حققت أمال كريول وزيرة السياحة التونسية الجديدة شهرة إستثنائية في وقت قياسي ، وأصبحت مثار أهتمام وكالات الأنباء والصحف والمجلات والقنوات الإخبارية العربية والإجنبية فضلا عن المحلية إثر الإعلان عن تقديمها إستقالتها الى رئيس الحكومة مهدي جمعة دقائق بعد إداءها اليمين الدستورية أمام الرئيس المرزوقي 

وإنطلق عدد كبير من التونسيين في مساندة الوزيرة الجميلة التي تركت أْعمالها وزوجها وبنتيها في عاصمة الضباب الطبيعي وعادت الى بلادها لتواجه موجة الضباب الفكري والسياسي التي تكاد تغطي على كل شيء ،

ومشكلة الوزيرة أمال كربول الأولى أن جماعة التحرّى السياسي والإيديولوجي إكتشفوا أنها نزلت في مطار تل أبيب في العام 2006 ،ما يعني أنها « مطبّعة » من الدرجة الأولى  على حد فهمهم ، ولكن الوزيرة لم تنف ذلك ، وقالت أنها كانت تقود وفدا أمميا لتنظيم دورة دراسية للشباب الفلسطيني ، وأن الأسرائيليين إستوقفوها وحققوا معها لساعات عدة  وأهانوها ما دفعها للعودة من حيث أتت ، 

هنا يبدو  أن بعض التونسيين ممن لم يفهموا حقيقة ما يدور حولهم ، كانوا بحاجة الى سيدة من بنات بلدهم ، وجهت لهم رسالة من الضفة الغربية تقول لهم  فيها « أنا أشتري الشكلاطة التونسية والزبدة التونسية من سوبرماركت قريب من بيتي ، وبالشيكل الإسرائيلي ، آلا يعني هذا أن حكومتكم السابقة كانت على علاقة بإسرائيل  عندما سمحت بالتعامل التجاري معها ؟ » 

ولما فشل أعداء الوزيرة في طردها من الحكومة بسبب تهمة التطبيع ، إتجهوا الى تشويه صورتها ، وبحثوا في ألبومات صورها الشخصية ، ليكتشفوا لها صورة وهي ترتدي لباسا قصيرا ، وصورة أخرى وهي ترقص ، على أساس أن المرأة لا يجب أن ترقص ، وأن شابة تعلمت ودرست وتزوجت وأنجبت وأدارت أعمالا في الغرب يجب أن تقطع مع ثقافة الغربيين وأن تلتحف بجلباب أو تنتقب بنقاب في إنتظار أن يثور شعب بلدها الأصلي ويصل الإخوان الى الحكم ويقعون في مأزق وتمر تونس بأزمة وينطلق فيها حوار وطني تحت الضغط الشعبي و تتنحى الحكومة ويتم تكليف مستقل بتشكيل حكومة جديدة فيختارها لحقيبة السياحة ، التي يفترض أن تكون سياحة مؤدلجة ، وحاملة لشعارات الهوية الوطنية ومحاربة التطبيع 

ما تعرضت له أمال كربول ، رغم سخفه ، كان له وجهه الإيجابي ،فقد أكد مسؤول سياحي تونسي أن الحملة ضد الوزيرة خدمت الموسم السياحي في بلاده بنسبة 60 بالمائة ولم يبق الا 40 بالمائة يمكن توفيرها بسهولة ، وهكذا كانت حملة الإساءة المتعمدة تسويقا جيدا للسياحة التونسية و بأسلوب مبتكر يؤكد فعلا مقولة « رب ضارة نافعة »