كلما أستمعت لتصريحات المبعوث الانجلو امريكي برناردينيو ليون سواء بالصحف العربية أو الاوربية، أو تأملت مواقف و تحركات ذلك الرجل على الارض و بين أروقة الاجتماعات و المؤتمرات أتاكد يوما بعد يوم أنه مبعوث التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمون، نعم الرجل بذل كل الحيل و نفذ كل الألاعيب الدنيئة و ما بها من مخططات مسمومة لاعادة جماعة الاخوان المسملون مرة أخرى الى سدة المشهد الليبي بشتى الطرق على مدار شهور عديدة، و برغم أن كل مرة كان الشعب الليبي يستشعر مواقف ليون التأمرية و يرد بتأكيد رفضه لجماعة الاخوان الا أن ليون كان لا يستمع الا لمن يحركه فى الخارج، و كلما بدئت أجتماعات الليبيين سواء بمصر او الجزائر او المغرب بالتقدم و لو خطوة واحدة للامام كان ليون يردها للخلف عشرة خطوات . و برغم تنازلت الليبيون فى أكثر من موقف لصالح الاخوان أملا فى تعدى الخلاف الا أن الاخوان كانو ينقلبو على الجميع بعدها، و اخيرا و ليس أخرا ما يسمي بمجلس الدولة الذى تم اختراعه خصيصا بناءا على رغبة ليون و سموم المسودة الرابعة لكي يكون لجماعة الاخوان مكان على الساحة،و لكي يكرر ليون  مجددا زياراته المكوكية و اجتماعاتها و مؤتمراته فلماذا أذا يتم امتطاء حوار الصخيرات الى برلين أذا، و لصالح من تضييع الوقت الذى تزهق فيه أروح الابرياء، لصالح من يتعمد ليون ارجاع ليبيا مجددا كلما تقدمت خطوة للامام الى مربع الاخوان أي المربع صفر، أذا ماذا يريد أن يكتب ليون فى المربع رقم واحد الذى رفض أن يكتب فيه أرادة و رغبة الشعب الليبي، فهل يريد أن يتركه خاويا لكي تملائه مقاتلات الناتو و الولايات المتحدة قريبا ؟

و لمن ما زال يتعجب من مواقف برناردينيو ليون عليه أن يتذكر عندما كان ليون مندوب الاتحاد الاوربى لدى منطقة جنوب المتوسط بعام 2012م و محاولاته الكثيفة فى أثناء الاطراف  الاوربية التى تحفظت فى التعامل مع جماعة الاخوان المسلمون بمصر أثناء حكم المعزول محمد مرسي بالتعامل معه .

 

أتمنى فى ذلك الوقت و وسط تلك الاجواء التأمرية على ليبيا و التى باتت واضحة للضرير قبل البصير ان يدرك جميع شيوخ القبائل الليبية أن هناك من يدبر لكي تعود طائرات الناتو للتدخل فى ليبيا مجددا ليس لقصف الدواعش و المليشيات الارهابية و لكن لتدمير ما تبقى من البنية التحتية الليبية و لشل الجيش الليبي . أتمنى أن يدرك شيوخ القبائل أن تفضيل المصلحة الشخصية عن مصلحة الوطن لن يجني بأى ثمار بل سيجنى الخراب عليه و على الجميع فلن ينجو أحد من تكرار أخطاء الامس، و يجب أن يدرك شيوخ القبائل أن واشنطن باتت تحلل لنفسها الهلال النفطى و تتهياء لتدخل عسكرى ليس لحماية الشعب الليبي و لكن للفوز بغنيمة نفط جديدة بالشرق الاوسط .

 

بعام 2003م أي العام الفعلي لبدء تنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد و أثناء غزو الولايات المتحدة للعراق قام الرئيس الامريكي جورج بوش بتعيين الدبلوماسي بول بريمير كحاكم مدني للعراق لكي يملي بريمير كل ما يريده المعسكر الغربى على بغداد و قد كان، و بعد مرور سنوات على تجربة الديمقراطية الامريكية بالعراق و ما حصدته بلاد الرافدين من أنهار الدماء يقول بول بريمير في كتابه عام قضيته في العراق  " عندما توجهت للعراق كانت برفقتي الحقوقية التونسية سهام بن سدرين مع سفير دولتي في بروكسل لمتابعة الوضع في العراق و امكانية تنفيذ نفس التجربة في بلدان عربية اخرى، فكانت السيدة سهام بن سدرين تمازحه بالفرنسية قائلة سيد بريمر اعتقد انكم ارتكبتم خطا فادحا فبدل تحرير تونس قمتم بتحرير العراق "

و اليوم هناك من يقول لبرناردينيو ليون بعد تنصيبه كحاكم لامارة ليبيا لقد ارتكبتم خطا فادحا فبدل تحرير الجزائر قمتم بتحرير ليبيا .

حقيقة الامر ان أخوان ليون بطرابلس و لندن و واشنطن بعد تمزيقهم لليبيا بات الملف الجزائرى امامهم مفتوحا على طاولتهم، و أن الحدود الجزائرية باتت فى مرمى نيران مخططاتهم .

 

الباحث و المحلل السياسى بقضايا الشرق الاوسط

[email protected]