من حقيقة الشمس انها واحدة ولكن شروقها على الارض متعدد ليس واحدا ، ماان تشرق الشمس على أقصى الارض في دول اسيا ثم افريقيا وأوربا  حتى تغيب بعد حين على هذه الدول لتشرق على أقصى الكرة الأرضية في دول الأمريكتين وذلك في ذات التوقيت والأمر هنا ان اي حقيقة بشرية هى واحدة لكن لها وجوها متعددة كالشمس الواحدة وشروقها المتعدد فلايؤخذ الامر في وجود حقيقتين متعارضتين ان حقيقة شرا وباطل والحقيقة الاخرى خيرا وحق فالحقيقتين قد تتعارضان وفيهما معا خير وفيهما معا حق مع مافيهما معا من شر ومافيهما معا من باطل ومن ذلك حقيقة جماعة فجر ليبيا وحقيقة جيش الكرامة . 

- حقيقة جماعة فجر ليبيا :-

نسبة عددية من أفراد جماعة فجر ليبيا هم شباب أنقياء وطنيون لا مطمع لهم الا مصلحة ليبيا ولكن تخالطهم نسبة عددية من أفراد السلفية الجهادية والإخوان المسلمين والمجرمين وهذا الخلط هو ما أوقع الشبهة على جماعة فجر ليبيا وجعلها محط اتهام .

- حقيقة جماعة جيش الكرامة :- 

نسبة عددية من أفراد جيش الكرامة هم ايضا شباب أنقياء لا مطمع لهم الا مصلحة ليبيا تخالطهم ايضا أفراد من السلفية الدعوية والتي هى جماعة منحرفة ( سيأتي بيان انحرافها في مقال لاحق )  وبعض قطاع الطرق ومجرمي وعصابات الشوارع . 

المؤلم في هذا الامر عندما يتقاتل شباب وطنيون أنقياء صوروا لهم ان من يقاتلوهم هم أعداء لليبيا والوطن بينما الطرفين من هؤلاء الشرفاء دافعهم وطني بخلاف الجماعات المنضمة إليهما كالجماعات المتطرفة والمجرمين المنضمين لفجر ليبيا والمجرمين وقطاع الطرق المنضمين لجيش الكرامة ، الذين دافعهم شخصي بل ودوافعهم ضد ليبيا . 

وما يعنيني هنا هؤلاء الشباب الوطنيون الذين زج بهم في الحرب فصوروا للشباب من فجر ليبيا ان من يقاتلوا هم ( انقلابيون وازلام ) وصوروا لشباب جيش الكرامة ان من يقاتلوا هم (دواعش وخوارج ) وهما لا هذا ولاذاك وهو امر صنعه ودبر له أمراء وقادة الحروب في ليبيا لأجل ان يحكم هؤلاء الأمراء والقادة ليبيا وهم طائفة واسعة طفت على المشهد الليبي في فبراير ، و هم قادة فجر ليبيا وقادة جيش الكرامة ورؤساء احزاب ورؤساء عصابات مسلحة وأمراء جماعات متطرفة وأعضاء في المؤتمر الوطني العام ومجلس النواب وأعضاء في الحكومات السابقة ، طائفة الحكام هذه هى من صنعت مأساة الحرب في ليبيا وهى من جعلت من شباب ليبيا يقتل بعضه البعض حتى تحكم هذه الطائفة الملعونة ليبيا على دماء وجثت شباب ليبيا وعلى تهجير وقتل العائلات الليبية التى طالتها هذه الحرب ، اغلب أفراد طائفة الحكام المسببة لهذه الحرب هم في مأمن من هذه الحرب ، في الفنادق او في بيوتهم او في أماكن بعيدة عن الحرب وأفضلهم في الخطوط الخلفية لساحات الحرب وشباب ليبيا يدفع به الى الخطوط الأمامية وهى خطوط المواجهة والموت و يدفع هؤلاء القادة والأمراء بأبناء العائلات الليبية لهذه الحرب ولا يوجد منهم قائد من قادة الأجرام او أمير من أمراء الظلام يدفع بابنه الى هذه الحرب بل ان ابناء هؤلاء القادة يدرسون في الخارج او يعملون في شركاتهم المؤسسة بأموال الشعب الليبي المسكين المستكين وزيادة على ذلك فان عائلات قادة وأمراء الحروب والأجرام يرجون النصر في هذه الحرب حتى يزداد تمتعهم بمباهج حكم ليبيا بعد انتصارهم بدماء وجثت الليبيين وعائلات هؤلاء الشباب الذين غرر بهم في هذه الحرب يرجون الفزع والتوتر النفسي من ان يأتيهم خبر بموت أبناءهم في هذه الحرب التى لايقطف ثمارها الا قادة وأمراء الحروب ولايحصد أشواكها ومآسيها الا هؤلاء الشباب وعائلاتهم وباقي العائلات الليبية التى تحاصرها هذه الحرب .

