~~

 

مؤخرا لافت أنتباهى تصريحين لاحد أبرز قادة النظام الفارسى، و بتأكيد التصريحين حملو نفس معانى التهديد و الوعيد و حلم بناء الامبراطورية الفارسية، و لكن جاء الجديد فى تلك المرة و توقفت عند وقت تلك التصريحات و مخزاها .
و دعونى ابدء بتصريح مدير المخابرات الايرانية الاسبق و مستشار الرئيس الايرانى الحالى حسن روحانى الا و هو السيد على يونسي الذى صرح " بأن ايران اصبحت امبراطورية و بغداد عاصمة لها "، ففى اى زمن كانت بغداد عاصمة لدولة فارس !
الى ان جاء التصريح الثانى بعد تصريح على يونسي بـ 48 ساعة و جاء على لسان كبير المفاوضين الإيرانيين في المسائل المتعلقة بالأمن القومي كالبرنامج النووي الإيراني و رئيس مجلس الشورى الإيراني على لاريجاني الذى صرح و قال " سقوط سوريا يعنى سقوط الكويت و افهموها كما شئتم "، و جائت تلك التصريحات قبل أن يظهر قائد فيلق القدس بالحرس الثورى قاسم سليمانى بنفسه و هو يقود العمليات العسكرية على الارض العراقية فى الوقت التى لم تتوقف فيه السفن العسكرية من طهران الى صنعاء لدعم الحوثيين .

أن تحركات ايران فى الاقليم و توسعاتها على حساب العرب تدفع المنطقة بأكلمها لحرب طائفية و معركة صفين جديدة، و هو المخطط الذى اراده وزير الخارجية الامريكي و ثعلب السياسة بالبيت الابيض هنري كسينجير عندما قال يجب ان ندفع المنطقة الى حرب خليجية ثانية قبل الصدام العراقى الخليجى و هو الامر الذى حدث بعد ان اعطيت واشنطن الضوء الاخضر لصدام و طمائنت الخليج فى نفس الوقت، قبل ان تتضح الاستراتيجية المرسومة لمنطقة الخليج و هى تكرار تجربة الحرب الخليجية الاولى و الثانية و لكن فى أطار مذهب و طائفى لكى تكون حرب المئة عام بين السنة و الشيعة على غرار الحرب بين فرنسا و انجلترا، و الان يكرر ما تنباء به منذ سنوات بحرب ثالثة على غرار الحرب الخليجية الاولى و الثانية و هو الامر الذى صرح به أيضا فى أكثر من مناسبة بعامي 2009م و 2010م وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الذى صرح بباريس قبل ان يترك قصر لكي دورسية ( مبنى الخارجية الفرنسى ) بان الصراع القادم فى المنطقة هو الصراع بين السنة و الشيعة، نعم فى تلك الدائرة . و هنا ينتقل الصراع الاساسى بالمنطقة من الصراع العربي الصهيونى الى صراع سني شيعي .

فمع الساعات الاولى من عواصف الربيع العربى كانت ايران تراقب المشهد و تتحرك على الارض و لنا فى تورط حزب الله مع حركة حماس فى اقتحام السجون المصرية قبل ان يطل علينا خامئني بنفسه فى خطبة صلاة الجمعة بطهران يوم 28 يناير 2011م التى خطب فيها و لاول مرة باللغة العربية و طالب فيها جموع الثوار بالدول العربية أسقاط انظمتها عبرة، و لذلك علينا أن نعي أهمية حسم الجولة الاولى مع المعركة ضد الحوثيين و عدم الاستدراج الى اى جولة اخرى غير جولة اليمن، لان هناك مخطط من قوى دولية يعمل على تفريغ دول اخرى على غرار اليمن لكى تتحول لحلبلة صراع مذهبي . 

فادى عيد
الباحث و المحلل السياسى بقضايا الشرق الاوسط
[email protected]