تابعت بكل اهتمام استحواذ شركة دبي العالمية على شركة الخطوط القصيرة الاوربية Unifeeder وبقدر مافرحت لهذه الخطوة كونها تمت من اشقاء لنا كانوا مميزين في تشغيل المواني البحرية في آخر عقدين من الزمن ، فلقد كان قرارهم استراتيجياً ومفصلياً وسينقل الشركة الى نشاط اوسع من نشاط تشغيل الموانئ ألا وهو تشغيل السفن ، بالاضافة الى شروعها في بناء وتشغيل ميناء جاف بدولة مالي ، وفي الوقت نفسه فقد شعرت بالالم الشديد كون ان الشركة التي تم الاستحواذ عليها هي اقرب لليبيا منها لدبي ، ونحن في ليبيا أمس الحاجة لهذه الخطوة اكثر من غيرنا.

لو كان لدينا ناس تعي  أو على الاقل تفكر بعقلية اقتصادية سواء في الحكومة أو في وزارة المواصلات أو بالمؤسسة الليبية للاستثمار لتم الاستحواذ عليها وبالمبلغ المعروض وهو 760 مليون يورو ، ومن ثم يتم توسيع نشاط الشركة ليشمل اغلب موانئ البحر المتوسط وموانئ ليبيا ، بالاضافة الى نشاطها الحالي في شمال غرب اوروبا.

اقول هذا الكلام وانا اعلم بأن شركات شحات وجرمة والعالمية هي شركات متعثرة اليوم وموظفيها لم يتقاضوا أي مرتبات منذ اكثر من سنة مضت ، بعد أن كانت يوماً ما شركات ناجحة ، وكما أعلم ايضاً ان قرارات انشائها ونظامها الاساسي يسمح لها بتملك السفن وايجارها.

هل من المعقول ان يتم التركيز من قبل حكومة السراج على الاستيراد وبمليارات الدولارات مثل استيراد مواد غذائية جاهزة كالتونة ومعجون الطماطم والزيت (والتي يمكن انتاجها محلياً) والتوقف عن استيرادها ، بالاضافة الى استيراد بعض الكماليات كالاثاث ، بالتزامن مع تجاهل كامل لشركات الوطنية المتعثرة  والتي يمكن ان يتم حل مشاكلها بواسطة خبراء وطنيين طالما أن الخزينة العامة بها مبالغ مالية وبالمليارات.

اتوجه بالدعوة مجدداً لكل الجهات ذات العلاقة لحل مشاكل الشركات البحرية الليبية المتعثرة بالاستعانة بالخبرات الوطنية كمرحلة اولى ، على أن تعقبها في خطوة لاحقة اعادة هيكلة القطاع البحري بالكامل ضمن خارطة اقتصادية تكون الاساس لاستراتيجية اقتصادية وطنية.

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة