بالنظر لما يسوق له الاعلام العربي بمختلف وسائله من حقائق هى ساقطة في الخطأ والمغالطة عن الجماعات الدينية التى تسرح وتمرح في ليبيا مما خلق تشويشا في الفهم لدى المتلقي سواء ليبيا او عربيا اوغيره فكان لابد لي من إيضاح حقائق عن هذه الجماعات من خلال الواقع المعاش من البيئة الليبية التى تطوف فيها هذه الجماعات وهى بيئة تلقي حقائقها الحيادية عن هذه الجماعات دون مجاملة ودون تدليس أو دسيس . 

أ- تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ؛-

كان فرعا من فروع القاعدة ثم انقطع عنها وتبرأ منه أفراد القاعدة لإتسام أعماله بالوحشية المفرطة وهو تنظيم يرى نفسه ويعمى عن غيره ويرى كل مسلم مرتد مالم يعلن توبته ويكون خاضعا تحت حكم التنظيم ويبيح قتل المسلم الذي لم يعلن توبته وقتل اصحاب الديانات الاخرى ولايؤمن الا بالدولة الاسلامية المنبثقة عنه ويكفر كل كيان سياسي اوديني يناظره. 

يتخذ هذا التنظيم مقرات عامة ملك للشعب الليبي في مدن درنة وسرت وبعض مدن الجنوب الليبي .

 اعتمد في تمويله علي حكومات فبراير المتعاقبة التشريعية والتنفيذية بما عرف بشرعنة*الكتائب المسلحة التى شاركت في حدث فبراير وعلى الغنائم التى استحلها لنفسه من اموال الشعب الليبي سواء بسرقتها او الاستيلاء عليها، هذا التنظيم لازال ضعيفا ولكنه يسعى لخلق تحالفات مع تنظيمات وجماعات اخرى مما سيجعل منه قوة مرعبة والاوضاع العامة في ليبيا الآن تتيح له عقد تحالفات مع تنظيمات محلية  او تنظيمات بدول الجوار . 

يؤمن هذا التنظيم بتأثير الاعلام وهو ماحقق له تأثير سريع على مستوى العالم من استقطاب الأفراد لتنظيمه ونشر الرهبة والخوف منه وذلك باستخدام الوسائل الاعلامية كافة من مشاهد مصورة متحركة وثابتة وتركيزه على مخرجات اعلامية متقنة لها تأثيرها ويملك هذا التنظيم أسلحة خفيفة ومتوسطة في ليبيا وهى بنادق ورشاشات محمولة على عربات .

أنكرت  بعض الأطراف وجوده والذي ينكر وجود هذا التنظيم هو كالشخص الذي ذهب الخمر بعقله لايصدق ان السيف على رقبته حتى يقطع حده رقبته والذي لايصدق وجود هذا التنظيم في ليبيا ليسأل اهالي سرت حيث مقر من مقرات التنظيم في هذه المدينة وليستمع لإذاعة سرت التي سيطر عليها هذا التنظيم وليقل لنا من قتل الطبيب المصري وزوجته وابنته ؟ ومن قتل شباب كتيبة الجالط في محطة كهرباء سرت البخارية ؟ ومن قتل بعض شباب فجر ليبيا من مدينة مصراتة في سرت ؟ ومن سرق اموال الشعب الليبي في مدينة سرت ؟ ومن قتل المدنيين الأبرياء في مدينة القبة وأصدر بعد ذلك بيانا يعلن فيه اعترافه بقتل المدنيين ؟ اليست هذه الأسئلة دلالات مؤكدة على وجود هذا التنظيم ؟ .فلا تعرف هذه الاعمال البشعة الا بهذا التنظيم لسابق أعماله البشعة ، والذي أنكر حقيقة المشاهد المصورة لإعدام الاقباط المصريين واعتبرها تمثيلية ، عليه ان ينفق جهدا عقليا ولو بسيطا بالبحث في أساليب هذا التنظيم وسيجد ان هذا التنظيم يؤمن باهمية الاعلام والمؤثرات البصرية والسمعية للتأثير في الناس لهذا يستخدم مؤثرات اعلامية عند إعدام ضحاياه لتعميق التأثير به وتضخيما لقوته ولايستخدمها تمثيلا ،فالمشاهد المصورة حقيقية والاثارة الاعلامية المستخدمة في إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة هى ذات الإثارة المستخدمة في إعدام الاقباط المصريين والذي ينكر حقيقة مشاهد مقتل الاقباط المصريين عليه ان ينكر مقتل الطيار الأردني وقد ثبت رسميا إعدامه .  

ب - تنظيم انصار الشريعة :-  

لفيف من جماعات متعددة كانت جهادية وغير جهادية بعض أفراد هذا التنظيم قد يتطرف والبعض الاخر لا يتطرف اي منهم المعتدل ، هدفه تحكيم الشريعة الاسلامية بهيئتها الكاملة دون إسقاط اوتطويع ، والغالب في هذا التنظيم هو معارضة اغلب افراده لقتل المسلمين وغير المسلمين  الا انه يجيز القتال لمن أعاق تحكيم الشريعة ويجوز تحكيم الشريعة بالدعوة او القتال ،في هذا التنظيم لاوجود لقيادة دينية روحية لهذاقد تجد حينا في هذا التنظيم شراسة وفي حين  اخر قد تجد فيه وداعة بسبب تضارب أفكار افراده بين تحكيم الشريعة بالدعوة او تحكيمها بالقتال ، نشأ هذا التنظيم ليقدم رؤية اسلامية بديلة لانظمة الحكم التى انهارت في مايسمى الربيع العربي وهو من افرازات هذا الربيع وأحدث التنظيمات الاسلامية نشأة . 

