في بلد عربي عصفت به رياح الربيع المزعوم ، حيثما وليت سمعك يصادفك التكبير صاخبا ، وكأنك أمام مشهد إكتشاف الله من جديد ، كان أمير حرب يقود معركة لإفتكاك أحد المرافق الحيوية في المدينة  وهو يهتف : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لقد أصبناهم في مقتل ، رد عليه مرافقه : الله أكبر ،الله أكبر ، الله أكبر ، لقد ظهر الحق وزهق الباطل ، سننتصر عليهم ،ونهزمهم هزيمة منكرة ، وجاء المراسل الصحفي راكضا  نحو الجماعة وبيده المايكروفون وهو يصرخ : الله أكبر ،الله أكبر، الله أكبر ، بماذا تعدون أخوتكم الثوار ؟ أجابه شاب كان بصدد تذخير سلاحه الرشاش  ورأسه يدور بفعل حبة هلوسة من نوع « وادي الذئاب » : اللله  أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، نعد أخوتنا الثوار بالإنتصار على أعداء الثورة من ثوار الطرف المقابل ، ثم خرج من تحت شاحنة مركونة على الرصيف مقاتل يدخن سيجارة مفخخة بالحشيش ، ليخطف المايكروفون من زميله ،ويقول : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، هل أنتم من قناة الجزيرة ؟ فرد عليه المذيع : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لسنا من قناة «الجزيرة » ولكننا نتعاون معها ، فقال المقاتل : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، نحن جنود الإسلام ، سنحارب حتى آخر قطرة دم لنسيطر على كل شيء في هذه البلاد ، معنا الله وقطر وصواريخ الغراد 

كانت المذيعة تهتف بدورها من الإستوديو وهي تقدم  البرنامج المباشر: الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، تقول الأخبار العاجلة أن شباب ثوارنا يتقدم لضرب شباب ثوارهم الذي كان سابقا في جبهة واحدة مع شباب ثوارنا ثم إنقلب عليه ، والآن معنا إتصال : الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، من معنا ؟ يأتي الصوت : الله الأكبر الله أكبر الله أكبر ، أنا من الثوار الذين يهاجمون الثوار الذين تدافعين عنهم ، سنسحقهم جميع ،وسنلاحقك يا بومة الفتنة ولو كنت في بلاد الواق الواق ، ترد المذيعة : الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، هذه لغة المهزومين ، ولن يكون لكم مكان في بلادنا مستقبلا ، يرن الهاتف ، ويأتي صوت متصل آخر : الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، أنا ثائر من الثوار الذين يصدون هجوم الثوار المعتدين ، أقول لهم لن تمروا ،يتصل مشاهد آخر ، تسأله المذيعة : الله اكبر الله اكبر الله اكبر من معنا ؟ يجيب بكل حماس :  الله أكبر الله أكبر ،الله اكبر ، معك ثائر سابق ، يدعم بكل قوته حرب الثوار على الثوار ، وليذهب الجميع الى الجحيم ،تعلّق المذيعة : الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، هذه لغة الأزلام ، أنهم يشمتون فينا علنا ، ولكن سينتصر الثوار على الثوار ثم يجتمع الفريقان  من جديد لضرب الأزلام 

في قاعة حزب ثوري ،دخلت السكرتيرة على رئيس الحزب وهي تهتف : الله أكبر ،الله أكبر ، الله أكبر ، أعددت لك رسالة التهنئة لأردوغان ، ورسالة الشكر لتميم ،ورسالة الحب لصديقتك الثائرة ، يرد رئيس الحزب : الله أكبر ،الله زكبر ، الله أكبر ، هل برمجت لي اللقاء في قناة « النبأ» ؟ ترد السكرتيرة : الله أكبر ، الله أكبر، الله أكبر ، بل لك حوار مع قناتي « الرسمية » و« الوطنية » مجتمعين ، وقناة « الأن» وعلى « الجزيرة مباشر » ، دخل أمين مال الحزب : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، لقد نجحت الصفقة ، يجيب رئيس الحزب : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، ما وراءك يا أبا حذيفة ؟ 

تتدخل السكرتيرة : الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، يقصد وصلت شحنة السلاح لتسليح ثوارنا من أجل قهر ثوارهم ، وعاد عدد من مقاتلينا من سوريا ليقاتلوا في بلادهم فهي الأجدر برصاصهم ونارهم ودمارهم 

على الناحية الأخرى ، كان المسلحون يمشطون حيا سكنيا ، يدخلون البيوت ويغنمون كل مافيها ، حتى القديّد المنشور على الحبل لم يسلم ،وكان قائد المجموعة يهتف : الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، إجمعوا الغنائم ياشباب وضعوها في سيارتنا وسنتقاسمها عند العودة الى المعسكر ، رد عليه مقاتل  بتشنج : الله اكبر الله اكبر الله اكبر ،في المرات السابقة كنت غير عادل في توزيع الغنائم ، أخذت المال والذهب وأعطيتني جهاز تليفزيون وسريري أطفال وطنجرتين وملاعق وسكاكين ، فجاوبه مقاتل آخر : الله اكبر الله اكبر الله اكبر ،لا تنس أنك غنمت سيارة فخمة بعد أن قتلت صاحبها دون ذنب ، فرد عليه الأول : الله اكبر الله اكبر الله اكبر ، وأنت هل نسيت أم أذكرك كيف إختطفت طفلا وساومت أهله الى أن دفعوا لك فدية لم تكن تحلم بها ، أجابه : الله اكبر الله اكبر الله اكبر ولله الحمد ، لقد دفع الفدية فعلا بعد أن باع بيته وسيارته وحلي زوجته  ،ووالله لقد وددت قتله وقتل ابنه لأنه ليس من الثوار ،وإنما هو من عامة الشعب ، وعامة الشعب تستحق كل ما يحدث لها ، فقد كانت خاضعة للطاغية قبلنا ،وعليها اليوم أن تخضع لنا بعد أن نصرنا الله على الطاغية والشعب معا  ، ثم سكت الجميع ، الى أن قطع أحدهم الصمت صارخا : تكبير