القرضاوي يحرّم الإنتخابات الرئاسية في مصر ، القرضاوي يحرّم الإستفتاء على الدستور المصري ، القرضاوى يحرّض على الجيش والشرطة المصريين ، القرضاوي يدعو الى الإطاحة بهذا النظام أو ذلك ، القرضاوي يهدر دم فلان و يبيح سحل علّان ، القرضاوي  يبارك ثورة شعب الواق واق ، القرضاوي يحلّل ، القرضاوي يحرّم ، القرضاوي يوافق ، القرضوي يعارض ، القرضاوي يبارك ، القرضاوي يشيد ،القرضاوي يدعم ، القرضاوي يأمر ، القرضاوي يحدّد ، القرضاوى يجيز ، القرضاوي يهدّد ، القرضاوي يعلن ، القرضاوي يؤكّد ، القرضاوي ينفي .

القرضاوي يكفّر القذافي ، القرضاوي يهدر دم بشار الأسد ، القرضاوي يحرّض على علي عبد الله صالح ،القرضاوي يهددّ الأمارات ،القرضاوي يخرج عبد الفتاح السياسي من الملّة ، القرضاوي يحرّم ذهاب المسلمين الى المسجد الأقصى ، القرضاوي يزور غزة لدعم حماس ، القرضاوي يهنّيء أردوغان بالفوز ، القرضاوي يدعم الدستور التونسي الجديد الذي لا يعتمد مرجعية الإسلام ،ويرفض دستور مصر  الجديد الذي ينص على مرجعية الإسلام .

القرضاوي أكثر نشاطا من جامعة الدول العربية ، ومنظمة التعاون الإسلامي  تعجز عن ملاحقة مواقفه ، الإسلام ذاته لم يعد قادرا على إحتواء القرضاوي ، فالداعية الإخواني تجاوز الصحابة والخلفاء والعلماء والفقهاء في فهم الدين ، وأباح لنفسه الحديث بإسم الله ورسوله والمؤمنين ، وبات يفتي في كل شيء وكأنّه يتلقّى الوحي يومّيا من السماء .

القرضاوي يعرف من المؤمن ومن الكافر ، القرضاوى يعرف من مآله جنات  عدن تجري من تحتها الأنهار ومن مآله جهنّم وبئس المصير ، القرضاوي يعلم ما في الضمائر ، القرضاوي يستطيع أن يعطينا قائمة إسمية بالمنافقين الذين يظهرون ما لا يضمرون ، وأن يعرض علينا أسماء الموعودين بالعفو الإلهي والشفاعة المحمّدية ، القرضاوي  مكشوف عنه الحجاب ،ولا تخفى عنه خافية ، حتى أن له أصدقاء قبل الخريف العربي سرعان ما تخلى عنهم وكفّرهم بعد أن جاءه الوحي بأن قرار الإطاحة بهم قد صدر فعلا .

 القرضاوي يفتي في الإنتخابات والإستفتاءات والدساتير والأحزاب  وفي الثورات والإنتفاضات والإنقلابات ،القرضاوي ينظّر للديمقراطية والحرية والتعددية وحقوق الإنسان ، القرضاوي يرى  في الدوحة المدينة ،وفي حاكمها الخليفة ، وفي الإخوان الصحابة الأخيار ، والمهاجرين والأنصار ، وفي مجلس الأمن وحلف الناتو ودول الغرب أدوات  يسخّرها الله لخدمة دينه ، وفي قناة « الجزيرة » منارة الهدي ودار الفتوى ، وفي حلفاء قطر الفرقة الناجية .

القرضاوى أعلم من الجميع وفوق الجميع .

القرضاوي لا يعرف أن « ما أوتيتم من العلم إلا قليلا » لأنه العلم كلّه .

القرضاوي لا يؤمن بأن « وفوق كل ذي علم عليم » لأنه العليم فوق كل ذي علم .

القرضاوي شقّ على قلوب الناس وأدرك خفاياها ، القرضاوي أطّلع على الغيب وقرّر مصائر الشعوب ، وووزّع مراتب الثواب والعقاب على البشر .

 القرضاوي دشّن إسلاما جديدا بشراكة مباشرة مع السماء ، ويكفي النور المشرق من ملامحه للتأكيد على ذلك ،

القرضاوي بيده مفاتيح الجنّة ،والجنّة تحت أقدام القرضاوي ، تمتدّ من الدوحة الى أنقرة ، برعاية « الإخوان للتحالف مع الشيطان » .

القرضاوي وحده الوصي عن الدين رغم أن أننا لم نسمع ما يحيل الى ذكره في عهد الرسول الكريم إلا  ذكر بني قريضة .

والفرق بين القرضاوي وبني قريضة ليس كبيرا ،، من باب السماع على الأقل .