إنه من سخرية القدر ان ينصّب المرزوقي حاكما على الشعب التونسي ولكنها ارادة الاخوان المسلمين في تونس ليكون واجهة تحاك خلفها اشد الاعمال الاجرامية وتصفية اليساريين والقوميين حيث يحسب نفسه منهم وما هو كذلك ,بل نراه من اشد اعداء العروبة والاسلام,اراد ان يكون زعيما وطنيا مثل بورقيبة الذي لا يختلف اثنان على دوره في نهضة تونس ورقيها تونس وجاهد طوال عمره المديد فاستحق بجدارة لقب المجاهد الاكبر,تونس اليوم التي كانت تعتبر سويسرا شمال افريقيا من حيث الامان لا تزال تعاني نتائج حكم الترويكا فالأحداث الاجرامية تترا, مهددة قطاع السياحة المصدر الاساس لاقتصاد تونس وجلب العملة الصعبة.

الرئيس التونسي الاسبق اراد ان يدخل التاريخ من اوسع ابوابه(القضية الفلسطينية)التي استعملها كافة الحكام العرب وسيلة لإطالة اعمارهم ,بينما هم في الخفاء يعملون عكس ذلك بما فيهم الدول التي ليس لها حدود مشتركة مع فلسطين المحتلة ومنها تونس, لكسب ود امريكا والغرب عموما, عندما كان بالسلطة سعى قدر استطاعته الى امداد التنظيم الارهابي بآلاف المقاتلين التونسيين وهم في مجملهم من الشباب العاطل عن العمل, فاحتلت تونس المرتبة الاولى في تموين الارهاب,حيث يتم التدريب في ليبيا ومن ثم يقوم السلطان اردوغان بإدخالهم الى ارض الجهاد, هذا التنظيم الذي يقول بان تحرير فلسطين وبيت المقدس يكون عبر دمشق بعد ان سقطت بغداد بتدخل عسكري مباشر من حلف الناتو دونما تفويض دولي بذلك.

ولأن يخرج الى الاضواء عقب هزيمته النكراء في تونس, حيث تقلص عدد نوابه من 29 عام 2011 الى 4 نواب فقط العام 2014 .اما الاصوات التي نالها في الانتخابية الرئاسية فإنها جاءت بدعم من حركة النهضة التي رات فيه خير من ينفذ اوامرها ويلبي حاجياتها, قرر المشاركة (طوعا او كرها, لا يهم) في أسطول الحرية الثالث الذي ينظمه الباب العالي, الوصيّ على دول ما يعرف بالربيع العربي ومساعداته التي اعتبرها البعض سخية لكنها لم تسمن ولم تغنِ من جوع.

كان بإمكانه ان يذهب الى غزة مباشرة عبر معبر رفح, يقف على احوال اهلها ويشد من ازرهم, لكنها الهالة الاعلامية التي تصطحب كل عمل يقوم به المتشدقون بالحرية والعدالة وتحرير فلسطين, لا باس فقد حقق السيد الرئيس (امنيته) في ان يغبّر (حذاءه) بتراب فلسطين الطاهر, وفي الحقيقة فان تراب فلسطين قد تم تدنيسه من قبل هؤلاء. تراب فلسطين يسعد باستقبال الشرفاء من ابناء الامة الذين لا يرجون جزاء ولا شكورا.

ويستقبل السيد الرئيس بحفاوة لدى عودته من (الجهاد الاكبر)الى تونس, لقد ذهب الى الاعداء في عقر دارهم وتلك شجاعة قلّ نظيرها ,وليستمر مسلسل الضحك على ذقون المواطنين الذين اراد ان يحدث لهم حراكا اسماه (شعب المواطنين) لمحاربة الفقر والفساد الذي عمّ البلد ابان حكمه الرشيد والدفاع عن الاستقلال الوطني والحفاظ على اللحمة الوطنية التي يعبث بها العائدون من ارض الجهاد حيث ضاقت عليهم الارض بما رحبت, تلك الديار لها ابطال اشاوس يدافعون عنها ولم سلطاتها العون من احد. هنيئا للسيد المرزوقي بزيارة فلسطين التي لم يسبقه اليها احد من الزعماء, ولتسجل في سيرتك الذاتية انك كنت يوما من الساعين للشهرة من باب الجهاد الاكبر,وليجد الاعلام المضلل مادة دسمة في الحديث عنكم, وليستمر مسلسل أساطيل الحرية طالما ان هناك اناس مغفلون.

كاتب ليبي

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة