقتل ابنها, حكومة شرعية تحاول أن تخدم الشعب ولا تقوى على ذلك لأنها ضعيفة, وأخرى غير شرعية تعمل ما في وسعها لقتل وتهجير اكبر عدد من الناس, حيث بلغ عدد النازحين إلى تونس حوالي 2 مليون نسمة حسب ما جاء في خطاب السيد الرئيس المرزوقي بالأمم المتحدة, وتقول حكومة طرابلس أنها تمثل الشعب وتحرص على راحته, العالم يعرف أن حكومة طرابلس فاشية عميلة ” فيشي” ولا تمثل الشعب لكن العالم يقف متفرجا, وفي كل يوم يسقط أبرياء, فمن ينقذ الشعب من جبروت الطغاة؟.

ترى هل كتب على الشعب الليبي الشقاء؟ أزمة وقود سيارات في بلد منتج للنفط, أسعار مختلف المواد في ارتفاع رغم ازدياد الكميات المنتجة من النفط, وأزمة الكهرباء لم تحل بعد, بسبب قيام الميليشيات بتدمير محطات توليد الطاقة, يتحدث ديوان المحاسبة أن ليبيا تواجه عجزا يجاوز12 مليار خلال ألثمان أشهر الأولى من هذا العام نتيجة الفساد وهدر الأموال العامة, أما الأموال التي تم صرفها خلال العامين الماضيين فقد فاقت 130مليار, صرفت كمرتبات وأشياء أخرى لم يستفد منها المواطن الليبي وبعضها ذهبت إلى حسابات المسئولين السابقين والحاليين, فلا حسيب ولا رقيب, إن ليبيا اليوم مغتصبة من قبل العصابات المجرمة, حتما سيأتي اليوم الذي سيوضع فيه هؤلاء المجرمين في السجن, فالدماء التي تسفك بدون وجه حق, لن تضيع هدرا.