الاف من الشباب ورجال الجيش الوطنى ,يفدونكم بارواحهم ,ويدفعون ثمنا باهضا ,بالدم واطراف اجسادهم ,لتحرير الارض والعرض وتحقيق الحرية والكرامة ,والنساء والاطفال الابرياء يقتلون بالحدائق العامة بالقنابل العشوائية,....وانتم تنتظرون ,نعم تنتظرون فى ملل ان ياتونكم بالنصر واعلان التحرير,وتتحدثون عن طول زمن الحرب وتحللون سير المعارك,وانتم بين اسركم اومع اصدقائكم اوفى مناسباتكم العائلية اوالاجتماعية .دون ان تنتبهوا,ان المعركة معركتكم ايضا, والمفروض انكم جزء منها,بل انكم سببا من اسباب تاخر حسمها,بسلبيتكم وعدم التحاقكم بمجال من مجالات دعمها حسب قدراتكم وامكانياتكم,بل المؤلم ان منكم ايضا من يوفر الحاضنة لاعداء الوطن,لانه يحمل شيئا من"داعش"فى عقله او لقرابة اونسب او لخوف من عقاب..., ومنكم من يتستر عليهم ,كجاراو صديق قديم او اكل "عيش وملح" معهم,هذه بعض النماذج من المواقف المحزنة التى لاتتناسب مع قيمة الوطن وحبنا له ومسؤليتنا على حمايته.

 

اخوتى اخواتى سكان بنغازى,والقبائل الاصيلة المناصرة لبنغازى فى حربها على الارهاب,هبوا هبة رجل واحد لوقف نزيف مدينتكم الغالية,وتذكروا احتضانها وحنانها وعطائها لكم ,وافتخاركم بتاريخها وسعة صدرها وشجاعتها وكرمها,وقدموا لها ماتستحقه من وفاء ,بانقاذها واعادة بنائها.

 

فالحرب على الارهاب فى بنغازى ,خطيرة وغير عادية (نكون اولانكون) ,والارهاب ببنغازى مدعوم (كما تعلمون)من داخل ليبيا وخارجها,بالسلاح والمال والمقاتلين,وقد زاد هذا الدعم مؤخرا مع التحولات الاخيرة بليبيا, لان انتصار بنغازى سيهدم مخططات الارهاب ويكسرعامل "الرعب" على المدن الليبية الاخرى.

 

وحرب بنغازى "حرب شوارع داخلية"من الصعب على الجيوش التقليدية تحقيق نصرا عاجلا وكاملا, بدون دعم شعبى جاد وواسع.فالصفة الغالبة على هذا النوع من الحروب هو"الشعبية",فعلى الشعب القيام بواجباته نحو المعركة ,واداء متطلباتها.

 

وبعد

الانتصارفى الحرب على الارهاب بليبيا مؤكد وباسرع وقت ,اذا ما توحد الجيش والشعب,وتوفرت الارادة الصلبة ,وسخرت كل الامكانيات للتسلح, ولايمكن مقارنة الحرب على "داعش" بليبيا ,بالحرب فى سوريا والعراق .فالحرب هناك يغلب عليها الطابع المذهبى.بين السنة والشيعة,فقد عانى السنة العراقيين معاناة مرة من التهميش والعزل والاقصاء.تحت الحكم الشيعى بقيادة المالكى الى درجة ان كثير من السنة بالعراق,يفضلون حكم "داعش" السنية.وكذلك الحال بسوريا,20% من مواطنى سوريا"العلويين الشيعة"يحكمون كل الشعب السورى واغلبيتهم السنة.ومن هنا توفرت الحاضنة الشعبية الواسعة "لداعش", وانعدمت المقاومة الفعلية الجادة لها.

لاشك اننى اتألم ايضا ,للاوضاع الراهنة بالدول الشقيقة بالمشرق العربى,خاصة بسوريا والعراق واليمن, ولكنى هنا اصف الواقع ,بان ليبيا تختلف ,وان انقاذها اسهل وايسر,اذا احسن شعبها وقادتها التصرف بالمعطيات,بحكمة وحزم.

كاتب ليبي 

[email protected]   

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب ولا تعبر عن سياسة البوابة