يملأني كالكثيرين حزن عميق لما يحدث من صلف تجاوز حدود التوقع والخيال ... ولا اتوقف كثيراً عند تحديد الجاني لأنه كان من كان لن تغير هويته في واقع الحزن وخيبة الأمل شيئاً في كونه أحببت أم كرهت هو أو هم جزءاً مني ، ولا يمكنني بجرة قلم مسح انتمائي له حيثما امتدت عروق أصله و وقعت جغرافية سكنه و اتجهت بوصلة انتمائه اللحظي المصلحي ... و استحقاقه للعقاب لا يسعدني ، لكنه مستحق دون أدنى شك ... 

ما يحزنني أكثر ، هو أن هذا الحزن سيلد احزاناً أخرى كنتيجة لرد فعل ، فالفاعل المدمر و القاتل الذي يشعر بلحظة نصر مزيف ، سيشعر بذات حرقة الضحايا وفي عقر داره و في أهله وبينهم ... فــ ( لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار .... ) ولا يمكنني التعويل على سماحة سريرة الآخر رغم تحليق آمالي الواهية عليها ... فعلى الأغلب سيذوق أي جاني من ذات الكأس حتى لو نام على ثقة بقوته عرضها السموات والأرض و أفاق ذات صباح ليجد نفسه مصنف من ضمن الدول العظمى ... 

للفرحين والذين مع هذا الطرف أو ذاك ... أنصحكم بالحزن ...لأن الحزن المفاجئ عقب نشوة فرح كبرى تشعرون بها الآن أو لاحقاً ، ربما تكون قاتلة .... وبمواقف بعضكم ... فأنتم تقطعون الوطن إربا... واسأل الله لكم الهداية ...و للوطن السلامة ..

إعلامي وإذاعي ليبي