العمالة وجدت منذ بدء الخليقة ولعل أشهرها العبارة الذائعة الصيت "حتى أنت يا بروتس!",نعود إلى حكومة فيشي الفرنسية العميلة لألمانيا التي ظلت تحكم البلاد لأكثر من أربع سنوات,ومع مرور الزمن واندحار المستعمر,أبى العملاء إلا الإعلان عن ولائهم المطلق لأسيادهم فقاموا بتشكيل حكومات عميلة في كل إرجاء الوطن العربي الذي كان محتلا وللأسف بمساعدة من يحسبون أنهم وطنيون.

خسارتهم الانتخابات البرلمانية,أخرجتهم عن طورهم,غير مكترثين بما يقومون به من أعمال إجرامية,أعلنوا رفضهم لنتائج الانتخابات الأخيرة وقد كانوا في السابق يتشدقون بالديمقراطية وأنهم يؤمنون بما تأتي به الصناديق وبأنهم ضحوا من اجل الوطن والمواطن,انقلبت الأمور رأسا على عقب يتصرفون كالثيران الهوجاء في ساحات التباري وقد خصصت لها أماكن,لئلا يلحق الضرر بالآخرين.قتلوا وشردوا ودمروا ولا يزالون في غيهم يعمهون.

اعتقدوا أن السيطرة على الأرض بفعل السلاح ستؤمن لهم الطريق نحو السلطة لسنوات قادمة, يريدون الاستمرار بمعزوفة البقاء للأقوى وكأنما الذي حصدوه طوال الفترة الماضية من حكمهم المطلق للبلاد لم يشبع نهمهم الذي يبدو انه يزداد يوما بعد آخر,لم لا وهم قد حصروا السلاح في أنفسهم وما عداهم يعتبر خارجا عن القانون والدين.

ابقوا على المؤتمر الفاقد للشرعية,أعلنوا عن تشكيل حكومة فيشي الطرابلسية, ادوا اليمين,لا يهم أي يمين؟ يمين دستورية أم اجتماعية عرفية,أم يمين لغو,في كل مرة يحلفون بالله (من أراد أن يحلف فليحلف بالله أو ليصمت),اضطروا مرات عدة مخالفة الشرع بان جعلوا الله عرضة لأيمانهم,ربما جاءتهم الفتوى" للضرورة أحكام-الضرورات تبيح المحظورات" من مفتي الديار الذي يتجول في بلاد الإفرنج لأجل الراحة والاستجمام من العمل المضني الشاق على مدى الشهور الماضية,فغدا أمر,والذي لا يختلف عليه اثنان أن تلك الأيمان مجتمعة أيمان تكفيرية بحق الآخرين بتقرير المصير الذي ارتضوه لأنفسهم.

أرادوا أن يوهموا الآخرين من ان حكومتهم حكومة تحررية أشبه بتلك الحكومة الطرابلسية إبان الغزو الايطالي وهي أول جمهورية في تاريخ العرب المعاصر ولكن شتان بين أولئك الأبطال والشجعان وهؤلاء المجرمين.

بالأمس أصدروا قرار لمهاجمة مدينة بحجج ثبت أنها واهية فعاثوا فيها فسادا,اليوم يطبقون نفس القرار على مناطق أخرى بذات الحجج ويعتبرونها خارجة عن الشرعية,إقليم طرابلس الغرب يكاد يكون بمجمله تحت سيطرة الانقلابين,بعض المناطق يتم التعامل معها على أنها بؤر سرطانية يجب القضاء عليها في أسرع وقت وبكل السبل,لذلك استخدموا كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا, الجنوب الليبي في حالة ترقب لما تسفر عنه الأحداث الجارية في العاصمة وما حولها,الشرق خارج سيطرة حكومة فيشي الطرابلسية المدعومة من دولتي قطر وتركيا العظميتين, فمن تقفان إلى جانبه لن يُذلّ أبدا.

شككوا في قدرات الجيش الوطني وقدرته على المباغتة رغم إمكانياته المتواضعة,اتهموا دولا أخرى بالقيام بتلك الغارات الجوية,الادراة الأمريكية ألمحت إلى أن الضربات أتت من الخارج لكنها سرعان ما عدلت عن ذلك وبالتالي أبعدت الشبهات عن الخارج,لم تجد سلطات العاصمة بدّا من الإفصاح بان الضربات كانت من الداخل وبفعل طائرات ليبية, راودهم الشك في التسليح,قد يتوصلون إلى المصدر ولكن ما يفيد,ليس المهم السلاح, بل الأيدي التي تحتضنه.

لقد عزم الشعب ممثلا بمجلس النواب على استئصال ورم الانقلابيين أيا يكن الثمن وان لا مساومة ولا مهادنة مع من يتلاعب بمصير الشعب الليبي ويهدر مقدراته,أكثر من ثلث الشعب الليبي مشردون بالخارج ومثلهم تائه بالداخل, فعن أي شعب يتحدث السيد " بيتان" وزمرته الفاسدة ماليا واجتماعيا,التي حتما ستجد نفسها يوما خارج الوطن,فالوطن كالبحر الهادر,يلفظ المجرمين والمأجورين.

فماذا عسىاكم أيها النشامى فاعلون؟ خاصة وأنكم تتابعون عن كثب تسلم الجيش الليبي طائرات عمودية وأسلحة متنوعة جديدة؟وازدياد الاعتراف الدولي بمجلس النواب؟, طبرق العزيزة,التي أصبحت تشكل لكم كابوسا في كل وقت,يؤمها عشاق الحرية من كل مكان وأصبحت رمزا لكبرياء شرفاء الوطن,البحر من ورائكم والأسود من أمامكم, لن تجرؤوا على المجابهة, ستفتح لكم أبواب الأستانة,ربما من هناك ستقادون مصفدين بالسلاسل إلى لاهاي أو أي مكان آخر تشاءون, المهم أنكم ستوضعون في القفص "الذهبي" إلى حين.