هذه المسودة ,تعانى فى داخلها من الاشتباك والتناقض  والقيود والصدام,مما سيؤدى الى قصورها وعدم قدرتها على العمل. وبذلك ستكون عاجزة عن تقديم اى معطيات ايجابية لحل الازمة الليبية,مما سيمدد فترة الصراع بين اخذ ورد ,بل ويشرع الابواب لتفاقم الازمة . برعاية الامم المتحدة.لنتحول من ملكية سيادتنا على قرارنا ,الى مستسولين وراء دول القرار يالامم المتحدة,لتحل مشاكلنا على مزاجها وبما يخدم مصالحها.وكما تعلمون ان الامم المتحدة لم تتمكن  من الوصول الى حل نظيف كامل , لاى مشكلة مماثلة بالعالم حتى الان.

)فالحل الليبى العادل السليم والمناسب,لن يكون فى اعتقادى الا ليبيا وبين الليبين بمساعدة قبائلهم),

 

اننى قد وصفت مهمة برناردينو من بدايتها على مجلة "ليبيا المستقبل"بانها قاصرة,و موجهه من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا ,لتحقيق ,الوصفة التى حمًلوها "لطارق مترى"مندوب الامم المتحدة السابق "لتمكين الاسلام السياسى"من الجكم فى ليبيا,(لاسباب بينتها فى عدة مقالات ,راجع ارشيف المجلة)بكل الوسائل من الضغط...الى القوة الى حتلال العاصمة الى احياء المؤتمر الوطنى الميت ,الى منع التسلح على السلطة الشريعية,الامر الذى ادى الى رفض الشعب الليبى "لمترى " ومقترحاتة قبل انتخابات  2014 ,

فجاءوا "ببرناردينو ليون"لتنفيذ المخطط باسلوب معدل ,اما ان يحقق الهدف,اوان يفكك وحدة القوى الوطنية ,بما فى ذلك بمجلس النواب.

 

فحاول ليون,التسترعلى حقيقة مهمته,بارضاء هذا ومجاملة ذاك ,من غدامس الى الصخيرات,الى ان كانت المسودة "الثالثة"اكثر المسودات عدالة ومنطقية .(رغم حاجتها لبعض التعديلات) ,والتى انقلب عليها "ليون" دون سابق انذار,(ربما احدهم قد نبهه  الى المطلوب منه!).

 

فكشف ليون المستور,وهمش مجلس النواب "المنتخب" الذى تصفه المسودة "بالسلطة التشريعية"وحول "المجلس الاعلى"الذى تصفه المسودة ب "الاستشارى"الى اقوى سلطة فى الدولة,تشريعيا وتنفيذيا,وهو يتكون من 120 عضوا,ثلاث ارباعهم من "المؤتمرالوطنى"المنتهية ولايته ,المسؤول الاول عن تفاقم ماساة الشعب الليبى وتردى اوضاع الوطن, ونقلت المسودة "القيادة العليا"للجيش ,من سلطة منتخبة شعبيا الى سلطة معينة تعيينا.وتغافلت المسودة عن ,وجود جيش وطنى ليبيى , يبذل التضحيات الجسيمه .من دم واطراف وجهد ومعاناة,فى الحرب على الارهاب لحماية الوطن والمواطين ,وتتحدث عن تكوين جيش وتشكيلات مسلحة.

 

وكأن المسودة تسعى الى تحطيم اهم منجزات الشعب الليبى على الارض,بعد اجهاض نتائج انتخابات 2012 ,وهى(أ) انتهاء شرعية المؤتمر الوطنى ,(ب)وانتخاب مجلس نواب 2014 وحمايته و(ج)اعادة بناء الجيش الوطنى الليبى.

 

وهم واهمون قد يتوقعون قبول الشعب الليبى,لهذه الصفعات المهينة التى ستهدم سيادته,وتدفع بالوطن الى المجهول,بسبب الخوف على الوطن من خطر "داعش"او لتجنب استمرار الاقتتال ,او لرغبة بعض النواب فى التمديد ,الذى توفره المسودة.وهم يتصورون ايضا, اذا لم تتم الموافقة,فسيحدث التفكك والاختلاف داخل مجلس النواب والقوى الوطنية. وهذا مطلوب عندهم ايضا.

 

وبعد,,,

حتى لو فرضنا قبول هذه المسودة على علاتها,فهى غير قادرة على العمل بقيودها واشتباكاتها وتناقضاتها  .فهى مكبلة بقيود الاجماع,وموافقة الثلثين"الثلث المعطل" والتوافق ,لاصدار اى قرار او قانون,ولتنفيذ اى امر او مشروع او حتى تعيين موظف,اى التوافق بين مجالس واعضاء بينهم من الاختلاف والصراع وعدم الاعتراف ,والذكريات الموجعة من سفك دماء وتهجير ودمار وقهر,بل منهم من لايعترف حتى بشئ اسمه الوطن؟

اذن فالحكومة والمجالس ,كلها ستكون معطلة ومشلولة. لاينتج عنها الاتعطيل حال الشعب وتفاقم ازمته, وربط قضيته ,بالامم المتحدة,ومصالح الدول المهيمنة عليها.

 والشعب الليبى عليه ,  دفع تكاليف ,كل هذه المجالس الواسعة المشلولة , ومرتبات اعضائها الباهضة,من قوت عيالة الشحيح,

وتستمرالعازة والمعاناة,الى ان يحق الحق ,وحفظ الله ليبيا.

 

كاتب ليبي 

[email protected]