اصطف الشعب مجددا في طوابير,عله يكفر عن فعلته في انتخابات2012,لم يفرح كثيرا,فقد جلبت له الويلات الجسام,قرارات صورية صدرت ونفذت بقوة السلاح الذي تمتلكه الميليشيات,آل الشعب على نفسه هذه المرة ألا يأتي إلا بمن هو أهل للثقة من حيث خدمة الجماهير ومبدأ تداول السلطة, افلح في ذلك فكان نصيب الإخوان من المقاعد قليل جدا بحيث لا يمكنّهم من عرقلة أي قرار يتخذه البرلمان.

المنتخبون حديثا من قبل الشعب أصبحوا مطاريد يبحثون لهم عن مكان آمن,ضاقت عليهم الأرض بما رحبت,سيطر المنتخبون السابقون على كل شيء,اكتسحوا بفعل ميليشياتهم كافة أنحاء البلاد,ولم يبقى إلا القليل من الأرض في أقصى الشرق تحت رعاية من تبقّى من الجيش الليبي البطل,الذي قرر أن يخوض معركة وان كانت غير متكافئة من حيث العتاد والعدد, لكنه مصمم على النصر ودحر الجبابرة الطغاة.

الليبيون يندبون حظهم التعيس من بين دول الربيع العربي, تمريخ الأصابع ثانية بالحبر البنفسجي,لم يكن مجدي,أتى بنتائج عكسية,لم تهدأ الأمور,بل استفحل الإجرام بحيث طال الآمنين,الأحزاب الميليشياوية الإجرامية أفرغت ما في جعبتها من حقد دفين تجاه الشعب الذي رفض التمديد لها, انتخابات يونيو2014 البرلمانية أظهرت للعالم ولقوى الشر في ليبيا حجمهم الحقيقي.

استخدم الانقلابيون ضد الشعب كافة أنواع الأسلحة المحرمة في المناطق المكتظة بالسكان,فكان آلاف القتلى والجرحى والمشردين,استمر نزوح المواطنين إلى دول الجوار, ليلحقوا بإخوانهم الذين سبقوهم إلى هناك منذ أكثر من 3 سنوات,لتزداد المأساة.

العالم بأسره يتفرج,منظمات غوث اللاجئين,لم تقدم للنازحين القدامى والجدد,أية مساعدات أسوة ببقية النازحين من الدول التي تشهد اضطرابات أمنية,قد تكون الحجة أن ليبيا دولة غنية وبإمكانها أن تنفق على لاجئيها,ولكن وللأسف فإن الحكومات "الليبية" المتعاقبة لم تعر أي اهتمام بشؤون اللاجئين بدول الجوار,الحكومة الحالية,لم تستطع أن توفر مكانا آمنا لها لعقد جلساتها,الحكومة الانقلابية في طرابلس استولت على كل شيء,بما فيها المصرف المركزي وعوائد النفط,فكيف بالحكومة الشرعية أن تفكر بالآخرين وهي لا تمتلك أي شيء؟.

لم يعد هناك مجالا للشك بأن حكام الغرب وأصدقاءهم من العرب,الذين ساهموا في إحداث الفوضى التي أسموها الخلاقة,إنما يستهدفون تمزيق الأمة العربية,إننا ندرك أن هناك ضغوطات يقوم بها الغرب على البرلمان والحكومة المنبثقة عنه,فهم مصممون على الإبقاء على العناصر الإجرامية ضمن التشكيلة الحكومية رغم هزيمتها في الانتخابات,ومن ثم تمديد الفترة الانتقالية بحجة الدعوة إلى الحوار والمصالحة والتي قد تأخذ ردحا من الزمن, ليستمر هؤلاء في السلب والنهب والقتل, وتستمر المعاناة. الغرب لا يزال يصنف الجيش الوطني على انه ميليشيا,وبالتالي يحظر عليه استيراد أسلحة متطورة لمجابهة الميليشيات التي تتلقّى الدعم ألتسليحي والمالي من عدة دول لم تعد خافية على احد, وفي مقدمتها قطر وتركيا وليس آخرا السودان التي بفعل عقلية حكامها المتحجرة, انقسم السودان إلى شطرين بل هناك محاولات جادة لتقسيم شمال السودان إلى دول قزميه.

يبقى الأمل للشعب الليبي معقودا على الجيش,الذي يحقق انتصارات على أنصار الشر في الشرق الليبي وان بخطى بطيئة,ولكنها ثابتة,أما في الغرب الليبي فإن ميليشيات تفجير ليبيا فقدت جزءا كبيرا من الزخم الذي أظهرته في الأيام الأولى لاغتصاب العاصمة,أصبحت تتقهقر أمام ضربات من تطلق عليهم الأزلام في محاولة منها لتشويه سمعة العسكر,الذين ولاءهم الأول والأخير للوطن.وسينتصر الحق وسيهزم المجرمون.