المستعمرون وأذنابهم,لا يريدون الحرية للشعب الليبي,الانتخابات الأخيرة حيث استبعدت الأحزاب من المشاركة فيها بشكل علني,أظهرت مدى تطلع الشعب الليبي للحياة المدنية,فاستبعد رموز المغالين في الدين,الذين يفعلون ما لا يقولون"خرجوا من المولد بلا حمص",قاطع النواب الخوارج جلسات مجلس النواب بعد أن رفض طلبهم بشان منحهم الثلث المعطل,كيف لهم أن يتركوا السلطة وهم يعيشون حياة الملوك والسلاطين,يبذرون أموال الشعب يمنة ويسرة "رحماء بينهم" بعد أن جعلهم الشعب على خزائنه سنين عددا.

قتال على أشده بين الليبيين الذين يمثلون أجندات مختلفة,ربما أيقن البعض أن اللعبة الأممية في تمزيق الوطن العربي أصبحت أكثر وضوحا,فلو كان الغرب ومن يدور في فلكه"محليين وإقليميين" حريصين على أرواح الشعب الليبي وممتلكاته وبناء مستقبله لساهموا بفاعلية في ذلك من خلال إشرافهم على الانتخابات البرلمانية ومن ثم مساعدة السلطات في تجميع السلاح الذي بحوزة الميليشيات وبناء جيش وطني والبدء في عملية الاعمار التي طال انتظارها.

مؤتمر جنيف الخاص بليبيا "تبريد أعصاب الفرقاء" وإطالة أمد الأزمة وما جنيف السورية عنا ببعيد,المؤتمر يسعى إلى لمّ الليبيين على طاولة واحدة,بمن فيهم أولئك الذين لا تمثيل شعبي لهم, والذين يسيطرون على الوضع بقوة السلاح,ولا يزالون يقتلون الشعب,وأولئك النواب المخلفون عن الركب,ربما محاولة من الأمم المتحدة لإعطائهم شأنا في الحياة السياسية مقابل تخليهم عن السلاح,ما يعد اعترافا من المجتمع الدولي بهم,ضاربين عرض الحائط بنتائج الانتخابات,وكأني بالمجتمع الدولي يقول لليبيين,الديمقراطية مجرد شعار وان البقاء للأقوى,فالأقوياء"المسلحون" هم من يصنعون الحدث,الأقوياء هم الذين يحكمون وفقط ويمكن الاعتماد عليهم عند الحاجة,بدءا من تنفيذ أجندات الغرب الاستعماري مرورا بشق الصف الوطني وإحداث الفتن وانتهاء بالتقسيم المنشود,كيف يمكن لأناس أسقطهم الشعب أن يشاركوا في الحكومة المرتقبة فلا قيمة للذين اصطفوا في طوابير انتخابات مجلس النواب,الغرب الذي دمر ليبيا ولا يزال وسمح بدخول آلاف الإرهابيين من كل أصقاع الأرض,يقول لنا وبأعلى صوت:طز فيكم أيها الليبيون ونحن نقرر من يحكمكم.

كنا نتمنى أن لا يتم إشراك المجرمين في الحوار,بل السجن مكانهم الطبيعي,فبعضهم ارتكب جرائم بشعة في حق الليبيين وتصنف على أنها ضد الإنسانية,ولكن يبدو أننا لسنا من صنف البشر,إنها أضحوكة الشرق الأوسط الجديد الديمقراطي الحر.   

جنيف الليبية محاولة لتدويل الأزمة الليبية,والإبقاء على الوضع الراهن,الغرب والذين معه يمولون أطراف النزاع بهدف عدم الاستقرار وإحداث المزيد من أعمال القتل والتشريد والتدمير الممنهج لمقدرات الشعب الليبي,سرّب هؤلاء من خلال صحفهم لما ستكون عليه ليبيا الجديدة,مجموعة دويلات(5) يتم فيما بعد تعيين حكام لها,مندوبون ساميون من الأمم المتحدة (الدول الخمس الكبرى)لإحداث تغيرات جذرية في الدويلات الجديدة وإنشاء دستور وبرلمان وعلم ونشيد لكل منها, من اجل ضمها فيما بعد إلى الأمم المتحدة.

يبقى الأمل معقود على ضباط وصف الضباط والجنود المغاوير الذين باعوا أنفسهم لأجل الوطن, إنهم الكفيلون بتحريرها من ربقة الخونة وعباد الكراسي ومصاصي دماء الشعب الليبي وإهدار ثرواته,إن زيارة مبعوث الأمم المتحدة إلى المرج تشير إلى مدى دور الجيش الوطني في محاربة الإرهاب ومحاولة وضع حد للانفلات الأمني الذي يعيشه البلد منذ أكثر من 4 سنوات,وانه الرقم الأصعب في الصراع الدائر في ليبيا,الحل في ليبيا عسكري بامتياز ومن يقول غير ذلك فهو يجافي الحقيقة,ويحاول إطالة عمره السياسي.  

كاتب ليبي