لا يموت ..لا يجرح ..لاتبتر أيادي وأرجل .. لا تبكي أمهات ..لا تصرخ أخوات ..الا هؤلاء الشباب .. الا أمهاتهم .. الا إخواتهم .اما الحكام الذين صنعوا هذه الحرب فانهم يضحكون ولايبالون ، اليوم يتنافرون وغدا يتفقون او يهربون والشباب هم الباقون يتحملون اوزار وآثام وعواقب هذه الحرب . 

لذلك لايشترط في هذه الحقيقة ان يكون عينها أقصى اليمين او أقصى اليسار بل ان عين الحقيقة قد يكون بين اليسار واليمين وهذه الحقيقة عندما تكون تضاد، هكذا التضاد في هذه الحرب التي يتناحر فيها ابناء الشعب الواحد من الشرفاء ولو كانت حقيقة هذه الحرب في أقصى اليمين لذهبت لأقصى اليمين ولو كانت هذه الحقيقة في أقصى اليسار لذهبت الى أقصى اليسار ولكن حقيقة هذه الحرب تقع بين اليمين واليسار لايوجد طرف خير وطرف شرير من الطرفين الا من خالطهم من الاشرار ، ففي فجر ليبيا شرفاء ووطنيون وفي جيش الكرامة شرفاء ووطنيون ولكن هناك حقيقة اخرى لامنتصف لها وهى من الحقائق التي تكون أقصى اليمين او أقصى اليسار وهى حقيقة قادة وأمراء هذه الحرب من قادة فجر ليبيا وقادة جيش الكرامة ورؤساء احزاب ورؤساء عصابات مسلحة وأمراء جماعات متطرفة وأعضاء في المؤتمر الوطني ومجلس النواب وأعضاء في الحكومات السابقة . والذين ولدوا في ليبيا الأجرام واستنسخوا الظلام بجعلهم ابناء الشعب الليبي يقتل بعضه البعض بتصوير كاذب .. مخادع ان أولئك ( ازلام ، انقلابيون ، دواعش خوارج ) .

يا شباب ليبيا انتم تموتون ليحيا هؤلاء .. منكم مقتول وقاتل حتى يحكم هؤلاء.. انتم تقطفون الآلام .. هم يقطفون الأحلام ..لا مرمى لهم الا ان يكونوا حكام ..على ما تصنع أياديكم من حطام .. من ركام .. لا طبع لهم الا الأجرام .. ولامسعى لهم الا مهابط الظلام . 

افيقوا وكفى حربا.. كفى للدمار ضربا.. كفى الوطن محنا وكربا.. هؤلاء يشربون الدماء شربا .. ويتغنون بشربه طربا.. افيقوا خدعوكم بهذه الحرب وهذا القتال وما تقاتلون الا إخوانكم وما قتالكم الا من كبائر الذنوب .. وعظائم التهم والخطوب .. وزر ذلك عليكم في الدنيا والآخرة محسوب . لك الله ياليبيا لكم الله ياأبناء طني . 

 

كاتب ليبي 

[email protected]