فى اول اجتماع بين الرئيس التركى اردوغان و مدير مخابراته هاكان فيدان بعد عودته لمنصبه مرة اخرى، و هو الاجتماع الذى دار يوم 13 مارس من عامنا الحالى اكد هاكان لرجب طيب اردوغان ان هناك عناصر سورية تسللت من المعابر الحدودية لاحداث قلاقل و اضطرابات داخل البلاد خاصة فى الفترة التى تسبق الانتخبات المزمع حدوثها يوم 7 يونيو المقبل، و هو ما اجبر رجال البيت العثمانى على اغلاق معبر اونغو بينار الذى يعنى باب السلامة، و مع بداية يوم 31 مارس اخر ايام الشهر المنصرم كان الظلام يسيرط على ما يقرب من اربعون مدينة و ولاية تركية بعد انقطاع مفاجئى فى جميع مولدات التيار الكهربائى للبلاد فى وقت واحد و هو الامر الذى اسفر عن شلل تام فى حركة المطارات و مترو الانفاق و القطارات و البورصة و جميع مؤسسات الدولة الحيوية حتى اصيبت كافة ارجاء الدولة بشلل تام، قبل ان تاتى الصدمة الاولى مع واقعة احجاز المدعى العام محمد سليم كيراز على ايدى عناصر من حزب جبهة التحرير الشعبية الثورية التركية التى تتبنى فكر يساري مسلح و التى تتصدر شعاراتها الانتقام من الامبريالية و التى نفذت عمليات عديدة ضد جنود من الشرطة و الجيش بسبب رفضها لتواجد حلف شمال الاطلسى على بلادها و استغلال الاراضى التركية لاحداث الفوضى و الخراب بدول الشرق الاوسط، و مع سير التحقيقات فى واقعة احتجاز المعدى العام أشارت التحقيقاتب أرتباط عناصر سورية فى دعم و تدريب عناصر من حزب جبهة التحرير الشعبية .
 
و بعد أن اشارت التحقيقات الاولى فى قضية احتجاز المدعى العام محمد سليم كيراز الى تورط عناصر سورية فى دعم افراد من حزب جبهة التحرير الشعبية تذكر اردوغان كلام هاكان فيدان يوم اجتماعهم 13 مارس عندما افاد بتسلل عناصر سورية داخل البلاد لاحداث أضطرابات و قلاقل قبل الانتخابات القادمة، فأثناء ظلام يوم 31 مارس كان اردوغان وحده الذى يرى ما يحدث بعد ان تجلى امامه انه لم يعد هناك دولة موازية واحدة فقط الا و هى دولة فتح الله كولن بل راى دولة كمالية و دولة ديف سول و دولة ارغينكون و دولة كردية، و ذلك بعد أن تلقى  اخبار اتصالات و تحركات دولت باهتشلى و مصفى ديستجي و هاشم كيليج، و غيرها من المفاجئات الغير سارة التى شعر انها ستنفجر فى وجه قريبا .
و الان لم يعد معبر اونغو بينار او باب السلامة ( ترجمته ) باب احلام امبراطورية اردوغان على حساب سوريا، بل و لم يعد اى باب من ابواب معابر و قصور و بلديات و مكاتب العثمانيون الجدد باب سلامة و بات اردوغان يتحدى الجميع و اولهم رجاله السابقون فهو على يقين تام بان الرئيس الاسبق عبد الله جول يتأمر عليه، و لكن هذا ليس وقت معركة مع السابقون فالحاليون معاركهم أكثر و فى كل يوم سنرى الجديد، و لكن من المؤكد أن اونغو بينار او باب السلامة الذى فتح ناره على صانعيه بعد أن اذاق سوريا الكثير و الكثير لن يبخل علينا بالمزيد على ارض العثمانيون .

للعلم صحف حزب العدالة و التنمية هى من نشرت و الامحت للتحقيقات فى الوقت الذى يتم فيها التحقيق مع 4 صحف ( بوجون و حريت و بوستا و جمهوريت ) لنشرهم اخبار بخصوص قضية احتجاز المدعى العام الممنوع تناولها فى وسائل الاعلام كما امر رئيس الوزراء اوغلو .
اردوغان يغلق ملف الداخل قليلا و يتأهب للسفر لطهران الذى كان اول من علم بنتيجة اجتماع لوزان و لذلك اعلنت الرئاسة التركية عن موعد الزيارة مبكرا جدا و هى تتجه لفتح افاق استثمارية و اقتصادية مع الجارة التى رفع عنها كل قيود الحصار و العقوبات .

كما ان حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى الذى خدع كثيرا بسبب وعود اردوغان و حزبه الكاذبة بات على خط الصراع بشكل مباشر بعد أن طلب حزب جبهة التحرير الثورى من حزب الاتحاد الديمقراطى شراء قطعة ارض واقعة على الحدود السورية التركية .
حقيقة الامر لم يعد هناك باب السلام للعثمانيون الجدد فكل ما زرعو فى سوريا و ليبيا و العراق و مصر سيحصدو من الان و صاعدا .

فادى عيد
الباحث و المحلل السياسى بقضايا الشرق الاوسط
[email protected]