علها المرة الأولى التي يشعر فيها الانقلابيون بالذعر جراء قيام السلاح الجوي بقصف القاعدة التي تربض على مشارف المدينة,وقعت القاعدة تحت سيطرة تنظيم القاعدة منذ سقوط النظام حطت بها الطائرات القطرية المحملة بمختلف أنواع الأسلحة لتأجيج الصراع الجهوي وتحوي سجنا للمعتقلين الذين ينادون بإخراج الميليشيات من العاصمة وبسط الأمن والاستقرار ونبذ العنف وإقامة دولة مدنية.

أقام أنصار الشر إمارتهم في بنغازي وأعلنوها دولة إسلامية,بدءوا في مخطط قتل كل من يخالفهم الرأي, فكان العسكر والإعلاميون صيدهم الثمين,يقتلون بدم بارد والحكومات الفاسدة المتعاقبة في طرابلس,لم تحرك ساكنة وكأنما الأمر لا يعنيها,بل نجدها متواطئة مع أولئك المجرمين لأجل استمرار الفساد والفوضى.تنادى ضباط الجيش في الشرق الليبي معلنين البدء في تحرير بنغازي من العصابات الإجرامية,فكان الإعلان عن معركة الكرامة,ورغم عدم تكافؤ الموازين إلا أن الجيش استطاع أن يحقق تقدما ملموسا فهو يسيطر اليوم على معظم أحياء المدينة مكبدا أنصار الشر خسائر فادحة في العتاد والعدد وقد ثبت وجود عناصر تكفيرية غير ليبية ضمن صفوف المقاتلين. 

لقد استطاع المحسوبون على تيار الإسلام السياسي"اخوان,مقاتلة" أن يسيطروا على العاصمة,بعد أن قاموا بقتل وتشريد المواطنين العزل وتدمير العديد من المباني الحكومية والخاصة على مدى شهر من استعمالهم لمختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا,لم يراعوا حرمة شهر الصوم,رغم أن عرب الجاهلية كانوا يمتنعون عن القتال في الأشهر الحرم.

لم يكن الانقلابيون يتوقعون بأن تصل ذراع الجيش الذين قالوا عنه بأنه من بقايا كتائب النظام السابق,إلى مكانهم الحصين,حيث عمل الانقلابيون ما في وسعهم من اجل إجهاض أية محاولة لقيام جيش وطني تناط به مهمة الدفاع عن الوطن وحماية حدوده من تسلل الإرهابيين,الذين يعيثون في الأرض الليبية فسادا وقد وجدوا من يستقبلهم ويرحب بهم ممن يحكمون القبضة على البلاد من شذاذ الآفاق وخريجي غوانتانامو.

الانقلابيون في العاصمة شعروا بنوع من الثقة بالنفس بعد قرار المحكمة العليا الأخير لكن العالم بمجمله تحفظ على ذلك ولم يبدي أي استعداد للاعتراف بحكومة الأمر الواقع,لقد فشلت محاولاتهم في السيطرة على المزيد من مدن الغرب الليبي بل بدأت قواتهم تتقهقر,عزوا ذلك إلى وجود خيانة من رفاق السلاح,إنهم يواجهون انتفاضة شعبية مسلحة.

تبقى الأنظار مشدودة إلى أهلنا وجيشنا الباسل في الجنوب الليبي الذين أعلنوا بان الثلاثين من هذا الشهر سيكون بداية تحرير الجنوب من العصابات الإجرامية التي تحاول بشتى الوسائل السيطرة على مقدرات البلد النفطية وبث الفتنة والفرقة بين أطياف السكان,عندها سيضيق عليهم الخناق ويحشرون في مساحات اقل ويشعرون بصعود الأرواح الشريرة إلى الدرك الأسفل من جهنم.    

قصف امعيتيقة يعد نقلة نوعية من قبل الجيش في مواجهة المجرمين,الذين أعلنوا بان حكومتهم حكومة حرب,ومتى كانت حكومتهم غير ذلك؟ حيث لا يزال العديد من سكان العاصمة مشردون بالداخل والخارج,يقيم الانقلابيون المتاريس بشوارع العاصمة ظنا منهم أنها لن تسقط من قبضتهم, ربما يحذفون اسم امعيتيقة الذي صار يشكل كابوسا لهم,ويعيدون تسمية القاعدة الجوية "هويلس" كما فعلوا مع بقية الأسماء,لكنهم أصبحوا يدركون بان الشعب قد قال كلمته فيهم يوم الانتخابات فأيامهم أضحت معدودة, ولكل ظالم نهاية.