 لهذا التنظيم مقرات عامة في مدينة بنغازي ودرنة وسرت ومصراتة وطرابلس والزاوية وصبراتة وسبها واعتمد في تمويله على حكومات فبراير المتعاقبة التشريعية والتنفيذية بما عرف بشرعنة الكتائب المسلحة التى شاركت في حدث فبراير وهو من أقوى التنظيمات على الساحة الليبية بسبب الدعم المباشر الذي كان يتلقاه من سلطات فبراير بما عرف بشرعنة الكتائب ويملك هذا التنظيم السلاح الخفيف والمتوسط وبعض السلاح الثقيل وقد تعرض مؤخرا لاستنزاف في قوته بسبب الحرب الذي خاضها مع جيش الكرامة الذي يقوده خليفة حفتر  في مدينة بنغازي ولكنه يحتفظ ببعض القوة في المنطقة  الغربية من ليبيا . 

ج - تنظيم السلفية الدعوية :- 

اعتبره تنظيما وليس تيارا دينيا لان له قيادة دينية وهم شيوخ وائمة المذهب الوهابي في المملكة العربية السعودية ، يضم هذا التنظيم  جماعات دينية تدعي لوحدها تطبيق المنهج السلفي ويقابل ذلك اتهام المجتمع والجماعات الاخرى بخروجها عن المنهج السلفي وكأن المجتمعات الاسلامية أخذت دينها الاسلامي من مصدر اجنبي غير المصدر السلفي السني وهو يشابه المنهج التكفيري بطعنه في دين المجتمعات الاسلامية بخروجها عن المنهج السلفي السني و تتخذ هذه الجماعات الجانب الدعوي وتتخذ معه الجانب الجهادي في تحقيق معتقدها وهما جانبان يتأرجحان بحسب مصالح التنظيم او مصالح قيادات التنظيم في المملكة العربية السعودية ويكمن خطرها في انها جماعات متبدلة السلوك من الجانب الدعوي الى الجانب الجهادي وقد حدث هذا الامر في مدينة بنغازي حيث كانت هذه الجماعات جماعات دعوية ثم انقلبت فجأة الى جماعات جهادية وهى تحارب الآن مع مايسمى جيش الكرامة الذي يقوده حفتر ، يتواجد هذا التنظيم في اغلب مدن ليبيا ويمثلون ( 10%) من كل مدينة ليبية ، 

 اعتمد هذا التنظيم في تمويله على حكومات فبراير المتعاقبة التشريعية والتنفيذية بما عرف بشرعنة الكتائب المسلحة التى شاركت في حدث فبراير ومؤسسات دينية بالمملكة العربية السعودية .

لهذا التنظيم قوة متأرجحة بين الضعيفة والمتوسطة وذلك بسبب تأرجح أفكار بعض افراده بين أهمية امتلاك القوة وعدم امتلاكها. 

من ادوات قوة هذا التنظيم استخدامه للجانب الاعلامي عبر المساجد والإذاعات والمطبوعات في الدعوة لتنظيمه وقوته المسلحة هى بين السلاح الخفيف والمتوسط .  

د - تنظيم الاخوان المسلمين :- 

تنظيم الاخوان المسلمين رغم انه يحمل اسم إسلامي الا انني لم ارى له عملا او نهجا دينيا معينا الا السعي نحو السلطة بمختلف الوسائل والاساليب وفي سبيل الوصول للسلطة لاحرج لديه من استخدام الوسائل التي تتعارض مع الدين الاسلامي ، لهذا التنظيم وجود في اغلب المدن الاساسية من ليبيا ويتركز  وجوده حاليا من منطقة مصراتة شرقا والي منطقة الزاوية غربا مستحوذا على المدن التى بين هذين المدينتين ولاتوجد لديه قوة من العسكر فاعلة الا بعض الوحدات المحدودة ويبني قوته على عقد تحالفات مع بعض القوى الاخرى ، من ادوات قوته هو التحالف مع الأقوياء و الاعلام بكافة وسائله مرئي ومسموع ومطبوع ، و يتلقى دعما من قطر وتركيا، اضافة لريع اسثتمارات التنظيم في بعض بلدان العالم .         

ه - التنظيمات الاخرى :-

القاعدة ، السلفية الجهادية ، الجماعة الليبية المقاتلة وغيرهم ،أغلبهم انضم الى تنظيم انصار الشريعة وبعضهم لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) ومنهم من تقاعد وركن الى السلام .

و- الدعم لازال مستمرا  :-

لازال دعم مثل هذه الجماعات الى هذه اللحظة من سلطة الغرب الليبي ، حكومة الحاسي والمؤتمر الوطني البائس لكتائب انصار الشريعة  ومن سلطة الشرق الليبي ،حكومة الثني ومجلس النواب المتخبط لكتائب السلفية الدعوية التى تقاتل مع جيش الكرامة ، ولاتوجد ضمانات ان تلقي هذه الكتائب سلاحها اذا ما انتصر طرفا من الأطراف واذا مااتفقت السلطتان على سلطة واحدة ،   

_____________________________________________________________

*شرعنة الكتائب : هو تحويلها الى كتائب رسمية تحت سلطة الحكومات وهو امر لم يحدث الا بتحويل الأموال والميزانيات المالية اليها .

 

كاتب ليبي 

 

[email protected]